- مشروع الرصد استهدف تأسيس أرشيف بتنوع ووفرة كل الكائنات في مناطق المد والجزر
- إدخال نتائج الدراسة في المناهج التربوية سيعزز تفعيل الدور التعليمي حول أهمية هذه الكائنات
- فهم التنوع البيولوجي والحفاظ عليه من الأمور ذات الأولوية في ظل تغيرات البيئة في العالم
- إعداد أطلس ومتحف بالكائنات الحيوانية لتستفيد منهما المؤسسات التعليمية والبحثية
دارين العلي
خلصت الدراسة الميدانية التي نفذها معهد الكويت للأبحاث العلمية بالاتفاق مع مؤسسة البترول الكويتية حول التنوع البيولوجي للكائنات الحيوانية في مناطق المد والجزر في الكويت إلى تصنيف 748 نوعا من الكائنات على طول سواحل الكويت والجزر البحرية من أنواع جديدة ترصد لأول مرة في الكويت ودول الخليج العربي والعالم العربي.
وأظهرت نتائج الدراسة، التي استمرت منذ سبتمبر 2013 حتى نهاية 2018، تصنيف عدد 157 نوعا من الطيور المتواجدة في مناطق المد والجزر بسواحل الكويت والتي تم رصدها وعدها شهريا على مدار فترة سنة واحدة لخمس مناطق مهمة لتلك الطيور متضمنة خليج الصليبخات، خليج كاظمة، الخيران، الفنطاس ومدينة الكويت.
حاضنات للروبيان والأسماك
وفي هذا السياق، قالت رئيسة المشروع الباحثة العلمية المشاركة في مركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية د.منال الكندري ان أهمية الدراسة تعود لأهمية مناطق المد والجزر التي تشكل حاضنات للكائنات المتنوعة ومصدر غذاء لها وللطيور وللإنسان، حيث ان من الكائنات الحيوانية التي تقطن تلك المناطق وتشكل مصدرا مهما للغذاء وللاقتصاد في الكويت هي الأسماك والروبيان. ولفتت إلى أن التنوع البيولوجي هو تنوع وجود ونوع ووفرة وتوزيع الكائنات الحية في مختلف الموائل التي تعيش فيها، كما يشمل النظم الإيكولوجية ووظائفها المتنوعة في تلك الموائل، حيث إن أي تغيير في التنوع البيولوجي يؤدي إلى خلل في وظائف النظم الإيكولوجية وخدماتها من تنظيم المناخ، وإنتاج الغذاء إلى تجديد دورة حياة ونشاط الكائنات الحية في موائلها الطبيعية.
أهمية مناطق المد والجزر
وقالت الكندري إن فهم التنوع البيولوجي والحفاظ عليه ذات أولوية مهمة حيث تشهد البيئة عالميا تغيرات وأحداثا سريعة والتي أبرزها تغير المناخ، وتحميض المحيطات وارتفاع مستوى البحر، مشيرة الى ان مناطق المد والجزر التي تمتد من أدنى جزر إلى أعلى مد تعتبر من المناطق المهمة والمعروفة بتنوعها البيولوجي وموائلها المختلفة التي تدعم الكائنات الحية المختلفة التي تعيش فيها، بالإضافة إلى كونها مناطق مهمة جدا للملاحة وطرق صيد الأسماك.
وشددت على أهمية تلك المناطق في البلاد ما دفع المعهد إلى توقيع اتفاقية مع مؤسسة البترول الكويتية لتمويل مشروع «تنوع ووفرة وانتشار الكائنات الحيوانية في مناطق المد والجزر في الكويت» في سبتمبر 2013 وامتدت لـ 5 سنوات لتسجيل الأنواع الشائعة الموجودة بجزر عوهة ومسكان وأم النمل.
وأكدت أن دراسة التنوع البيولوجي من ضمن إستراتيجية المعهد والمؤسسة وأيضا التي تصب في الإستراتيجية الدولية التي تم التوقيع عليها والتصديق عليها في الكويت في أكتوبر 2002، وهذا يدل على مدى حرص البلاد وجهاتها على الحفاظ على البيئة البحرية وتنوعها البيولوجي في الكويت.
أهداف المشروع
وأوضحت الكندري أن من ضمن أهداف المشروع رصد وتوثيق تنوع ووفرة وانتشار الكائنات الحيوانية في مناطق المد والجزر على طول سواحل الكويت الممتدة من الشمال إلى الجنوب متضمنة خمس جزر بحرية: بوبيان، فيلكا، قاروه، أم المرادم وكبر، وذلك لتأسيس أرشيف يتضمن مرجعا لكل من الكائنات الحيوانية التي تم جمعها وحفظها، بالإضافة إلى رصد تنوع ووفرة وانتشار الطيور البحرية في مناطق المد والجزر في الأماكن الشائعة بعددها وتنوعها في الكويت.
