- سياسة خارجية ترتكز على تأكيد سيادة واستقلال ووحدة الأرض على جميع المستويات
- نموذج يُحتذى في إدارة أزمة تفشي فيروس كورونا
تحتفل مملكة البحرين اليوم الموافق السادس عشر من شهر ديسمبر بالعيد الوطني الـ 49 للمملكة والذي يتزامن مع الاحتفال بالذكرى الـ21 لتسلم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم في البلاد.
واستطاعت مملكة البحرين عبر تاريخ مسيرتها التنموية الطويلة قطع اشواط كبيرة لتعزيز الديموقراطية الحقة المنطلقة من روح الإنسان البحريني وعطائه الذي هو اساس نهضتها القديمة والحديثة، وواصلت تلك المسيرة من خلال الرؤية المستنيرة والفكر الثاقب لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، مجسدة في المشروع الاصلاحي وميثاق العمل الوطني اللذين شكلا اللبنة الأساسية لمرحلة جديدة تعيشها المملكة ونواة لمرحلة مقبلة تشهد منجزات في مختلف المجالات الحيوية وعلى جميع الصعد بما يعزز مكانتها الإقليمية والدولية.
وتعزيزا للمسيرة التنموية اختطت مملكة البحرين نهجها الاصلاحي المنبثق من روح القانون والدستور، وعملت على تحديث التشريعات والقوانين بما يواكب المسيرة الديموقراطية الحديثة في المملكة.
وتسير مملكة البحرين وفق خطط استراتيجية مدروسة، تمتد للمستقبل بعيد الأمد من خلال «رؤية البحرين 2030»، التي تضع توجهات ورؤى البحرين التنموية للمستقبل، وفق خطة محكمة واستناداً إلى العدالة والتنافسية وتحقيق أكبر قدر من التنمية المتوافقة مع ما تشهده من تجربة ديموقراطية رائدة، تعزز من خلالها مناخ الحرية والانفتاح والتطور والمواطنة وحقوق الإنسان، حيث ازداد فيها نطاق التقدم والإصلاحات إلى ما وراء حدود التوقع.
وبدأت البحرين مرحلة التنمية والتطور في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية وغيرها منذ استقلالها في العام 1971.
وحققت تطوراً سريعاً وتنمية مستدامة في الجانب العمراني على مدار الـ 49 عاماً الماضية، حيث تحولت إلى مركز تجاري ومالي كبير وجاذب لرؤوس الأموال الأجنبية. وقامت خطط المملكة الاقتصادية على رؤية محددة.
السياسة الخارجية
ترتكز السياسة الخارجية لمملكة البحرين على اسس قويمة منها، تأكيد سيادة واستقلال ووحدة أراضي مملكة البحرين على المستوى الاقليمي والعربي والدولي، وكذلك صيانة وحماية مصالح البحرين الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية في الخارج والدفاع عنها، وتنمية وتعزيز وتقوية الروابط والعلاقات بين مملكة البحرين وكافة الدول والهيئات العربية والدولية، وتمثيل مملكة البحرين في المحافل العربية والدولية، ودعم القضايا العادلة للأمة العربية والاسلامية وفي مقدمتها قضية فلسطين والقدس الشريف.
الاقتصاد
تتمتع مملكة البحرين، إلى جانب الكلفة والتنافسية وسهولة الوصول إلى باقي منطقة الشرق الأوسط ومتانة البنية التحتية التجارية، بخبرة كبيرة في فهم احتياجات الشركات الأجنبية والاستجابة لها.
وتعتبر البحرين الاستثمار الأجنبي عنصرا أساسيا في الرؤية الاقتصادية 2030 كخطة طويلة المدى لتحسين القدرة التنافسية للاقتصاد، وخلق فرص عمل لعمالها المهرة وتحسين مستوى معيشة الفرد وهو ما يفسر التزام مملكة البحرين بالبناء على المزايا المتوافرة لتجعل من الشرق الأوسط مركزا أكثر جاذبية للأعمال التجارية.
