أعلنت محكمة التحكيم الرياضية (كاس) أمس استبعاد روسيا لمدة عامين من المشاركة في البطولات الدولية الكبرى بينها أولمبياد طوكيو الصيف المقبل والأولمبياد الشتوي في الصين عام 2022، وذلك لانتهاكها قوانين مكافحة المنشطات.
وقلص القضاة الثلاثة الذين عينتهم المحكمة إلى النصف عقوبة الاستبعاد لأربع سنوات التي اقترحتها الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا) العام الماضي، في حين منحت الفرصة أمام الرياضيين الروس الذين لم يسبق معاقبتهم بسبب تناول المنشطات، للمشاركة تحت علم محايد.
ورحبت «وادا» بقرار المحكمة، وقال رئيسها ويتولد بانكا في بيان إن «الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات سعيدة بفوزها بهذه القضية التاريخية».
واضاف أن محكمة التحكيم الرياضية أكدت بوضوح استنتاجاتنا أن السلطات الروسية تلاعبت بوقاحة وبشكل غير قانوني ببيانات مختبر موسكو للتغطية على برنامج منشطات ممنهج.
ومع ذلك، أعرب بانكا عن «خيبة أمله» لأن المحكمة لم تصادق على توصية الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات باستبعاد روسيا لمدة 4 سنوات.
واعترف القضاة في قرارهم، بأن «عواقب» الغش الروسي، أي التزوير على نطاق واسع لبيانات مختبر موسكو لمكافحة المنشطات، «ليست بالأهمية التي كانت تأملها الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات».
ولتبرير تساهلهم، قال القضاة إنهم «أخذوا في الاعتبار مسائل تناسبية العقوبات، وعلى وجه الخصوص الحاجة إلى تعزيز تغيير الثقافة وتشجيع الجيل القادم من الرياضيين الروس على المشاركة في رياضة دولية نظيفة».
وباختصار، تمت حماية الرياضيين إلى حد كبير من العقوبة الجماعية التي طالبت بها الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات، والتي تضمنت في البداية 3 نسخ من الألعاب الأولمبية، حتى الأولمبياد الصيفي في باريس 2024، ما قد يؤدي إلى نهاية مسيرة العديد منهم.
وفي حال ظل الاستبعاد ساريا حتى 16 ديسمبر 2022، فإن آثاره على كأس العالم التي ستنتهي في قطر بعد يومين من ذلك التاريخ لم تتضح بعد: يمكن للرياضيين الروس بالتأكيد التنافس تحت راية محايدة، لكن البيان الصحافي للمحكمة لا يوضح كيف يمكن تطبيق هذا التسامح على الرياضات الجماعية.
من جهة أخرى، أمرت المحكمة الوكالة الروسية لمكافحة المنشطات («روسادا») بدفع 1.27 مليون دولار للوكالة العالمية لمكافحة المنشطات لتعويض التأخيرات التي قامت بها منذ يناير 2019 بشأن تزوير البيانات من مختبر موسكو.
وكانت الوكالة العالمية قد خصصت ما يقرب من 4 ملايين دولار في عامي 2015 و2016 في تحقيقين آخرين حول المنشطات المؤسساتية في روسيا، لاسيما بشأن الغش الذي حدث خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2014 في سوتشي بمساعدة الأجهزة السرية الروسية.