نعم هذا ما نحتاجه الآن بعد أن سادت الأجواء مشاعر الحزن والقلق مؤخرا بسبب العزل وتحمل الإجراءات المؤلمة بذريعة مكافحة واحتواء وباء كورونا المستجد إلى جانب الحزن العام بوفاة المغفور له بإذن الله تعالى سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد. ومن السهل أن تقرأ بعيون الأطفال حرمانهم من مدارسهم واللعب مع أصدقائهم، وهذه المشاعر تراها أيضا في عيون أهلهم الذين يتحملون تبعات التعليم غير النظامي والعزل والحجر والحظر، ووسط كل هذا تحدث انتخابات مجلس الأمة ويعقبها استقالة الحكومة الحالية وتشكيل الحكومة الجديدة وبداية مرحلة سياسية جديدة وسط تحديات داخلية وإقليمية وعالمية.
نحن الآن بحاجة إلى إعادة الأمل والتخلي عن العناوين الصاخبة والمؤلمة التي تبعث على الإحباط وضعف الهمم ونحتاج إلى نواب ووزراء يعيدون لنا الأمل ولا يقتلونه.
نحن نحتاج إلى الإصلاح دون صخب أو إثارة أو تأجيج الفتن ونحتاج إلى رقابة ومحاسبة دون تعسف أو شخصانية ونحتاج إلى عدالة ناجزة، ولا نحتاج إلى الطائفية والعبث بوحدة المجتمع أو الاستقواء بالخارج.
هذه الآمال والهواجس كانت تحضرني بقوة وأنا أضع الورقة داخل الصندوق لاختيار من يمثلني في المجلس الجديد الذي نعلق عليه الآمال لإعادة الأمل والتعبير عن إرادة الأمة بالفعل وليس بالصراخ والتمثيل والبطولات الإعلامية، فعلينا ألا ننخدع بالحناجر القوية والأصوات العالية فهي ليست فقط أدوات الرقابة الشعبية بل إن المنظومة المتكاملة يجب أن ترتكز على مقومات أساسية متعددة ليس من بينها الحناجر القوية.
والآن، وبعد أن اختار الشعب من يمثلونه خير تمثيل لابد من تعاون الجميع لتحقيق رؤية كويت المستقبل بسواعد أبنائها المخلصين، وندعو الله أن يوفق الجميع لما فيه مصلحة البلاد وخير للوطن.