مجال الدراسة
وتحدثت الكندري عن مجال الدراسة حيث تم جمع عينات نوعية وكمية لـ 36 موقعا طوليا على طول سواحل الكويت والجزر البحرية في فصلي الخريف والشتاء على مدى ثلاث سنوات، وقد تم فرز عينات الأحياء الحيوانية التي يساوي ويفوق حجمها 0.5 ملم لأدنى الأصناف الممكنة (المجموعة والجنس والنوع). وأوضحت أن مناطق المد والجزر التي تم جمع العينات منها تشتمل على مناطق صخرية ورملية وطينية أو صخرية صلبة أو مناطق يغطيها مزيج من الرمل والطين والصخر. ويتراوح طول امتداد الأدنى جزر في تلك المناطق ما بين أقل من 60 إلى أكثر من 6000 متر.
نتائج الدراسة
وعن النتائج، قالت الكندري ان المشروع قد تم بنجاح، حيث تم تصنيف 748 نوعا بمساعدة خبراء التصنيف المحليين والدوليين، وكانت الديدان عديدة الأشواك (الديدان الحلقية البحرية) هي المجموعة الأكثر تنوعا بـ 240 نوعا، تليها الرخويات (ذات الصدفتين والقواقع) بـ 218 نوعا، والقشريات (عشاري الأرجل ومزدوجات الأرجل ومتساويات الأرجل) بـ 212 نوعا، أما عدد الأسماك العظمية فبلغ 33 نوعا، وأغلبها من عائلة الجوبيداي والبلينيداي. وكان ترتيب شوكيات الجلد (نجوم البحر، والنجوم الهشة، وخيار البحر، وقنافذ البحر) في المرتبة السفلى للمجموعات الرئيسية، حيث بلغ عددها 18 نوعا، وتم تصنيف اثنين وعشرين نوعا من سبعة شعاب أخرى من مجاميع الكائنات اللافقارية، ومن بين تصنيف الـ 748 نوعا تم رصد العديد من الأنواع الجديدة المضافة للكويت ودول الخليج العربي والعالم العربي، وخاصة من مجاميع الديدان الحلقية ومزدوجات الأرجل.
ولفتت إلى أن تنوع الكائنات الحيوانية كان أعلى في منطقة الأدنى جزر وأقل في منطقة الأعلى مد، ومن حيث نوع التربة كان التنوع أعلى في المناطق الصخرية الرملية عن المناطق الطينية.
رصد الطيور
وأوضحت الكندري أنه تم تصنيف 157 نوعا من الطيور المتواجدة في مناطق المد والجزر في الكويت والتي تم رصدهم وعدها شهريا على مدار فترة سنة واحدة في خمس مناطق مهمة لتلك الطيور متضمنة خليج الصليبخات، خليج كاظمة، الخيران، الفنطاس ومدينة الكويت بمساعدة الخبير المحلي م.عبدالرحمن العنزي.
قاعدة بيانات
وأوضحت أن أهمية هذه الدراسة تكمن في إنشاء قاعدة بيانات أساسية للكائنات الحيوانية في المناطق المد جزرية في الكويت والتي بدورها ستسهم في تقييم أي تغييرات بيئية مفاجئة قد تحدث في المستقبل، بالإضافة إلى تصميم اطلس يتضمن مجاميع الكائنات الحيوانية الشائعة في المناطق المد جزرية في الكويت ومعلومات لكل منها.
المناهج التربوية
ولفتت إلى أن هذه الدراسة سمحت بتفعيل الدور التعليمي من خلال إتاحة هذه المعلومات العلمية وإضافتها للمناهج التعليمية في الكويت، بالإضافة إلى فتح موقع علمي على شبكة الإنترنت لتلك الكائنات والمعلومات المتعلقة بها والذي بدورة سيساعد على تسهيل عملية تجديد الأسماء وإضافة الأنواع الجديدة لها. وأعلنت الكندري عن حفظ العينات كمراجع من خلال إنشاء متحف تاريخي للمجموعات الطبيعية في الكويت (Natural History Museum Collections) ووضعها فيه بالإضافة إلى العينات الأخرى التي تم جمعها من الطبيعة من خلال المشاريع والمؤسسات الأخرى في الكويت.