قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ان هناك تغيرات كبيرة قادمة في المملكة المتحدة نتيجة للاتفاق التجاري الذي تفاوضت عليه حكومته مع الاتحاد الأوروبي، استكمالا لانفصال البلاد عن التكتل «بريكست»، حسبما ذكرت صحيفة «تليغراف».
وذكرت وكالة «بلومبيرغ» للأنباء أن جونسون صرح لصحيفة «صنداي تليغراف» في أول مقابلة له منذ التوصل إلى الاتفاق في 24 ديسمبر بالقول «لا يمكننا أن نقرر فجأة أننا أحرار ثم لا نقرر كيفية ممارسة هذه الحرية، هذه الحكومة لها أجندة واضحة للتوحيد والارتقاء بالمستوى ونشر الفرص في جميع أنحاء البلاد».
وقال جونسون أنه الآن وقد اكتسبت المزيد من الحرية لوضع اللوائح بشكل مستقل، ووضع السياسة المالية وسياسة الهجرة، فإن المملكة المتحدة لن «تختلف من أجل الاختلاف، (بل) ستتصرف بشكل مختلف عندما يكون ذلك مفيدا للشعب البريطاني».
في السياق، قال صيادون بريطانيون إن جونسون ضحى بمخزونات البلاد من الأسماك لصالح الاتحاد الأوروبي ضمن الاتفاق التجاري مع التكتل، ما يمنح قوارب الاتحاد وصولا كبيرا لمياه الصيد الغنية بالأسماك في المملكة المتحدة.
وذهب بعض الساسة البريطانيين إلى ما ذهب إليه الصيادون.
وتنسحب بريطانيا من السياسة المشتركة لمصائد الأسماك في الاتحاد الأوروبي في 31 يناير، لكن الاتفاق التجاري الذي توصل إليه الجانبان عشية عيد الميلاد سيترك القواعد الحالية سارية إلى حد بعيد خلال فترة انتقالية مدتها خمس سنوات ونصف السنة.
وذكر الاتحاد الوطني لمنظمات الصيادين أن جونسون ضحى بصناعة الصيد، وقال مدللا ان حصة بريطانيا من سمك الحدوق في البحر الكلتي سترتفع إلى 20 من 10%، مما يترك 80% في أيدي أساطيل الاتحاد الأوروبي لخمس سنوات أخرى، وأضاف الاتحاد «في النهاية رئيس الوزراء اتخذ القرار ورضخ بشأن الأسماك على الرغم من خطاباته الرنانة وتأكيداته، ستكون هناك قطعا حملة علاقات عامة مكثفة لتصوير الاتفاق نصرا مؤزرا لكن صناعة الصيد ستعتبره هزيمة لا محالة».
وقال إيان بلاكفورد، زعيم الحزب الوطني الاسكتلندي في البرلمان البريطاني، «هذه عملية بيع ضخمة، وقعت الحكومة البريطانية برئاسة بوريس جونسون اتفاقا يتضمن وصول قوارب الاتحاد الأوروبي على المدى الطويل (إلى المياه البريطانية)».
ولم يسهم صيد الأسماك سوى بنسبة 0.03% من الناتج الاقتصادي البريطاني في 2019، لكن العديد من مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يرون أنه رمز لاستعادة السيادة التي يقولون إن مغادرة التكتل تجلبها.
وإلى جانب تصنيع الأسماك والمحار، يشكل القطاع 0.1% من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة.