هناك مصطلح قانوني دولي متعارف عــليه وهــو القوة القاهرة التي تخرج عن ظروف الإنسان وإرادته فتضعه في مواقف ومواقع لم يخترها بل أجبر عليها.
هذا هو حال الآلاف من التربويين الأفاضل من معلمي ومعلمات وزارة التربية الذين سافروا في زمن الكورونا إلى بلدانهم بعد أن حصلوا على وعود وتعهدات رسمية بالسماح لهم بالعودة بعد انتهاء الأزمة. لكن الذي حصل أن الأزمة طالت ولم يسمح لهم بالعودة بسبب حظر الطيران. الأمر المؤسف أن حظر الطيران لم يشمل عمالة العديد من القطاعات الباقية في الحكومة الذين رجعوا لأعمالهم بل وحتى المئات من عمالة إحدى الشركات المقاولة شاهدناهم في مطار الكويت وقد قدموا لتكملة بعض المشاريع التي تقوم بها تلك الشركة.
فقط المعلمون والمعلمات تم التخلي عنهم ونتج عن ذلك انتهاء إقاماتهم وتعطل أحوالهم المعيشية، فالكثير منهم لديهم عوائل وأطفال في الكويت وكذلك لديهم التزامات وإيجار شقق وأقساط قروض بدأت تتراكم عليهم. مع الأسف وزارة التربية في الفترة السابقة أهملت هذا الموضوع بحجة الاكتفاء محليا في بعض التخصصات وهذا الأمر فيه قصر نظر وعدم النظر إلى حاجاتك التربوية على المدى المتوسط على الأقل فإذا أنت (مشيت أمورك) هذه السنة وضغطت على المدرسين الموجودين وحملتهم جدولا دراسيا لا يطاق فماذا عن السنة القادمة حين تفتـــتح 50 مدرسة تضاف إلى الألــف مدرسة حاليا؟ ماذا ستفعل هل ستبحث عن هؤلاء المدرسين مرة أخرى؟
هؤلاء تربويون ذوو خبرة كبيرة وما حدث ليس لهم ذنب فيه. لذلك هذا نداء ومناشدة لمعالي وزير التربية الدكتور علي المضف التكرم بالاطلاع عن قرب على هذا الملف والنظر في إمكانية إعطاء توجيهاته الكريمة:
1- التنسيق مع وزارة الداخلية لتجديد إقامات هؤلاء المعلمين أونلاين.
2- إدماجهم في الجدول الدراسي الحالي بترتيب قيامهم بالتدريس عن بُعد وذلك للتخفيف عن باقي زملائهم المعلمين.
3- عدم إنهاء أي عقد لأي معلم أو معلمة قاما بالسفر.
لمراعاة حاجة الوزارة للسنة القادمة والسنوات التي تليها خاصة مع بدء المشاريع الإسكانية العملاقة كالمطلاع وجنوب سعد العبدالله.
٭ نقطة أخيرة: الظلم ظلمات يا معالي الوزير فهؤلاء المربون الأفاضل سافروا فقط بعد أن حصلوا على تطمينات وتعهدات رسمية بأنهم سيعودون ولن يمس أحد وظائفهم.
ghunaimalzu3by@