وسط ترحيب بريطاني وأوروبي، توصلت بريطانيا أخيرا إلى اتفاق تجارة مع الاتحاد الأوروبي لما بعد خروجها منه المعروف بـ«البريكست» وذلك قبل سبعة أيام فقط على موعد انسحابها من أحد أكبر التكتلات التجارية في العالم، وفي أهم تحول عالمي لها منذ ضياع الإمبراطورية.
وأعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الخبر، قائلا عبر تويتر «تم الاتفاق». ونشر جونسون عبر حسابه صورة له وهو يحتفل رافعا علامة النصر وأكد ان الاتفاق جيد لكل اوروبا.
بدورها، أفادت وزيرة التجارة الدولية ليز تروس بأن الاتفاق سيؤدي إلى «علاقة تجارية قوية» مع بروكسل وشركاء آخرين حول العالم.
وقالت رئاسة الوزراء البريطانية في بيان صحافي ان الاتفاق يضمن اعفاءات جمركية كلية بين الجانبين في اتفاق لم يوقع التكتل الاوروبي مثله من قبل مع اي شريك اقتصادي آخر.
وأضافت ان الاتفاق يعد الاكبر بالنسبة للجانبين بقيمة اجمالية تصل الى 668 مليار جنيه استرليني (907 مليارات دولار) مؤكدة ان بريطانيا ضمنت بهذا الاتفاق استقلالها التام عن المعاهدات والقوانين الاوروبية واحكام محكمة العدل الاوروبية.
وأوضح البيان انه اعتبارا من الاول من يناير المقبل ستصبح المملكة المتحدة دولة مستقلة تماما عن الاتحاد الاوروبي وستبدأ مباشرة بتطبيق قوانينها المستقلة والتي منها نظام مستقل للهجرة ومراقبة الحدود اضافة الى مواصلة مفاوضات اتفاقات التجارة الحرة مع دول العالم.
ويعني هذا الاعلان ان المفاوضين نجحوا في تجاوز الخلافات بصيغة لم يكشف عنها بعد لكن ابرام الاتفاق جنب الطرفين خسائر كبيرة كانت ستتكبدها الشركات اذا تمت التبادلات وفق قواعد منظمة التجارة العالمية.
وقال مصدر في رئاسة الوزراء «أبرم الاتفاق... استعدنا السيطرة على أموالنا وحدودنا وقوانينا وتجارتنا ومياه الصيد.» واعتبر أن «الاتفاق نبأ رائع للأسر والشركات في شتى أرجاء المملكة المتحدة.
وقعنا أول اتفاق تجارة حرة يبرم مع الاتحاد الأوروبي دون أي رسوم أو حصص».
وأضاف «لا دور لمحكمة العدل الأوروبية وتحققت جميع خطوطنا الحمراء فيما يتعلق باستعادة السيادة».
وقال إن الاتفاق يغطي تجارة بلغت قيمتها 668 مليار جنيه إسترليني (909 مليارات دولار) في 2019.
على الطرف المقابل، أكد الاتحاد الأوروبي التوصل لاتفاق نهائي للتجارة الحرة مع بريطانيا.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون در لاين في مؤتمر صحافي في بروكسل «لقد توصلنا الى اتفاق في نهاية المطاف». واعتبرت انه «اتفاق جيد ومتوازن» و«منصف» للطرفين.
وأكدت أنه حان الآن طي صفحة «بريكست» المملكة المتحدة تبقى «شريكا موثوقا» للاتحاد، مضيفة أن الاتفاق «يسمح لنا بالتأكد أخيرا بأن بريكست أصبح خلفنا». ورحبت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل وأعربت عن اعتقادها انه نتيجة «جيدة» للمفاوضات.
من جهتها، اعتبرت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستورجن أن الوقت حان لتصبح اسكتلندا، وهي مقاطعة بريطانية، «دولة أوروبية مستقلة».
وكتبت ستورجن في تغريدة «بريكست يتحقق عكس إرادة شعب اسكتلندا»، التي صوتت بنسبة 62% ضد الخروج من الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أنه «لا يمكن لأي اتفاق على الإطلاق أن يعوض عما أخذه بريكست منا».
وتابعت أن «الوقت حان لنرسم مستقبلنا الخاص كدولة أوروبية مستقلة»، فيما ترفض لندن السماح لاسكتلندا بعقد استفتاء جديد على الاستقلال.