رؤية 2030
تجسد الرؤية الاقتصادية 2030، التي أطلقها جلالة الملك حمد بن عيسى في أكتوبر2008، رؤية شاملة لمملكة البحرين، تسعى إلى إنشاء توجه واضح لتطوير اقتصاد المملكة، مع التركيز على هدف أساسي يتجلى في تحسين المستوى المعيشي لجميع مواطني مملكة البحرين.
وتم إطلاق الرؤية بعد أربع سنوات من المناقشات المستفيضة مع مجموعة من صناع القرار في القطاعين العام والخاص، بما في ذلك المؤسسات الحكومية والهيئات المختصة، بالإضافة إلى بعض بيوت الخبرة والهيئات الدولية.
تركز الرؤية الاقتصادية 2030 على بلورة رؤية حكومية متكاملة للمجتمع والاقتصاد، والتي تتمحور حول ثلاثة مبادئ أساسية هي التنافسية، والعدالة، والاستدامة.
الإستراتيجية الاقتصادية الوطنية
شرعت المملكة في أعقاب إطلاق الرؤية بإطلاق برنامج للإصلاح الاقتصادي المؤسسي، تماشياً مع أهداف الرؤية الاقتصادية 2030، مما أفضى إلى إعداد استراتيجية اقتصادية وطنية، كانت بمنزلة خارطة طريق لتحقيق هذه الرؤية. ويتم مراجعة هذه الاستراتيجية لتتواءم مع المتغيرات الدولية وبرنامج عمل الحكومة.
أُعدت الاستراتيجية الاقتصادية الوطنية للسنوات 2008-2014، وتم اعتمادها كخريطة طريق للاقتصاد الوطني والعمل الحكومي. ومنذ إطلاق الرؤية الاقتصادية 2030 والاستراتيجية الاقتصــادية الوطنية، تمكنت المملكة من إحراز تقدم ملحوظ في عملية الإصلاح الاقتصادي وزيادة كفاءة أداء الجهات الحكومية.
وفي سبيل الاستفادة من التجارب السابقة والتكيف مع المتغيرات المستجدة، تم إعداد الاستراتيجية الوطنية للتنمية (2015-2018 م) باعتبارها خطوة في المسيرة نحو تحقيق تطلعات الرؤية الاقتصادية 2030، وتحديد التوجهات الاستراتيجية للمملكة على المدى المتوسط، في السنوات 2015-2018.
البحرين أكبر وجهة للمغتربين في الشرق الأوسط وقد تم الاعلان عن البحرين كأكبر وجهة للمغتربين في الشرق الأوسط، وفقا لاستطلاع إنتر نايشنز إكسبات إنسادير والذي يصنف البلدان وفق العديد من العوامل مثل نوعية الحياة والتمويل الشخصي والعمل في الخارج وتكوين الصداقات.
وتعد البحرين أكبر قاعدة للأعمال التجارية في الخليج بالنظر الى انه لا توجد بها ضرائب عن الشركات أو الدخل أو ضريبة القيمة المضافة أو ضريبة الاستقطاع أو تلك التي تفرض على الأرباح الرأسمالية أو الدخل، أو على الميراث أو حتى رسوم الوفاة، وعرفت البحرين بكونها بيئة جاذبة للمستثمرين ومجتمعا منفتحا يشجع بنشاط على بعث المشاريع الخاصة.
كما عملت على تنويع مصادر دخلها في وقت مبكر من خلال تشجيع المشاريع الخاصة، حيث بلغ إجمالي الناتج المحلي غير النفطي بها أكثر من 80% وتشجع كذلك بقوة على نمو القطاع الخاص من خلال السماح للأجانب بالتملك وإعادة الدخل إلى أوطانهم بنسبة 100%، فالمملكة بأكملها عبارة عن منطقة حرة وضخمة واحدة.
تبعد مملكة البحرين حوالي ساعة بالطائرة عن المراكز الرئيسية كالرياض والكويت وأبوظبي ودبي وتبعد أبراج المرفأ المالي مسافة 10 دقائق فقط بالسيارة عن مطار البحرين الدولي، مقر شركة طيران الخليج، الشركة الأفضل ربطا بالنسبة للرحلات الجوية الإقليمية ما يجعل الوصول إلى كل سوق من أسواق الشرق الأوسط في غاية السرعة والفاعلية جوا وبحرا وبرا.
