تعتبر التجارة العالمية مكونا مهما من مكونات الاقتصاد على مدى العقود القليلة الماضية، حيث شكلت التجارة العالمية حوالي 43% من الناتج الإجمالي العالمي في العام الماضي، إضافة الى أنها تعتبر مقياسا جيدا لسلامة أوضاع الاقتصاد العالمي.
في وقت سابق من العام الحالي، عندما تسبب الانتشار العالمي «لكوفيد -19» في صدمات سلبية غير مسبوقة، توقفت فيه التجارة العالمية مع تراجع التدفقات التجارية إلى 17% من ذروة ارتفاعها، غير أنها استقرت مجددا مع تخفيف عمليات الإغلاق واجراءات التباعد الاجتماعي في الربع الثالث من العام. مع قيام الحكومات في جميع أنحاء العالم بتقديم المحفزات الاقتصادية وذلك درءا من الانتقال الى دوامة الركود الاقتصادي.
وتشير البيانات عالية التردد من الاقتصادات الآسيوية المصدرة للسلع الى وجود انتعاش في نمو التجارة وتسارع في معدلات التعافي، وذلك بسبب الطرح السريع للقاح كوفيد -19، واحتواء التأثيرات السلبية لعملية الإغلاق واجراءات التباعد الاجتماعي على التجارة العالمية.
بدورها، توقعت كبيرة الخبراء الاقتصاديين في منظمة التنمية والتعاون «لورنس بون» بعودة الاقتصاد العالمي الى مستويات ما قبل الجائحة بنسبة نمو 4% بحلول نهاية عام 2021.
وبالنظر الى شركات الأدوية والتكنولوجيا الحيوية، فلقد تكبدت خسائر من قيمتها السوقية في الربع الاول من العام الحالي تقدر بـ464 مليار دولار تقريبا، بسبب جائحة كورونا. وبحسب التقارير الصادرة من منظمة الصحة العالمية الخاص باللقاحات في 14 أغسطس الماضي. يوجد حاليا 167 لقاحا محتملا لكوفيد - 19، وصل منها 29 لمرحلة التجارب السريرية، حيث أعلنت بيونيتك الألمانية وشريكتها فايزر الأميركية تقديم طلب الحصول على ترخيص للقاح كوفيد-19 من الاتحاد الأوروبي. بعد أن أظهرت الاختبارات فاعليته بنسبة 95% ضد فيروس كورونا، كما أكدت أنها ستكون قادرة على توزيع 50 مليون جرعة بحلول نهاية العام واكثر من مليار في عام 2021.
وأوضح عمدة مدينة «بورس - شمال بلجيكا» والتي ينتج بها مصنع فايزر لقاح كوفيد -19 في تصريح له لمحطات الصحافة والإعلام: «نشعر بالفخر أننا سننقذ العالم».
[email protected]