كشفت دراسة طبية سويدية النقاب عن أن الأشخاص الذين يعانون من سمات مرتفعة لاضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) ، والتى تستوفى معايير التشخيص، أقل قدرة على أداء المهام التى تنطوى على تنظيم الانتباه أو التحكم العاطفي بعد ليلة بلا نوم، مقارنة بالأشخاص الذين يسجلون سمات منخفضة لاضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) .
وأوضحت الأبحاث ، التى أجراها "معهد كارولينسكا" فى السويد ، ونشرت فى عدد ديسمبر الجاري من مجلة " علم الأعصاب الإدراكى" ، فى الوقت الذى يمكن لاضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط أن يتسبب فى ضعف إدراكى متعدد، إلا هناك تباينًا فرديًا كبيرًا في الحساسية لتأثيرات الأرق.
وأوضح الباحثون أن سبب هذا التباين سؤال بحث لم يتم حله لفترة طويلة.. وفي هذه الدراسة، حقق باحثو " معهد كارولينسكا" فى كيفية تأثير الحرمان من النوم على وظائفنا التنفيذية ، أى العمليات المعرفية المركزية التى تحكم أفكارنا وأفعالنا.
كما أرادوا التأكد مما إذا كان الأشخاص المصابون بميول لاضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) أكثر حساسية للأرق ، ونتيجة لذلك فإنهم يعانون من إعاقات وظيفية أكثر حدة.. حيث يتميز اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط بعدم الانتباه والاندفاع وفرط النشاط.. ومع ذلك، تختلف الأعراض من شخص لآخر وغالبا ما تشمل أيضا عدم الإستقرار العاطفى.
وقال الدكتور"بريدراج بيتروفيك"، استشارى وأستاذ مساعد الطب النفسى فى قسم الطب السريري فى "معهد كارولينسكا" :" يمكنك القول إن العديد من الأشخاص يعانون من أعراض شبه إكلينيكية لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ، ولكن يتم التشخيص فقط عندما تصبح الأعراض بارزة لدرجة أنها تتداخل مع حياتنا اليومية".
وتضمنت الدراسة الحالية 180 مشاركًا سليمًا تتراوح أعمارهم بين 17 و 45 عامًا دون تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الإنتباه.. فقد تم تقييم الميول نحو عدم الإنتباه وعدم الإستقرار العاطفى على مقياس" براون" لاضطراب نقص الانتباه (B-ADD) .. فقد تم تقسيم المشاركين بشكل عشوائي إلى مجموعتين، واحدة سُمح لها بالنوم بشكل طبيعي والأخرى حُرمت من النوم لليلة واحدة. ثم طُلب منهم إجراء اختبار يقيس الوظائف التنفيذية والتحكم العاطفي في اليوم التالي ( إختبار Stroop مع الوجوه المحايدة والعاطفية ).
ووجد الباحثون أن المجموعة المحرومة من النوم أظهرت أداءً أسوأ في المهام التجريبية ( بما في ذلك المزيد من تباين الاستجابة المعرفية).. علاوة على ذلك ، كان الأشخاص المصابون بسمات ( ADHD ) العالية أكثر عرضة للحرمان من النوم وأظهروا ضعفًا أكبر من أولئك الذين لديهم سمات( ADHD ) منخفضة.
وكانت التأثيرات مرتبطة أيضًا بالنوع الأكثر بروزًا من الأعراض تحت الإكلينيكية الشبيهة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ، حيث أنه بعد حرمانهم من النوم ، كان المشاركون الذين أظهروا مشاكل يومية أكثر مع عدم الاستقرار العاطفي يعانون من مشاكل أكبر مع المهمة المعرفية التي تنطوي على التنظيم العاطفي ، وأولئك الذين لديهم المزيد من أعراض عدم الانتباه اليومية لديها مشاكل أكبر مع المهمة المعرفية غير العاطفية.
ويوضح الدكتور " بتروفيتش" : " أحد أسباب أهمية هذه النتائج هو أننا نعلم أن الشباب ينامون أقل بكثير مما كانوا عليه قبل عشر سنوات فقط". "إذا كان الشباب المصابون بسمات ( ADHD ) العالية يحصلون بانتظام على القليل من النوم بانتظام ، فإن أداءهم الإدراكي أسوأ ، والأكثر من ذلك ، قد تنتهي أعراضهم بمستوى مهم سريريًا