قوة عاملة ماهرة
ولدى البحرين قوة عاملة على غاية من التطور بسبب وجود هيئات مثل تمكين التي من بين مهامها تحديد الفجوات الموجودة على مستوى السوق من حيث الحاجة لمهارات معينة ومن ثم تستثمر في تدريب البحرينيين على اكتساب الخبرة اللازمة لتلبية تلك الاحتياجات.
ففي قطاع الخدمات المالية بمفرده، تبلغ نسبة الموظفين البحرينيين ثلثي العدد الإجمالي للعاملين في القطاع الذي يتم فيه تشغيل ممتلكات المرفأ المالي بكفاءة وبواسطة فريق دعم قوي قوامه 166 عنصرا يتم توفيره من قبل الإدارة المحترفة لخدمات المرفأ.
التعليم
اهتمت مملكة البحرين بتأسيس الاجيال ابتداء من مراحل الطفولة الاولى التي تسبق مرحلة التعليم الابتدائي من خلال فترة الحضانة وفترة رياض الأطفال، ويخرج التعليم في هذه المرحلة عن نطاق السلم التعليمي النظامي، حيث تتم إدارته من قبل القطاع الخاص، ومع ذلك تشرف وزارة التربية والتعليم على رياض الأطفال من خلال إدارة رياض الأطفال التي تم استحداثها ضمن الهيكل التنظيمي الجديد للوزارة الصادر عام 2006م. أما دور الحضانة فهي من مسؤولية وزارة التنمية الاجتماعية.
وينقسم التعليم الأساسي إلى مرحلتين هما المرحلة الابتدائية وتشمل الفئات العمرية من 6-12 سنة، وتمتد الدراسة بها لمدة ست سنوات. والمرحلة الاعدادية وتضم الفئة العمرية من 12-14 سنة، ومدة الدراسة بها ثلاث سنوات.
اما المرحلة الثانوية فهي التي تعد الطالب لدخول الجامعات والمعاهد العليا أو الانخراط المباشر في سوق العمل. ومدة الدراسة بها ثلاث سنوات دراسية مقسمة إلى ستة فصول دراسية (ثلاثة مستويات).
ويطبق في هذه المرحلة نظام الساعات المعتمدة الذي يقدم خيارات واسعة من المواد الدراسية والمسابقات التي تتيح للطالب مواءمة الدراسة التي تتفق مع أهدافه المستقبلية.
حقوق الإنسان
بتاريخها العريق في التسامح والتعايش بين الأديان والثقافات، وسجلها الحضاري المشرف في احترام الحقوق والحريات، خصصت مملكة البحرين يوم العاشر من ديسمبر للاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان، وسط إنجازات حقوقية رائدة ومكانة دولية مرموقة في ظل المسيرة التنموية الشاملة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى، وبدعم من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء.
وتزامنا مع الاحتفاء العالمي لهذا العام حول حقوق الإنسان في مواجهة تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، وبفضل التوجيهات الملكية السامية، فقد نجح فريق البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس الوزراء في أن يقدم للعالم أنموذجا يحتذى به في إدارة هذه الأزمة بكفاءة وفاعلية وعدالة وشفافية عبر اتخاذ مجموعة من الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية والاستباقية، التي أسهمت في الحفاظ على الصحة والسلامة العامة للجميع، وتحقيق معدلات عالية في نسبة الفحوصات والتعافي بشهادة منظمة الصحة العالمية، وكفالة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية لجميع المواطنين والمقيمين، بإطلاق حزمة مالية واقتصادية بقيمة تفوق 4.5 مليارات دينار بحريني أي ما يعادل 32% من ناتجها المحلي الإجمالي، وتنفيذ أكثر من 20 مبادرة.
