أسامة دياب
أكدت السفيرة الأميركية لدى البلاد ألينا رومانوسكي أنه مع اقتراب الذكرى الثلاثين لتحرير الكويت، تعاونت السفارة مع الكويتيين والمؤسسات المحلية التي كانت نشطة خلال التحرير، وقمنا معا بإنتاج حملة تسلط الضوء على تاريخ التحرير والتضحيات المشتركة للشعبين الكويتي والأميركي والشراكة المستمرة بينهما، لافتة إلى أن هذه الحملة ستشمل سلسلة من الشهادات المصورة من كويتيين وأميركيين عاشوا فترة التحرير. وأضافت رومانوسكي - في مجمل كلمتها خلال خلال الجلسة الحوارية الافتراضية التي اقامتها بعنوان «ثلاثون عاما بعد التحرير» - رؤية اكاديمية في العلاقات الأميركية - الكويتية - أنه في (نوفمبر) الماضي، قمنا بعرض ومناقشة فيلم وثائقي كويتي جديد حول التحرير بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. وفي الشهر المقبل في فبراير، سنكشف النقاب عن التعاون الموسيقي والنحت بين فنانين أميركيين وكويتيين.
وتابعت ان تحرير الكويت يظهر بوضوح ما يمكن أن تنجزه الدول في فترة زمنية قصيرة، عندما تتكاتف معا لدعم القانون الدولي وحماية المدنيين، لافتة إلى أن العلاقة بين الولايات المتحدة والكويت لا تستند فقط إلى ما حدث قبل 30 عاما، ففي العقود التي تلت ذلك، عززنا شراكتنا عبر مجموعة من المجالات المهمة ونواصل العمل معا في مجال الدفاع ومكافحة الإرهاب لضمان السلام والاستقرار في الخليج وعبر الشرق الأوسط.
وقالت انه على مستوى الأفراد، يرتبط البلدان أيضا ارتباطا وثيقا حيث اختار المزيد من الطلاب الكويتيين الدراسة في الولايات المتحدة أكثر من أي مكان آخر. وقد أدى ذلك إلى خلق روابط مدى الحياة بين الأميركيين والقادة الكويتيين في مجال الأعمال والحكومة والأوساط الأكاديمية، بالإضافة إلى ذلك، أرسلت السفارة الأميركية أكثر من 2000 كويتي إلى الولايات المتحدة في أنواع مختلفة من برامج التبادل، كما قمنا بإحضار العشرات من الطلاب والعلماء الأميركيين إلى الكويت، بالإضافة إلى أننا بدأنا سلسلة اجتماعات سنوية رفيعة المستوى تسمى الحوار الاستراتيجي، وقد وقعنا أكثر من 20 اتفاقية خلال هذه الحوارات لتحسين تعاوننا في كل شيء من الدفاع إلى الصحة والتعليم. وتتمتع الولايات المتحدة والكويت بعلاقة تجارية واستثمارية قوية. وبلغت التجارة الثنائية بين بلدينا 4.5 مليارات دولار في عام 2019.
وأشارت السفيرة الاميركية إلى أن التبادلات قد ساهمت في تعميق فهمنا المشترك لمجتمعات بعضنا البعض، وأهداف الأمن القومي، والاحتياجات الاقتصادية، مما يمهد الطريق لنا للعمل بشكل أوثق معا لبناء عالم أكثر أمانا وازدهارا. خلال هذه الفترة من الأزمة العالمية، من المهم أكثر من أي وقت مضى أن تعمل بلداننا معا لتبادل الخبرات والمعلومات.
بدوره، قال السفير عبدالله بشارة ان الديبلوماسية الكويتية الناعمة لم تكن حلا ناجعا في التعامل مع النظام العراقي الوحشي في ذلك الوقت، حيث عملت الديبلوماسية الكويتية على تقريب والتقارب مع الجميع وايضا اتسمت بالعطاء الكريم لجميع الشعوب المحتاجة للمساعدة.
وتحدث بشارة عن تاريخ السياسة الكويتية منذ بداية تأسيسها حتى يومنا الحالي.
من جانبها، اوضحت كريستين ديوان من المعهد العربي الخليجي بواشنطن أن تحرير الكويت قد أيد مبادئ السلامة الإقليمية ورفض الاعتداء العسكري وانتزاع السيادة، موضحة أن حرب تحرير الكويت كانت مثالا لتقوية التضامن الدولي، كما أسست دورا قويا للمؤسسات العالمية كالأمم المتحدة لتأييد القانون الدولي والمبادئ الليبرالية.
وأشارت إلى أن هذا الإيمان بالمؤسسات الليبرالية والممارسات الديموقراطية الذي تمت صيانته والحفاظ عليه في الكويت أمر نستطيع الفخر والاعتزاز به، متمنية أن تستمر كل من الكويت والولايات المتحدة الأميركية في تعزيز هذه القيم.
من جهته، قال د.علي الكندري احتلال الكويت جاء في إطار التحولات السريعة في موازين القوى العالمية بسقوط الاتحاد السوفييتي وزعامة الولايات المتحدة عالميا ليؤدي إلى تحول كويتي وخليجي في العلاقات تجاه الولايات المتحدة بتعزيزها وتوثيقها، وذلك لغيات المخاوف من الغطاء السوفييتي للعراق في مطالباته للكويت.