بعد توقف دام أكثر من 9 شهور بسبب الظروف التي فرضتها جائحة كورونا، استأنف النادي العلمي مسابقة الكويت للعلوم والهندسة الثامنة، ايذانا بإعلان الفائزين بمراكزها الأولى، حيث اجتمعت لجنة تحكيم المسابقة (On Line) عبر تقينة ميكروسوفت تيمز (Microsoft Teams) مع الطلبة والطالبات المشاركين لتحكيم وتقييم المشروعات العلمية التي وصلت للمرحلة النهائية.
وقال أمين عام النادي العلمي د.يحيى عبدال، ان النادي العلمي يعد من أعرق المؤسسات العلمية في الكويت، حمل رسالة لم تتغير على مدى أكثر من 4 عقود من الزمن، وهي مساعدة الأجيال الناشئة على فهم العلوم والتكنولوجيا والمساهمة في تطويرها وتقدمها، من خلال إرساء قواعد ومفاهيم البحث العلمي والابتكار.
وأضاف ان النادي جعل أحد أهم أهدافه المساهمة في تأسيس جيل قادر على المنافسة محليا وعالميا في مجال البحث العلمي والابتكار، لافتا إلى انه لتحقيق هذه الرسالة أطلق النادي مسابقة الكويت للعلوم والهندسة في عام 2012، والتي تأتي تتويجا لرؤيته واستراتيجيته لما لمسه من حاجه لدعم الشباب دون المرحلة الجامعية، ونتيجة للتحديات التي تواجههم في الحصول على الدعم المناسب في مجال البحث العلمي والابتكار.
وأشار إلى ان النادي العلمي أطلق وتبنى برنامجا وطنيا شاملا تحت مسمى البرنامج الوطني لرعاية الباحثين والمبتكرين الشباب عام 2015، يضم العديد من البرامج التدريبية وورش العمل التي تهدف إلى تدريب الطلبة على مهارات البحث العلمي والابتكار، ويتضمن مسابقة الكويت للعلوم والهندسة التي تخلق بيئة تنافسية مشجعة لشريحة مهمة من الشباب، تمكنهم من عرض إنجازاتهم، ومد جسور التواصل مع المهتمين في مجال العلوم والتكنولوجيا والمجتمع، فضلا عن العديد من المشاركات الخارجية للتمثيل المشرف لدولة في المحافل العلمية.
وأكد ان النادي العلمي أخذ على عاتقه تطوير جميع فعالياته وأنشطته لتتوافق مع خطة الكويت للتنمية ورؤية 2035، والقيام بدور محوري في ترسيخ الركيزة السادسة من ركائز خطة التنمية وهي إيجاد رأس مال بشري إبداعي وإعداد الشباب بصورة أفضل ليصبحوا أعضاء يتمتعون بقدرات تنافسية وإنتاجية تعزز من قوة العمل الوطنية.
وأوضح ان الرؤية الوطنية المتكاملة التي يسعى النادي العلمي لتكريسها هي تعزيز العمل الجماعي لما يعود بالنفع في نهضة المجتمعات.
ولفت إلى ان مسابقة الكويت للعلوم والهندسة تعتبر نموذجا عمليا لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين النادي العلمي الكويتي ومؤسسات وقطاعات الدولة المختلفة ومنها وزارة التربية، ووزارة الدولة لشؤون الشباب ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي وجامعة الكويت، ومعهد الكويت للأبحاث العلمية، والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب.
وعن جوائز المسابقة، أوضح ان مسابقة الكويت للعلوم والهندسة تقدم جوائز مالية للفائزين في مجالاتها العلمية، حيث يتم تكريم الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى من كل مجال، وعلاوة على هذه الجوائز تتيح مسابقة الكويت للعلوم والهندسة الفرصة للطلبة الفائزين لشرف تمثيل الكويت في الفعاليات العلمية العربية والدولية، والتي يأتي من أهمها المعرض الدولي للعلوم والهندسة آيسف (ISEF) الذي يعد الحدث العلمي الأكبر والأعرق على مستوى العالم للطلبة دون المرحلة الجامعية ويقام سنويا في الولايات المتحدة الأميركية منذ العام 1950، ويشارك فيه أكثر من 1700 طالب يمثلون أكثر من 80 دولة، ويقدم جوائز تفوق قيمتها 4 ملايين دولار، ويقام برعاية ودعم من شركة إنتل منذ العام 1997.
بيئة الابتكار
من جانبه، قال رئيس قطاع التنمية والبرامج التنافسية بالنادي والرئيس التنفيذي للمسابقة د.محمد الصفار، ان مسابقة الكويت للعلوم والهندسة تعد المسابقة العلمية الأكبر من نوعها على مستوى الكويت للطلبة دون المرحلة الجامعية، وأهدافها تتوافق مع أهداف واستراتيجية رؤية الكويت 2035 وتحديدا ركيزة الاهتمام بفئة الشباب وخلق جيل بشري ابداعي.
وأضاف ان المسابقة تهدف إلى تهيئة بيئة الابتكار وتطويرها ودعمها، بما يخدم الازدهار والتنمية المستدامة في الكويت، ودعم القدرات الوطنية الكويتية في إنتاج الأبحاث العلمية والأفكار الابتكارية، علاوة على انها تعمل على توفير الدعم اللازم للباحثين والمبتكرين الشباب لتمكينهم من تنمية قدراتهم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وتوفير بيئة تنافسية تشبع اهتمامهم، واكتشاف المواهب والملكات العلمية لديهم.
وأوضح ان المسابقة تقدم جوائز كبيرة في مجالات البحث العلمي والابتكار مما يعزز الأجواء التنافسية بين المشاركين فيها، علاوة على انها تضمن التمثيل المشرف للكويت في المحافل الدولية بمشاركات متميزة.
وبين ان أهم ما يميز المسابقة هو وجود برامج تدريبية وورش عمل على مدار العام في مجالات الابتكار والبحث العلمي كونها تركز على مسار البحث العلمي ومسار التصميم الهندسي (الابتكار)، فضلا عن تميزها بتنوع المجالات العلمية البالغة (22) مجالا علميا، لافتا الى انه من بين الأمور التي تتميز بها المسابقة أيضا انها متاحة لطلبة وطالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية من مختلف الجنسيات.
تنمية المهارات
من ناحيته، قال رئيس لجنة تحكيم مسابقة الكويت للعلوم والهندسة الثامنة د.محمد الفيلكاوي، إن هذا العام شهد مشاركة 350 طالبا وطالبة في المسابقة قدموا أكثر من 124 مقترحا بحثيا، وبسبب جائحة كورونا لم يستكمل جميع المشاركين مشروعاتهم، موضحا ان المشروعات العلمية التي تم استكمالها ووصلت إلى المرحلة النهائية للمسابقة بلغت 54 مشروعا قدمها 94 طالب وطالبة.
وبين أن المسابقة تحتوي على 22 مجالا علميا، منها مشروعات تندرج تحت مسار البحث العلمي، وأخرى تندرج تحت مسار التصميم الهندسي، مضيفا انه تم تقسيم المشروعات التي وصلت إلى المرحلة النهائية إلى 4 مجموعات كل مجموعة تضم من 10 إلى 15 مشروعا وتأتي في مجالات علمية متنوعة.
وأوضح ان الهدف من المسابقة هو حث الطلبة والطالبات على المشاركة في مسابقات العلوم والهندسة وتنمية مهاراتهم في مجال البحث العلمي والتصميم الهندسي، مبينا أن لجنة التحكيم تضم 26 محكما وجميعهم من حملة شهادة الدكتوراه في مختلف المجالات العملية من أعضاء هيئة التدريس في جامعة الكويت، ومعهد الكويت للأبحاث العلمية، والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، ووزارة الصحة.
وأكد حرص النادي العلمي على إقامة المسابقة سنويا والتي يأتي ضمن أهدافها الرامية ابراز دور النادي العلمي المجتمعي في صقل مواهب الطلبة في الكثير من الجوانب ومنها البحث العلمي والتصميم الهندسي.
وبين د.الفيلكاوي ان عدد المدارس المشاركة في المسابقة لهذا العام بلغ 200 مدرسة يمثلون مختلف المدارس المتوسطة والثانوية سواء الحكومية والخاصة من جميع المناطق التعليمية بوزارة التربية، معربا عن شكره وتقديره لأعضاء لجنة التحكيم لما بذلوه من جهود في تحكيم المشروعات العلمية المشاركة في المسابقة لهذا العام.
مراحل المسابقة
بدوره، قال نائب رئيس لجنة التحكيم د. حميد إبراهيم، ان فعاليات مسابقة الكويت للعلوم والهندسة تستغرق أكثر من 9 شهور، وتشمل عدة مراحل أولاها مرحلة اللقاءات التنويرية التي يقيمها النادي العلمي الكويتي، وتستهدف الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات، وتتناول شرح فكرة وأهداف المسابقة، وتحفيز الطلبة على المشاركة فيها، بعدها يفتح باب التسجيل، وإقامة الورش التأهيلية لتدريب الطلبة على مهارات البحث العلمي والابتكار لتنفيذ مشاريعهم، ثم تأتي مرحلة تقديم تقرير مقترح المشروع من خلال تعبئة النموذج المعد لذلك.