المرأة البحرينية.. شراكة في بناء الوطن
من منطلق الإيمان بدورها في المجتمع اولت مملكة البحرين المرأة اهتماما خاصا، حيث تحتفل في الأول من ديسمبر من كل عام بيوم المرأة البحرينية كمناسبة وطنية مجيدة أطلقتها صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل المملكة المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة في العام 2008، بشعارها الرئيسي «قرأت، تعلمت، شاركت» للاحتفاء بالشراكة الوطنية للمرأة البحرينية في بناء الوطن.
وما زالت هذه المناسبة في تطور مستمر في مملكة البحرين بعد مرور 12 عاما على إطلاقها، بل تزداد وهجا وألقا وأهمية عاما بعد عام في ظل دخول المرأة البحرينية مجالات حيوية جديدة بجرأة وشجاعة، وتمكنها عن كفاءة وجدارة من إثبات ذاتها وخدمة أسرتها ووطنها والدفع قدما بمسيرة الازدهار والتنمية الوطنية إلى جوار أخيها الرجل في مجتمع بحريني متحضر تتعزز فيه معايير التنافسية والاستدامة والتوازن بين الجنسين.
وبمبادرة كريمة من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البحرين رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، تم تخصيص موضوع يوم المرأة البحرينية للعام 2020 للاحتفاء بالمرأة في مجال العمل الديبلوماسي، وقد رسمت مبادرة سموها هذه خطة عمل واضحة أمام المجلس الأعلى للمرأة لتسليط الضوء على «مسيرة عمل المرأة الديبلوماسية»، عبر توضيح أثر وأبعاد مشاركاتها ومساهماتها في إثراء مجالات العمل الديبلوماسي وتعزيز المكانة الدولية لمملكة البحرين، وذلك تزامنا مع احتفاء مملكة البحرين ببدء العمل الديبلوماسي المنظم قبل أكثر من نصف قرن من الزمان.
ورغم الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة كوفيد-19 على البحرين والمنطقة والعالم منذ مطلع العام 2020، إلا أن المجلس الأعلى للمرأة عمل على الاحتفاء بهذه المناسبة في إطار مراعاة الإجراءات الاحترازية من جهة، وبما يليق بإنجازات المرأة البحرينية وتقدمها وعطائها في هذا المجال الحيوي من جهة أخرى، حيث نظم العديد من الفعاليات من لقاءات ومجموعات تركيز وغيرها على مدى العام الحالي وبالتعاون مع الشركاء وبشكل خاص وزارة الخارجية وأكاديمية محمد بن مبارك آل خليفة للدراسات الديبلوماسية، كما نظم عدد من البعثات الديبلوماسية البحرينية في الخارج فعاليات مشابهة.
وبالعودة للبدايات الأولى، ففي الثاني والعشرين من سبتمبر عام 1971، رفع علم مملكة البحرين في مقر الأمم المتحدة لأول مرة، حيث دخلت البحرين رسميا إلى الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية. ومنذ ذلك الحين، استطاعت المملكة توسيع شبكة علاقاتها الديبلوماسية وتعزيز حضورها على الصعيد الدولي.
ولم تتأخر المرأة البحرينية عن اللحاق بمسيرة العمل في المجال الديبلوماسي، حيث دخلت لأول مرة للعمل كديبلوماسية في وزارة الخارجية عام 1972، وعينت كمستشار في البعثة الدائمة لمملكة البحرين لدى الأمم المتحدة عام 1988، وعينت كسكرتير ثالث بإدارة الشؤون العربية عام 1991، وسكرتير ثان بإدارة شؤون مجلس التعاون عام 1992.
مملكة البحرين وجهة سياحية مميزة
تمتلك مملكة البحرين الكثير من معالم الجذب السياحية المختلفة التي تلبي جميع الأذواق، فلعشاق التاريخ هناك تراث غني من الحضارات القديمة التي تعود إلى أكثر من 5000 سنة، حيث تزخر البلاد بالكثير من المعابد وتلال الدفن الجديرة بالاستكشاف والزيارة، فتجد متحف البحرين الوطني مكانا جيدا، حيث يمكنك التعرف على تاريخ البحرين الغني طوال آلاف السنين، كما أن القلاع والحصون التي توجد في منطقة الرفاع وقلعة عراد وبالطبع قلعة البحرين نفسها تعد أمثلة رائعة من العمارة القديمة.
