هناك عدد من الضباط الشباب لم يحصلوا على دورات خارجية ولا داخلية تؤهلم لتولي مناصب قيادية بديلا عن قياديين اكتسبوا من المدة التي قضوها في مراكزهم، حيث تعلموا من أخطائهم رغم عدم حصولهم على دورات خارجية.
أتذكر سنة 1980-1981 اختارت الوزارة بحدود 22 ضابطا من الدورتين الرابعة والخامسة وأرسلتهم إلى الولايات المتحدة في دورة تدريبية على القيادة، وفعلا استفاد هؤلاء من هذه الدورة، وبعد تقاعد القيادات القديمة تم إحلال هؤلاء محلهم وأصبحت قيادات الوزارة من الدورتين الرابعة والخامسة لأنهم كانوا مجهزين مسبقا لهذه المناصب، ومن هذه المناصب الهجرة والقوات الخاصة وكلية الشرطة والمرور وغيرها من الإدارات. كل الدول تختار مجموعة مميزة من الضباط وترسلهم في دورات خارجية وداخلية ليكونوا جاهزين لقيادة أجهزة الوزارة بعد تقاعد مديريها.
أتذكر وأنا في زيارة ميدانية في إحدى دول الخليج أن كل المجتمعين معي في هذا اللقاء كانوا حاصلين على درجة الدكتوراه في مختلف المجالات، منهم دكتوراه في إدارة الشرطة والآخر في الحاسب الآلي وثالث في علم الإجرام، ولما سألت مدير الأمن العام ذكر لي أنهم يأخذون أفضل 5 خريجي جامعة كل عام ويرسلونهم للخارج لدراسة الماجستير والدكتوراه على حساب وزارة الداخلية ثم يتم تعيينهم في الوزارة كمديرين واستشاريين يخططون لمستقبل الوزارة.
لذلك على الوزارة إنشاء مركز خاص بأكاديمية الشرطة للتدريب المستمر في جميع المجالات وبالأخص القيادة ومتابعة كل جديد في عالم المعرفة والقيادة في أنحاء العالم، وخاصة الشرطية منها لإرسال الضباط المتميزين في دورات خارجية ومؤتمرات وحلقات نقاش لإعدادهم للمستقبل كقياديين متميزين للوزارة.