انتقد مصدر رسمي سوري المبعوث البريطاني الجديد إلى سورية جوناثان هارغريفز الذي تحدث عن استمرار «الانتهاكات المروعة» ودعا الى محاسبة النظام، متهما إياه بـ «النفاق والكذب وتشويه الحقائق».
وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية في بيان أوردته وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أمس، إن هارغريفز تجاهل الوضع الإنساني في سورية.
وتابع: السبب الأساس في معاناة السوريين الراهنة يكمن في العدوان الإرهابي الذي سفك دماء السوريين ودمر منجزاتهم، والذي كانت بريطانيا أحد الأطراف الرئيسية المشاركة فيه من خلال دعمها اللامحدود بمختلف أشكاله للمجموعات الإرهابية.
وأضاف المصدر: «تجاهل المسؤول البريطاني الإجراءات القسرية اللاشرعية أحادية الجانب المفروضة على سورية من قبل الولايات المتحدة وأتباعها وبريطانيا في مقدمتهم، والتي تؤثر على السوريين في حياتهم ولقمة عيشهم، وتشكل انتهاكا سافرا لمبادئ القانون الدولي الإنساني وأبسط حقوق الإنسان».
وكان المبعوث البريطاني الجديد قال إنه «لا حل عسكريا للأزمة السورية»، مؤكدا أن «الحل السياسي» عبر دعم مهمة المبعوث الأممي غير بيدرسن لتحقيق السلام وإرساء الاستقرار والأمن المستدام لصالح سورية.
وكتب هارغريفز على موقع «تويتر» أول من أمس: «أبدأ من اليوم عملي كممثل خاص للمملكة المتحدة إلى سورية. وبعد مرور 3 سنوات من عملي مديرا للتنمية ومشرفا على برنامج الاستجابة البريطاني بقيمة 3.3 مليارات جنيه إسترليني للأزمة السورية الراهنة شاهدت بنفسي كيف أن هذا الصراع الخطير هو مأساة إنسانية كبيرة قبل أي اعتبار آخر وذات آثار مدمرة على العديد من المواطنين السوريين».
وإذ أشار إلى اقتراب الذكرى العاشرة لبدء الاحتجاجات السلمية، قال «يستمر النزيف البشري في التسارع بلا توقف أو تؤدة. ومع حلول فصل الشتاء القاسي، تزداد ندرة الغذاء والوقود في الداخل السوري مع ارتفاع التكاليف. يقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن عدد المواطنين السوريين الذين هم في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية بلغ 13 مليون شخص، بزيادة مليوني شخص عن الفترة نفسها من العام الماضي».
وتابع: «الأزمة السورية في معناها الأصيل كارثة من صناعة الإنسان، ولا يمكن لها أن تنتهي إلا باعتماد الوسائل السياسية دون العسكرية. وسأواصل دعم غير بيدرسون مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، مع العملية السياسية التي تشرف عليها منظمة الأمم المتحدة من أجل تحقيق السلام وإرساء الاستقرار والأمن المستدام لصالح سورية وصالح الشعب السوري. ولابد للانتهاكات المروعة للقانون الإنساني والدولي وقانون حقوق الإنسان في سورية، أن تتوقف تماما. وسوف تتخذ المملكة المتحدة كل ما في وسعها من تدابير من أجل محاسبة نظام بشار الأسد وأنصاره على تلك الفظائع التي ارتكبت في حق الشعب السوري».
وكان سلفه مارتن لنغدن كتب في ختام مهماته، أن سورية أصبحت على «حافة الهاوية»، وحذر من وعكة سياسية كبيرة ستعصف بها، واصفا ما يجري للشعب السوري بـ «وصمة العار في وقت لا يملك فيه نظام الأسد أو موالوه إجابات موثوقة عن الطريقة التي يمكن من خلالها إصلاح تلك المشكلات».