إذا يممت وجهك نحو ما هو أقرب الى الحاضر بمعيار التاريخ فيمكنك زيارة بيوت المحرق بعد ترميمها والتي تنقل الصورة التي كانت عليها منازل البحرين خلال القرن الماضي، كما يمكنك أيضا أن تتقصى في متحف اللؤلؤ تاريخ الغوص بهدف استخراج اللؤلؤ.
ومن بين المعالم الأكثر حداثة التي تستحق الزيارة أول بئر من آبار النفط وكذلك جسر الملك فهد الذي يمتد بطول 25 كم ويربط البحرين بالمملكة العربية السعودية.
أما اذا كنت من عشاق الطبيعة فبوسعك أن تعرج على محمية العرين البرية حيث طيور النحام (الفلامينجو) والنعام والجمال والمها الشهيرة، أو أن تقوم برحلة الى وسط الجزيرة لتلقي نظرة على شجرة الحياة التي تثير الإعجاب لصمودها مئات السنين وسط صحراء البحرين.
وإذا كان اهتمامك هو الرياضة، فيمكنك القيام برحلة يوم الجمعة الى مضمار الخيل بمنطقة الصخير، حيث يمكنك أيضا قضاء بعض الوقت متجولا في أنحاء حلبة البحرين الدولية لقضاء بعض الوقت والاستمتاع بمشاهدة سباقات السيارات، أو الاستمتاع بالرياضات المائية القريبة في جنة دلمون المفقودة والحديقة المائية، أكبر حديقة مائية وأكثرها تطورا في الشرق الأوسط.
أما إذا كنت من هواة جمع الطوابع والعملات فلديك الفرصة للقيام برحلة الى متاحف الطوابع والعملات.
وإذا كنت ترغب في معرفة المزيد عن الإسلام، فعليك التوجه إلى مسجد الفاتح بمنطقة الجفير الجديدة حيث يوجد مرشدون على استعداد لإرشادك بكل مودة.
ويوجد في البحرين عدة متاحف، منها مثلا متحف البحرين الوطني، الذي يعرض مجموعة غنية من التحف الأثرية القديمة في البحرين. ويغطي المتحف 6000 سنة من تاريخ البحرين.
ويضم المجمع أربع قاعات: واحدة مخصصة لعلم الآثار وحضارة دلمون القديمة، وقاعتين مخصصتين لعرض ثقافة ونمط الحياة لحقبة ما قبل العصر الصناعي، والرابعة للتاريخ الطبيعي، مع التركيز على البيئة الطبيعية في البحرين وعرض عينات من النباتات والحيوانات من الحياة النباتية والحيوانية الموجودة في البحرين، وكذلك هناك متحف النفط وأول بئر لإنتاج للنفط، وكما يوحي اسمها هذه أول بئر لإنتاج النفط في منطقة الخليج العربي، وتقع في البحرين.. ويعرض المتحف تاريخ صناعة النفط في البحرين منذ أكثر من قرن.
ويضم متحف النفط بعض المعروضات الرائعة، بما في ذلك معدات حفر ووثائق وصور قديمة ونموذج لمحاكاة العمل في حقل للنفط.
هناك أيضا متحف الغوص بحثا عن اللؤلؤ، والذي يعتبر واحدا من أهم المنشآت التاريخية في البحرين. وتنبع أهميته من كونه أول موقع رسمي للمحاكم في البحرين قبل أن يتحول إلى متحف.
وأيضا هناك متحف الطوابع البريدية، ويعرض المتحف مجموعة رائعة من الطوابع التي صدرت واستخدمت في البحرين.
