أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن من يقف وراء الهجوم الإلكتروني الواسع النطاق على مؤسسات الإدارة الأميركية ليست هي روسيا بالضرورة..وإنما الصين على الأرجح.
كلام ترامب يأتي على خلاف ما ذكره وزير الخارجية مايك بومبيو الذي اتهم روسيا بالهجوم الإلكتروني على المؤسسات الأميركية، فبدا الرئيس الاميركي وكأنه يكذب التقييمات التي صرحت بها إدارته!
وكتب ترامب على موقع تويتر امس بعد أن ظل صامتا عدة أيام بشأن هذا الهجوم إن روسيا تتهم دائما في حالة حدوث شيء ما.
وقال ترامب إنه قد تكون الصين أيضا هي من قام بهذا، مبينا أن هذا الخيار لم تتم مناقشته «لأسباب مالية في الغالب» على حد قوله.
وقلل ترامب من حجم ومخاطر الهجوم الإلكتروني في تغريدته، مشيرا إلى أن ما أسماه «بالإعلام الكاذب» يعرض الهجوم بصورة أكبر بكثير مما هو عليه في الواقع.
وكتب قائلا: «لقد تم إخباري بشكل كامل وكل شيء تحت السيطرة».
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قد قال في وقت سابق إنه «من الواضح جدا» أن روسيا تقف وراء الهجوم الواسع الذي طال عدة وكالات حكومية تابعة للولايات المتحدة وأهدافا أخرى حول العالم.
وذكرت مجموعة مايكروسوفت أنها أبلغت أكثر من 40 عميلا استهدفوا بالبرامج الضارة التي يقول خبراء الأمن إنها قد تسمح للمهاجمين بالوصول بلا قيد إلى الأنظمة الحكومية الرئيسية وشبكات الطاقة الكهربائية والمرافق الأخرى.
وقال بومبيو لبرنامج «ذي مارك ليفين شو» «كانت هناك جهود كبيرة لاستخدام جزء من برنامج معلوماتي لطرف ثالث لدس رمز أساسي داخل أنظمة الحكومة الأميركية».
وأضاف «كانت محاولة كبيرة للغاية وأعتقد أنه يمكننا الآن أن نقول بشكل واضح جدا إن الروس انخرطوا في هذا النشاط».
وقال نائب رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية جيمس لويس إن الهجوم لربما كان الأسوأ الذي تتعرض له الولايات المتحدة.
وقال لويس إن «الحجم هائل. لا نعرف ما الذي تم الاستيلاء عليه ولذا ستكون هذه من بين مهام الفريق الجنائي».
من جانبها، دعت وكالة الأمن القومي إلى رفع مستوى اليقظة لمنع أي وصول غير مصرح به إلى أنظمة عسكرية ومدنية رئيسية.
وفي السياق، تخطط الإدارة الاميركية لإغلاق قنصليتي الولايات المتحدة في روسيا، حسب شبكة «سي ان ان»، التي قالت نقلا عن مذكرة أرسلتها وزارة الخارجية إلى الكونغرس في العاشر من ديسمبر، إن الوزارة ستغلق القنصلية الأميركية في فلاديفوستوك في أقصى شرق روسيا وستعلق أنشطة القنصلية في إيكاتيريينبورغ.
في سياق اخر، اتهم فريق الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن وزارة الدفاع «الپنتاغون» بالتوقف فجأة عن تقديم إحاطات له خلال الفترة الانتقالية، منبها من تداعيات محتملة لذلك على الأمن القومي. وأعرب الفريق الانتقالي لبايدن عن إحباطه من مستوى التعاون الذي يتلقونه من المعنيين السياسيين في الوزارة، قائلا إنه كان هناك «توقف مفاجئ في التعاون المحدود أصلا».
واجتمع فريق بايدن الانتقالي مع مسؤولين في وكالات مختلفة للحصول على مراجعات مفصلة للبرامج والتحديات التي سترثها الإدارة الجديدة، وهي عملية تأخرت عندما رفضت إدارة الخدمات العامة إصدار تأكيد رسمي بأن بايدن فاز في الانتخابات، بسبب منع الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، الوكالات الحكومية من التعاون مع فريق بايدن.
وقال يوهانس أبراهام، المدير التنفيذي لعملية الانتقال، للصحافيين إن فرق مراجعة إدارة بايدن في وزارة الدفاع علمت «بسحب الاجتماعات» وأبلغت عنها على الفور. لكن «الپنتاغون» أعطت تقييما مختلفا.
وأصدرت بيانا قالت فيه إن هناك «وقفة عطلة متفق عليها بشكل متبادل» بدأت أمس. وقال مسؤولو الدفاع إن بعض الاجتماعات قد تم تأجيلها حتى يتمكن موظفو الوزارة من التركيز على القضايا المرتبطة بإمكانية الإغلاق الجزئي للحكومة الذي كان محتملا أمس الأول، بيد أن الكونغرس أقر قانون إنفاق مؤقت لمدة يومين، لتجنب الإغلاق.
إلا أن أبراهام نفى قائلا «اسمحوا لي أن أكون واضحا: لم يكن هناك اتفاق متبادل بشأن عطلة». وحول الهجوم الإلكتروني الذي استهدف البنى التحتية للبلاد أكد أبراهام أن الهجوم يمثل مصدر «قلق كبير»، وأن إدارة بايدن ستواجه الهجمات الإلكترونية بحزم.