وأضاف ان المرحلة التنافسية الأولى للمسابقة تبدأ مع عمل لجنة المراجعة العلمية التي تضم فريقا من حملة شهادة الدكتوراه على مستوى عال من الخبرة، معظمهم من العاملين في الهيئات العلمية الكويتية، بمراجعة وتقييم جميع المقترحات المقدمة للتأكد من أصالة فكرة المشروع، الوضوح في تحديد المشكلة، اتباع منهجية البحث العلمي أو الابتكار.
وبين انه بعد اجتياز المقترحات للجنة المراجعة العلمية، تبدأ مرحلة تنفيذ المشاريع وفيها يقوم الطلبة بالشروع في تنفيذ المشاريع طبقا لمنهجية البحث العلمي والابتكار التي تدربوا عليها خلال الورش التأهيلية، مع الأخذ بعين الاعتبار جميع ملاحظات لجنة المراجعة العلمية.
وأشار إلى انه عند الانتهاء من تنفيذ المشاريع، يقوم الطلبة بتسليم التقارير النهائية ليتم الاطلاع عليها من قبل لجنة التحكيم المختصة قبل البدء في عملية التحكيم التي تعد المرحلة التنافسية الثانية، لافتا إلى انه في العادة يقام معرض علمي يضم المشاريع والأفكار التي نفذها الطلبة طوال العام في ختام موسم المسابقة، إلا انه في هذا العام الاستثنائي بسبب جائحة كورونا فقد تم تقييم المشروعات عن بعد.
وأشار إلى ان لجنة التحكيم بعد اجراء عملها وتقييمها للمشروعات المشاركة تقوم باختيار المراكز الثلاثة الأولى من كل مجال علمي، ومنها يتم اختيار المشاريع الفائزة بالمراكز الثلاثة الأولى على مستوى جميع المجالات العلمية للمسابقة، وتسمى بالجوائز الكبرى.
عام استثنائي
من جانبه، قال عضو لجنة التحكيم د.محمد قاسم، ان هذا العام يختلف عن الأعوام السابقة، حيث ان المسابقة في دوراتها السابقة كانت تتم عملية التحكيم في وجود الطلاب والطالبات المشاركين في المسابقة، وبذلك تستطيع اللجنة ان تتحدث معهم وجها لوجه وتطلع على لوحات عرض المشاريع التي نفذوها، وهذا التفاعل له تأثير كبير في التعرف على مدى ثقة الطالب في مشروعه.
وأضاف: أما في هذا العام الاستثنائي فإن طريقة التحكيم اختلفت تماما فقد قل عدد المحكمين، وتم التواصل مع المشاركين عن بعد عبر تقينة «ميكروسوفت تيمز» أو برنامج «زووم»، لافتا إلى ان الجائحة أثرت على عمل لجنة التحكيم بشكل كبير جدا ومع ذلك تغلبت اللجنة على كل هذه المعوقات واستطاعت ان تحكم المشروعات التي أنجزها الطلاب والطالبات المشاركون.
تنمية المهارات
من ناحيته، قال عضو لجنة التحكيم د.محمد بن سبت، تشرفت بالمشاركة كعضو لجنة تحكيم في مسابقة الكويت للعلوم والهندسة الثامنة التي كان من المقرر أن تختتم فعالياتها خلال إبريل الماضي، وتم تأجيلها بسبب جائحة كورونا، مؤكدا حرص القائمين على إدارة النادي العلمي الكويتي ممثلا في قطاع التنمية والبرامج التنافسية على إقامة مثل هذه المسابقات وتنمية مهارات الشباب الكويتي وتدريبهم على مهارات البحث العلمي والابتكار.
وأضاف ان التحكيم في هذا العام كان مختلفا عن الأعوام السابقة، حيث تمت علمية التحكيم «أونلاين»، لافتا إلى انه قام بتحكيم 15 مشروعا علميا مشاركا، وتم عرض هذه المشروعات من قبل الطلبة والطالبات وقامت لجنة التحكيم بالتواصل مع المشاركين وتوجيه الأسئلة لهم ومناقشتهم «أونلاين».
مفخرة للكويت
من جانبه، قال عضو لجنة التحكيم د.بدر البصيري: «ان ما شاهدناه من مشاريع هو مفخرة للكويت، كفكر بحثي وفكر تصميم هندسي من طلبة وطالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية»، مضيفا ان هذه النخبة من الطلبة والطالبات المشاركين سنراهم قريبا في المرحلة الجامعية، وسيكونون علماء المستقبل وقادة الكويت نحو التطور.
وأضاف انه في ظل الظروف الاستثنائية التي فرضتها علينا جائحة كورونا تم تأجيل مرحلة تحكيم المشاريع المشاركة في المسابقة، إلا اننا لم نستسلم لهذه الظروف وتعرفنا على ابداعات المشاركين وإنتاجهم العلمي، لافتا إلى ان عقد التحكيم في هذا التوقيت هو تحد إضافي للطلبة للإبداع تحت أي ظروف.