العيد الوطني للبحرين.. مناسبة مضيئة وتاريخ مشرق
بقلم: صلاح علي المالكي.. سفير مملكة البحرين لدى الكويت
أبتدئ بعظيم الشرف وصادق الولاء بأن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، حفظه الله ورعاه، والى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء بمملكة البحرين، حفظه الله، بمناسبة احتفال مملكة البحرين بالعيد الوطني الذي يصادف 16 و17 ديسمبر من كل عام إحياء لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح كدولة عربية مسلمة عام 1783 ميلادية والذكرى 49 لانضمامها الى الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية والذكرى 21 لتسلم حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، حفظه الله ورعاه، لمقاليد الحكم، داعيا المولى عز وجل أن يحفظ للبحرين أمنها واستقرارها وأن يديم عليها نعمة التنمية والازدهار.
إن هذا اليوم الأغر الذي يبرز المناسبة المضيئة من تاريخ مملكة البحرين المشرق والعريق الذي يضرب بجذوره عمق التاريخ لدولة أساسها العدل والمساواة والنهج القويم والانفتاح على الآخرين ما مكن مملكة البحرين من أن تكون مقصدا لبيئة آمنة وواحة مطمئنة يتعايش فيها الجميع بروح السلم ومحبة الآخرين تميزها سمعة وطيبة وكرم يتحلى بها شعبها يشهد بها القاصي والداني.. وهي بلا شك سائرة بذلك النهج المتوارث جيلا بعد جيل والذي يصون أركانه ويحقق أهدافه الرؤية العميقة والنهج الإصلاحي الشامل والفريد والمتجدد في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المفدى، حفظه الله ورعاه، ودعم ومساندة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس الوزراء، حفظه الله، كقيادة وضعت كل جهدها واهتمامها في رفعة شأن شعبها وإبراز مكانة مملكة البحرين الرائد كنموذج مثالي يحتذى به في الحكم الرشيد القائم على دولة القانون والمؤسسات ليس فقط في نهج التعايش السلمي على أرضها عبر مئات السنين، بل في الالتزام القائم على مبدأ الاحترام المتبادل وحسن الجوار والازدهار الاقتصادي وتعزيز بناء السلام وتقوية أركان الأمن والاستقرار الجماعي المستند الى روح القانون والاتفاقيات والأعراف الدولية.
وان كان هناك مثال على قوة العلاقات والتلاحم بين مملكة البحرين ومحيطها فلا بد من أخذ العلاقات البحرينية- الكويتية مثالا للعلاقة المثالية التي تجمع مملكة البحرين بجميع الدول، ولكن ما يضفي على العلاقات بين مملكة البحرين والكويت أن هذه العلاقة تتسم بطبيعة فريدة من نوعها في العالم كون الأسرتين الحاكمتين في كلا البلدين أبناء عمومة واحدة تربطهم وشائج النسب واللحمة الواحدة، وهو ما ينعكس أيضا على مستوى العوائل في البلدين الشقيقين وأنا أحدهم، حيث إن أبناء عمي كويتيون، لذا فلا غرابة في أن نرى تلاحم الأسر وتضامنهم في السراء والضراء وفي الشدة والرخاء، ولا أبلغ من الغزو الغاشم الذي تعرضت له الكويت فكانت البحرين دار أمن وأمان لجميع الأشقاء من الشعب الكويتي العزيز ابتداء من سفارة مملكة البحرين في الكويت أثناء فترة تولي السفير عيسى الجامع، رحمه الله، مهام عمله فنال على ذلك الدور وساما عاليا في عهد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، رحمه الله، في حالة فريدة من نوعها لمنح سفير وساماً أو من خلال بعثات المملكة في الخارج بما في ذلك سفارة المملكة في بغداد نفسها قبل إغلاقها في تلك الفترة والتي من قصدها فقد أمن على نفسه كل الرعاية والحماية وتقديم التسهيلات الواجب تقديمها للخروج الآمن.
