افتتح صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد دور الانعقاد العادي للفصل التشريعي السادس عشر لمجلس الأمة، وكان الكويتيون قد انتخبوا ممثليهم وسط إجراءات صحية بالتعاون مع وزارات الدولة مجتمعة الجهود برئاسة رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد مشكورين، وذكرت ذلك في مقالات سابقة.
ولم تغب مطالب سمو أمير البلاد الراحل المغفور له بإذن الله، الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، عن افتتاح هذا الدور بل طالب سمو أمير البلاد المفدى الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح بالثوابت الوطنية التي حث الراحل عليها في ممارسة العمل البرلماني تحت قبة عبدالله السالم، فاستذكر سموه إنجازات سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، تأكيدا من سموه على نهج القيادة الحكيمة السائرة على خطى الحكم الرشيد من أمراء الكويت رحم الله السالفين منهم وبارك الله في أميرنا وسدد المولى خطاه وألبسه الله أثواب الصحة والعافية.
لقد أعاد سمو الأمير حفظه الله تعالى ورعاه التذكير بأن الكويت أمانة في أعناق النواب وأن ناخبيهم قد حملوهم هذه الأمانة الوطنية العظيمة، متمسكا سموه بضرورة تحقيق طموح الشعب الكويتي من خلال الممارسة الديموقراطية الحقيقية وفق الأدوات الدستورية التي من خلالها يستطيع النائب أن يشرع لمستقبل أفضل للأجيال القادمة، بل أرى أن سموه عندما قال: «احرصوا على أن تكون ممارسات قاعة عبدالله السالم ومداولاتها مدرسة لأبنائنا وأجيالنا القادمة وقدوة صالحة تجسد العمل الديموقراطي، بما معناه أن سمو الأمير يشير إلى الممارسات الخاطئة التي مارسها النواب خلال مجالس الأمة السابقة، بل وبضرورة التصحيح الفوري حتى لا تتأثر الأجيال القادمة بهذه المشاهد المؤسفة في إدارة العمل البرلماني وبالتالي ضياع مشاريع التنمية بل وتعطيلها، مما يجعل الأجيال القادمة تفقد الثقة بالقدوة السياسية وتفقد أملها وطموحها بمستقبل أفضل.
ومن اللافت أن سموه وضع النواب على أول طريق التشريع والإنجاز بالسرعة وفوق السرعة اللازمة للنهوض بالبلاد ودفع عجلة التنمية بالتعاون الحقيقي بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، بوضع برنامج إصلاحي ومنهج قائم على أدوات ومعطيات حقيقية وواقعية على أن تكون مطالب الشعب محققة وليست مطاطية التحقيق عبر الأدوار الأربعة من حياة مجلس الأمة الجديدة.
لذلك فإن سمو الأمير كانت كلمته بمنزلة جرس إنذار «لقد دقت ساعة الصفر» فالكويت أهم من الجميع، مصلحة المواطن أهم من المصالح الشخصية.. لقد أعرب سموه من خلال كلمته عن أمله بأن تنطلق قاطرة السلطتين للنهوض بالبلاد، لاسيما أن العالم مرتبك بما يحدث فيه من تغيرات سياسية وبيئية وصحية لم تكن بالحسبان، إن سموه أراد أن يقول حصنوا الداخل نسلم من كل طارق وطارئ لندير الأزمات بأفضل المنظومات في العالم.. التنمية المستدامة شعار المرحلة فكيف فهم النواب الجدد الكلام الفصل؟
[email protected]