تلقى الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن جرعات دعم كبيرة، بعد أن ثبته المجمع الانتخابي ليصبح رسميا الرئيس 46 للولايات المتحدة، ما يعني ان آمال الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب في تغيير نتائج انتخابات الثالث من نوفمبر قد تبخرت.
وكشف بايدن ان هذا الدعم لم يأته فقط من اعضاء حزبه الديموقراطي، بل أيضا من خصومه الجمهوريين.
وقالت مراسلة شبكة أخبار «سي أن أن» سارة موتشا في تغريدة لها على تويتر، أن سبعة من أعضاء من الحزب الجمهوري عبروا عن استعدادهم للعمل مع الرئيس الجديد.
ونقلت موتشا عن بايدن قوله في مكالمة شكر مع مؤيديه، إن سبعة أعضاء جمهوريين «معظمهم من كبار الحزب» اتصلوا به «قائلين إنهم يريدون العمل معه».
وكانت شبكة «إن بي سي» قالت قبل ذلك، بأن عددا كبيرا من الجمهوريين البارزين «اعترفوا لأول مرة، أن المرشح الديموقراطي جو بايدن هو الفائز في الانتخابات الرئاسية». وقالت القناة على موقعها الرسمي إن هذا الموقف يعد تخليا عن المسار الذي اتبعه ترامب، بالطعن في نتيجة الانتخابات، والذي قرر معاقبة وزير العدل وليام بار على فشله في الطعون فأقاله.
ولفتت الى أنهم فعلوا ذلك بعد أن صادقت الهيئة الانتخابية على التصويت بشكل رسمي ونهائي.
وبالفعل، أعلن زعيم الاغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ اعترافه بفوز بايدن وهنأه ويعني ذلك المزيد من الاعترافات في صفوف الجمهوريين لاحقاً.
وقد أكدت الكلية الانتخابية فوز بايدن بالرئاسة بأغلبية 302 صوتا وهو اقل بـ4 اصوات من الارقام التي اوردتها وسائل الإعلام فيما استقرت حصيلة ترامب عند 232 صوتا. وكانت ولاية كاليفورنيا، التي تتمتع بـ55 صوتا في المجمع، الولاية التي رجحت كفة بايدن بعد أن صوت مندوبوها له ليتجاوز بذلك 270 صوتا ضرورية ليكون المرشح الفائز في الكلية الانتخابية.
وسبقت كاليفورنيا، ولايات أخرى حاسمة صوتت أيضا لصالحه، وهي أريزونا وجورجيا وميتشيغان ونيفادا وبنسلفانيا وويسكونسن.
وقال السيناتور جون ثون من ساوث داكوتا، وهو من كبار الحزب الجمهوري: «في مرحلة ما عليك أن تواجه الموسيقى».
ثم تابع «بمجرد أن تحسم الهيئة الانتخابية القضية، فقد حان الوقت للجميع للمضي قدما».
كما أعلن النائب الجمهوري عن ولاية ميتشيغان بول ميتشل انسحابه من الحزب الجمهوري، احتجاجا على استمرار التشكيك في نتائج الانتخابات. وأرفق ميتشل في تغريدة على تويتر نص رسالة بعث بها إلى رئيسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري رونا مكدانييل وزعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب كيفن مكارثي تتضمن أسباب قراره. قبل ذلك، شن بايدن هجومه الأعنف حتى الآن على خصمه ترامب بسبب رفضه الإقرار بالهزيمة، متهما إياه بـ«عدم احترام إرادة الشعب» ولا سيادة القانون والدستور.
وفي خطاب ألقاه في معقله بمدينة ويلمنغتون في ولاية ديلاوير في أعقاب عملية التصويت، قال بايدن «هذا موقف متطرف للغاية لم نشهده من قبل. موقف رفض احترام إرادة الشعب، ورفض احترام سيادة القانون، ورفض احترام دستورنا».
وقال الرئيس المنتخب «نحن نعلم الآن أن ما من شيء ـ ولا حتى جائحة أو إساءة استخدام للسلطة ـ بإمكانه أن يطفئ شعلة الديموقراطية».
وقال «لقد حان الوقت لطي الصفحة. أنا مقتنع بأنه يمكننا العمل معا لما فيه خير الأمة».
عالميا، هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بايدن على فوزه، معربا عن أمله بأن ينحي البلدان خلافاتهما جانبا لتعزيز الأمن العالمي.
وتمنى بوتين للرئيس الأميركي المنتخب النجاح وقال «من طرفي، أنا مستعد للتعاون والتواصل معك»، وفق بيان صدر عن الكرملين. وفي رسالة التهنئة التي وجهها إلى بايدن، قال بوتين إن بلديهما «يتحملان مسؤولية خاصة حيال الأمن والاستقرار العالميين».
وأعرب عن ثقته بأنه بإمكان موسكو وواشنطن «رغم خلافاتهما، المساهمة حقا في حل العديد من المشكلات والتحديات التي يشهدها العالم حاليا».
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين، إنه يتعين على الصين والولايات المتحدة الأميركية تعزيز الحوار والاتصال لدفع التنمية الصحية والمستقرة للعلاقات الثنائية.