وهنا لا يفوتني الإشارة الى دور الكويت قبل انضمام مملكة البحرين بعضويتها الكاملة في الأمم المتحدة ومنها على سبيل المثال لا الحصر تقديم كافة التسهيلات لإعداد وتدريب الكادر الديبلوماسي والقنصلي لبعثات المملكة في الخارج وفتح سفارات الكويت للمبتعثين البحرينيين لتأسيس البعثات الديبلوماسية، حيث ساعد على ذلك الرعاية التي أولاها مؤسسا الديبلوماسية في البلدين الشقيقين آنذاك صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح، طيب الله ثراه، وسمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس الوزراء حاليا، حفظه الله، وهذا دليل يعكس مرحلة مهمة من تاريخ البلدين الحديث على صعيد التعاون الخارجي والتضامن الديبلوماسي الذي عرف عنه منهج السياسة المتوازنة تجاه جميع القضايا ومراحل التنسيق المستمر في علاقة البلدين التي لا تعرف مصالح آنية أو طارئة وإنما ترسخ علاقة تجسد توأمة الروح والمصالح المشتركة والمصير الواحد.
ولقد كان للزيارات الرسمية والأخوية المتبادلة سواء الزيارات ما بين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وأخيه صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، طيب الله ثراه، أبلغ الأثر في تعميق تلك العلاقة التي بناها الآباء والأجداد، فضلا عن الزيارات الدورية والسنوية التي كان يقوم بها فقيد البحرين الراحل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه، مع وفد متميز ورفيع المستوى يترجم أبلغ الأثر في معانيها ودلالاتها بالنسبة للقيادة الكويتية ورجال الدولة وأفراد المجتمع ورواده كونها زيارة تتميز بخصوصية فريدة تعكس معاني العلاقة الوطيدة بين الأسرتين الحاكمتين والترابط والتآخي في مناسبة عزيزة على كل بيت في الكويت وهي حلول شهر رمضان الفضيل الذي يجمع التواصل بين أبناء الرحم الواحد في مجتمعاتنا.
كما كان للزيارات والتواصل والاتصالات بين القيادة في الكويت وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء واستمرارها أطيب الأثر في تعميق تلك العلاقة الراسخة والتي تنعكس بلا شك بين كافة أفراد الأسرة الحاكمة والمسؤولين وأفراد الشعبين الشقيقين وهي امتداد لزيارات وعلاقات ود وتراحم منذ مئات السنين.
إن العمل لتوطيد العلاقات المصيرية والمشتركة بين الكويت ومملكة البحرين لا يعرف حدودا أو سقفا معينا ينتهي عنده وإنما سيستمر نحو آفاق اكبر لعلاقات تاريخية قوية ومتينة تزداد يوما بعد يوم نحو البناء والتقدم والتنمية والاستقرار كجسد واحد وروح واحدة بفضل الرؤية الحكيمة لدى القيادتين المتمثلة بحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وأخيه صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، حفظهما الله ورعاهما، مواصلين بعون الله البناء على كل ما تحقق من إنجازات في طريق تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها.
وما يدل على ذلك عدد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي توصلت لها اللجنة العليا المشتركة بين البلدين في فترة قياسية والتي كانت حصة الأسد منها أثناء تولي معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة الموقر مستشار صاحب الجلالة للشؤون الديبلوماسية حقيبة وزارة الخارجية فكانت امتدادا لنهج أسس العلاقة الديبلوماسية الشامخة مع الدول التي أسسها سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة وسار على نهجها بحيوية تركت أثرا عميقا في كل عواصم العالم، فعلى مستوى الكويت لا يكاد أي مسؤول كويتي ألتقيه للتباحث في العلاقات الثنائية إلا ويكون لسمو الشيخ محمد بن مبارك ومعالي الشيخ خالد حيزا فيه.
ولا شك أن وزيري الخارجية في كلا البلدين سعادة د.عبداللطيف بن راشد الزياني، ومعالي د.أحمد المحمد الناصر الصباح الموقرين سوف يستمران في ذات النهج الذي يترجم مدى العلاقة الوطيدة والحرص المخلص من أجل تحقيق أهداف وتطلعات القيادتين في البلدين الشقيقين مع باقي الوزراء والمسؤولين ونظرائهم كل في اختصاصه.
