مع تجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد الـ 73 مليون إصابة، تتسع الجبهة العالمية لمواجهة الوباء يوميا بانضمام المزيد الى قائمة البلدان التي بدأت حملات التطعيم الجماعية أو تكاد متشجعة بإطلاق الولايات المتحدة الحملة الأكبر في تاريخها لتوزيع شركتي «فايزر- بيونتيك» مع وجود لقاحات أخرى تنتظر الضوء الأخضر.
فقد زادت برلين ضغوطها على بروكسل لكي تسرع الهيئات المختصة في الاتحاد الأوروبي إصدار التراخيص اللازمة للبدء باستخدام لقاح فايزر المضاد لكوفيد-19 قبل عيد الميلاد.
ونقلت صحيفة «بيلد» الألمانية في عددها الصادر أمس عن مصادر قريبة من الحكومة الألمانية قولها إن مكتب المستشارة أنجيلا ميركل ووزارة الصحة الألمانية يضغطان على كل من الوكالة الأوروبية للأدوية والاتحاد الأوروبي لكي تتم الموافقة على استخدام اللقاح بحلول 23 ديسمبر وليس 29 ديسمبر، كما كان مقررا، وسبق لوزير الصحة الألماني ينس سبان أبدى فيه امتعاضه من تأخر عملية الترخيص لهذا اللقاح.
ويبدو أن الضغوط الألمانية أثمرت، حيث أعلنت الهيئة الأوروبية للرقابة على الأدوية في أمستردام أنها سبقت موعد إصدار قرارها وقالت إنها ستطرح تقريرها بشأن التصريح باللقاح، في الحادي والعشرين من الشهر الجاري أي قبل 8 أيام من الموعد الذي كان مقررا سلفا.
وباتت موافقة الهيئة على اللقاح مؤكدة، وهو ما يمكن معه أن يتم السماح بتداوله قبل عيد الميلاد.
وفي حين لا يزال الاتحاد الأوروبي يجري عملية تقييم للقاح فايزر- بيونتيك، أعلنت المزيد من الدول المباشرة بعملية التطعيم، فقد أعلنت السعودية عن حملة تطعيم للقاح فيروس كورنا المستجد على 3 مراحل، مشرعة الأبواب أمام المواطنين والمقيمين للتسجيل للحصول على لقاح فايزر/ بيونتيك بعدما أجازت استخدامه الخميس الماضي.
وتستهدف المرحلة الأولى المواطنين والمقيمين ممن هم فوق 65 عاما وكذلك أصحاب المهن الأكثر عرضة للعدوى بأمراض مزمنة، بينما ستشمل المرحلة الثانية فئة من تجاوزوا 50 عاما.
أما المرحلة الثالثة في المملكة، التي يبلغ عدد سكانها 34 مليونا، فستفتح الباب أمام جميع المواطنين والمقيمين الراغبين في أخذ اللقاح، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية (واس).
وأعلنت وزارة الصحة بدء التسجيل للحصول على اللقاح ابتداء من أمس للسعوديين والمقيمين، وذلك عبر تطبيق هاتفي، على أن يكون اللقاح مجانيا.
بدوره، قال التلفزيون الرسمي في سلطنة عُمان أمس، إن وزارة الصحة أصدرت ترخيصا لاستيراد لقاح «فايزر- بيونتيك».
كذلك، منحت المؤسسة العامة للغذاء والدواء في الأردن إجازة طارئة لاستعمال لقاح فايزر، على ما أفاد مصدر رسمي.
وأعلن مدير عام المؤسسة نزار مهيدات مساء أمس الأول أن «المؤسسة قامت بإعطاء إجازة طارئة لاستعمال لقاح فايزر المضاد لكورونا في الأردن».
وأشار مهيدات إلى أنه «يجري الآن أيضا دراسة إجازة استخدام لقاحين آخرين لشركتين تختصان باللقاحات». ويتوقع وصول جرعات لقاح فايزر إلى الأردن بحلول شهر فبراير.
من جهته، أعلن رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك أن بلاده حصلت على 8.4 ملايين جرعة لقاح مضاد لوباء كوفيد-19 ستخصص لتحصين «القطاعات الأكثر تعرضا للمرض، لاسيما القطاع الطبي». ولم يوضح حمدوك أي لقاح بالتحديد حصلت عليه بلاده ولا الطريقة التي تمت بموجبها عملية الاستحواذ على هذه اللقاحات، كما لم يعلن موعد انطلاق أولى عمليات التحصين.
وفي آسيا، أضيفت سنغافورة إلى قائمة الدول التي وافقت على اللقاح وباشرت كندا أمس الأول أيضا المرحلة الأولى من التلقيح.
وفي أميركا يشتد السباق بين توزيع اللقاح وبين الفيروس، وبعد ان تجاوز عدد الوفيات الـ 300 ألف والإصابات الـ 16 مليونا ونصف المليون، تلقى وزير الدفاع الأميركي بالإنابة كريستوفر ميلر جرعة لقاح مضاد لكوفيد-19، في خطوة قام بها أمام عدسات المصورين لتشجيع مواطنيه على أن يحذوا حذوه. وحقنت الممرضة ميلر في أعلى ذراعه اليسرى بينما جلس أمام عدسات المصورين في مستشفى والتر ريد العسكري بضواحي واشنطن.
وعلق الوزير بالإنابة ممازحا «هل هذا كل شيء؟ بالله عليك! هذا لم يكن مؤلما على الإطلاق».
وبذلك أصبح ميلر من أوائل الأميركيين الذين يتلقون لقاحا بعد الممرضة ساندرا ليندزي التي تلقت اول لقاحات. وكانت وزارة الدفاع «الپنتاغون» أعلنت أنه حتى وإن كانت الدفعة الأولى من جرعات اللقاح المضاد لكوفيد-19 ستخصص في المقام الأول لطواقم الطبابة العسكرية، فإن الوزير وكبار ضباط الجيش سيتلقون «اللقاح طوعا، بطريقة علنية جدا، للتوعية بشأن فعالية اللقاح وسلامته».
وبالإضافة إلى ميلر يتلقى اللقاح كل من نائبه ديفيد نوركويست، ورئيس الأركان الجنرال مارك ميلي، وسائر الجنرالات أعضاء هيئة رئاسة الأركان المشتركة.
من ناحيته، قال كبير الخبراء الأميركيين في مكافحة الأمراض المعدية، أنتوني فاوتشي، أن حوالي 75% إلى 80% من السكان في أميركا سيحتاجون إلى التطعيم للوصول إلى مناعة القطيع.
ونقل موقع «نيويورك بوست» عن فاوتشي قوله إنه وبعد تطعيم معظم سكان أميركا بلقاح كورونا ستحصل الولايات المتحدة على مناعة القطيع بنهاية الربع الثاني من العام المقبل أي في أواخر فصل الربيع أوفي بدايات فصل الصيف، ولكن بشرط إقناع الناس بالحصول على اللقاح.
وحذر الطبيب أنطوني فاوتشي من أنه يجب على المواطنين أن يتحضروا لوضع الكمامات واحترام التباعد الاجتماعي لأشهر إضافية.
وأضاف لمحطة «إم إس إن بي سي»: «إذا أقنعنا الناس بتلقي اللقاح (...) وحصلنا على مناعة جماعية في نهاية الربيع بداية الصيف، فعندها، بحلول الخريف، يمكننا الاقتراب من درجة معينة من الراحة والحصول على شكل من أشكال الحياة الطبيعية».