بيروت – عمر حبنجر ووكالات
تدهورت الأوضاع الأمنية في مدينة طرابلس اللبنانية مع حلول ساعات الليل عقب احتجاجات نهارية عنيفة، وقد طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عقد اجتماع مجلس الأمن المركزي، فيما اعتبر الرئيس المكلف سعد الحريري ان ما يجري في عاصمة الشمال "جريمة موصوفة".
وأصدرت رئاسة الجمهورية بيانا قالت فيه " توضيحا لما ذكرته محطة MTV عن ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لم يوافق على دعوة المجلس الأعلى للدفاع الى اجتماع للبحث في الأوضاع الأمنية الراهنة، أشار مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية الى ان الرئيس عون طلب انعقاد مجلس الامن المركزي لدرس الوضع الأمني في البلاد من خلال التقارير الميدانية التي تعدها القوى الأمنية المعنية".
وأضافت أنه "في ضوء ما تنتهي اليه هذه القوى من اقتراحات وإجراءات، يصار الى اجراء اللازم ويبنى على الشيء مقتضاه."
من ناحيته قال الحريري في سلسلة تغريدات إن "ما حصل في مدينة طرابلس هذه الليلة جريمة موصوفة ومنظمة يتحمل مسؤوليتها كل من تواطأ على ضرب استقرار المدينة واحراق مؤسساتها وبلديتها واحتلال شوارعها بالفوضى".
وتابع "من غير المقبول تحت أي شعار معيشي أو سياسي طعن طرابلس من أي جهة أو مجموعة مهما كان لونها وانتماؤها ." وأضاف "اننا نقف إلى جانب أهلنا في طرابلس والشمال". وتساءل "لماذا وقف الجيش اللبناني متفرجا على احراق السرايا والبلدية والمنشآت، ومن سيحمي طرابلس اذا تخلف الجيش عن حمايته".
ورفض الحريري "رمي التهم على أبناء طرابلس والعودة إلى نغمة قندهار . واذا كان هناك من مخطط لتسلل التطرف فمن يفتح له الأبواب وكيف للدولة ان تسمح بذلك في مرحلة من أسوأ وأخطر المراحل في تاريخ لبنان . وختم "للكلام صلة لوضع النقاط على الحروف".
وقالت تقارير إعلامية إن بعض المحتجين هاجموا مبنى بلدية طرابلس ومركز شرطة البلدية واضرموا النار فيه، وأفيد عن اندلاع حريق ضخم في المحكمة السنية. كما عمد المهاجمون الى إحراق آلية تابعة لبلدية طرابلس. وقد تدخلت قوة من الجيش اللبناني وعملت على إبعاد المحتجين .
وقالت قوى الأمن الداخلي، انه سقطت ايضاً ثلاث قنابل يدوية حربيه اضافية داخل سراي طرابلس من دون وقوع إصابات بين العناصر.
وبالتزامن أقدم عدد من المحتجين على قطع الطريق الدولية شتورا ضهر البيدر عند مفرق جديتا العالي بالاطارات المشتعلة بالاتجاهين.
وجاءت احتجاجات الليل امتدادا للاحتجاجات النهارية حيث صب المحتجون جام غضبهم أمام منازل زعماء طرابلس، حيث أضرموا النيران في مستوعبات القمامة وحطموا كاميرات المراقبة، محملين سياسيي المدينة مسؤولية أوضاعهم المعيشية الصعبة التي فاقمها تشديد اجراءات الإغلاق العام الأخيرة.
وقال عمر قرحاني، وهو أب لستة أطفال عاطل عن العمل، بسخط لوكالة فرانس برس على هامش مشاركته في المسيرة "نجول على منازل السياسيين كافة وطلبنا أن نحرق بيوتهم جميعاً كما أحرقوا قلوبنا".
وأضاف "ليتجرأ أي سياسي على السير في شوارع طرابلس"، المدينة التي تعدّ من الأفقر في لبنان وتشهد منذ الإثنين مواجهات ليلية عنيفة بين قوات الأمن ومحتجين غاضبين من تدابير الاغلاق العام للحد من انتشار وباء كوفيد-19 في خضم الانهيار الاقتصادي المتمادي.
وسأل قرحاني "لدى هذه المدينة مرفأ ومعرض ومصفاة للنفط وكل المقومات التي لا تملكها الدولة ونحن المنطقة الأفقر (..) لماذا؟". واتهم قيادات طرابلس بأنهم "ذلوا المدينة".