ومن جانبي، سوف أسعى بكل جهدي لأن أكون على قدر الثقة والأمانة التي أولاني وكلفني بها سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، حفظه الله ورعاه، وسأبقى معتزا بهذه الثقة بكل عزم وإصرار لأمثل بلادي خير تمثيل في بلد أكن له كل الاحترام والحب والتقدير ويبادلني بقيادته وشعبه أضعاف المشاعر التي تترجم العلاقة الفريدة بين بلدين شقيقين، ولن أنسى الكلمات التي سمعتها من لدن الأمير الراحل أثناء تقديم أوراق اعتمادي بتاريخ 11 فبراير 2020 وهو تاريخ لن أنساه (والذي بالمناسبة يصادف ذكرى ميلادي وزواجي السعيد في آن واحد) بقول خرجت من دارك لدارك أي أن البحرين والكويت بلد واحد والتي لا يكاد مسؤول ألتقيته بعدها أو صاحب ديوان أو بيت ادخله الا وسمعته يرددها لي، كما لن أنسى إحدى أولى لحظاتي وأنا أتسوق في إحدى المجمعات التجارية بمناداة طفل كويتي لي بعد ان سمع اختلاف لهجة كلامي بقول من اين انت فأجبته من البحرين فقال بعفوية «على راسي» تلك احد أشكال انعكاس حقيقة العلاقات بين البحرين والكويت التي يتوارثها الأبناء جيلا بعد جيل في مجتمعينا الذي يتشرب الثقافة ذاتها والعادات والتقاليد بخصوصية العلاقة والتي يصعب إحصاؤها جميعا ولعل من المفيد الإشارة إلى العلاقات التجارية منذ عقود التي ربطت البحرين بالكويت كممر تجاري متدفق وتقاسم تجارة السلع مع بلاد الهند استيرادا وتصديرا، فضلا عن فتح المجال لصيد واستخراج اللؤلؤ على امتداد الهيرات الغنية والمتميزة بنوعها في حدود مملكة البحرين البحرية الواسعة التابعة لأرخبيل البحرين المتعارف عليها على مدى التاريخ لمئات السنين في عمق الخليج العربي والتي كانت منظمة ومتاحة للجميع حتى وقت قريب حتى بعد اكتشاف النفط ويدل على ذلك الرخص الصادرة عن حكومة البحرين وتوابعها ومنها لعدد من المواطنين الكويتيين في تلك الفترة التاريخية.
أما في المجال التعليمي، فلا ينسى الطلاب الكويتيون الدارسون في فترة الأربعينيات ذكرياتهم في البحرين لتلقي العلوم كأول دفعات دراسية خارجية وخصوصا تفرد البحرين بالمدرسة الصناعية في تلك الفترة والذين تبوأوا مكانة مهنية عالية بعد تخرجهم منها، في المقابل وبعد عقود دارت الذكرى الجميلة على كثير من الطلاب البحرينيين الذين تخرجوا في جامعة الكويت منذ نهاية الستينيات على امتداد عقود بدفعات متتالية من الخريجين الجامعيين وخلق فرص العمل لهم في الالتحاق بوظائف في القطاعين الحكومي والخاص في المملكة وأنا أحدهم، حيث كنت أحد خريجي جامعة الكويت دفعة 1997 التي حظيت بشرف تكريم الأمير الوالد سعد العبدالله السالم الصباح عندما كان وليا للعهد ورئيس مجلس الوزراء آنذاك.
تلك بعض أوجه التعاون من كم كبير وزاخر يجمع الدولتين الشقيقتين على مدى التاريخ الحافل والطويل.
وإنني إذ أعبر عن خالص شكري وتقديري لكل المشاعر الجياشة التي غمرت بها أنا وزملائي في السفارة من فيض الفرحة والسعادة لأعياد البحرين الوطنية والتي هي بلا شك أعياد للكويت الشقيقة قيادة وشعبا، فإنني لأشعر بالأسف الشديد عما يتعرض له عالمنا اليوم من جائحة صحية غير مسبوقة حالت دون توافد المهنئين من رجال دولة وسفراء وأفراد المجتمع والمقيمين للاحتفال معا كما جرت العادة في مثل هذه المناسبات السعيدة، وأسأل الله أن يقضي على هذه الجائحة وأن تسود علينا وعلى العالم أجمع نعمة الصحة والعافية وأن يحفظ الله مملكتنا الغالية والكويت من كل مكروه.