نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات للحكومة الجديدة، ونسأل الله أن يوفقها لما فيه مصلحة للكويت وأهلها وبالأخص مع كافة التحديات والتشنجات التي طفت على الساحة إلا أن الحكومة بإذن الله قادرة بإرادتها وبإرادة الشعب على التصدي لكل من تسول له نفسه تعكير الحياة السياسية لدينا من خلال المهاترات غير المنطقية.
فكما شددنا مرارا على أن الحكومة اليوم من خلال ما تملكه من أجهزة رقابية باتت تحارب الفساد وتستشفه حتى قبل أن يصل العلم للبرلمان تعزيزا لمبدأ الشفافية التي أقسمت على نفسها به.
فكل الدعم لحكومة سمو الشيخ صباح الخالد الذي بالتأكيد واجه تحديات كبيرة لدى تشكيله للحكومة وبالأخص مع عزوف الكثير من الكفاءات عن الانخراط في العمل الوزاري لعدم التفرغ، فبالتأكيد من لديه شركات مهمة ومصالح اقتصادية لن يترك تجارته لأجل الانخراط في العمل السياسي وكذلك أصحاب المهن الحرة فالطبيب الناجح لن يترك مرضاه وعملياته التي يجريها يوميا وصحة المرضى لينخرط في العمل الوزاري وكذا المحامي الناجح لن يترك مصالح موكليه وقضاياهم والعقود بينه وبين عملائه لينخرط في العمل الوزاري، فهناك الكثير من الكفاءات في وطني الحبيب الكويت ولكن أعمالهم الخاصة مهمة أكثر من الوزارة فهي مربحة اكثر، لذا فالتحديات التي واجهت سمو الرئيس في توزيع المناصب كانت في غاية الصعوبة إلا أنها ظهرت بالتشكيل الحالي الذي نأمل أنه لبى تطلعات أغلبية شرائح المجتمع.
إلا أن أكثر القرارات التي بصدد التطبيق والتي أفرحت كثيرا من الدارسين هو رغبة معالي وزير التربية ووزير التعليم العالي د. علي المضف في عودة الامتحانات الورقية، وهو الذي نحرص ونشدد عليه إنقاذا للتعليم وحتى لا تتضرر شرائح جديدة من الطلبة كما الذين سبقوهم في عدم اعتراف بعض الدول بنتائج الثانوية العامة لعام 2020.
وهو الذي نأمل أن يتم تلافيه مع الدفعة الحالية حتى نضمن جودة التعليم ولا يتضرر أبناؤنا الطلبة، أينعم ان الوضع الصحي العام الذي يجتاح العالم فرض القوة القهرية علينا ولكن المجتمع اليوم أبوابه ليست مغلقة ولا احد يجلس في منزله، فالشواطئ والأسواق والمطاعم كلها مكتظة لذا لا أعتقد أن عودة الامتحانات الورقية ستزعج أحدا وبالأخص أن المصلحة والضرورة تحتم عودة الامتحانات الورقية.
خاصة ان من يعتقد أن امتحانات الأونلاين أسهل فأقول لهم لم تجربوها فهي اكثر صعوبة وعدد كبير من طلبة الجامعات الخاصة وجامعة الكويت انخفضت معدلاتهم بسبب امتحانات الأونلاين، لأنها أصعب وتوزيع الدرجات فيها غير عادل وبالتالي من يتوقع انه سيحصل على نسبة افضل فهو مخطئ.
لذا ولأن التعليم يوازي الصحة في أنه عصب الحياة وهو من الضرورات، نأمل أن نسمع أخبارا عن عودة الامتحانات الورقية وفق الاشتراطات الصحية، فلا ضير منها وبالأخص أن بعض من يعارض عودة الامتحانات الورقية لأنه يعتقد انه يستطيع الغش والتحايل، فاليوم الوضع لن يكون كما يتمنى لأنه سيضطر لأن يفتح الكاميرا طوال فترة الاختبارات، وهناك فنيون تقنيون يستطيعون التأكد من أي عملية غش ستتم.
والمصلحة العامة تحتم علينا ضرورة دعم توجهات الوزير الجديد لعودة الامتحانات الورقية ونرغب بالتالي في تفهم من قبل البرلمان وليس معارضة لأجل المعارضة دون الأخذ بأبعاد المصلحة العامة للطلبة.
وعليه فإن ما نتوقعه اليوم التنسيق بين وزارتي التربية والصحة للتمكن من نجاح الاختبارات الورقية ضمن الاشتراطات الصحية، وبالأخص أننا كما واجهنا الانتخابات بشجاعة وكان عليها إقبال من المجتمع ولم يتهيب احد من كورونا لذا فالتعليم أولى.