تم إعطاء أكثر من 101 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، بعد أقل من شهرين من إطلاق أولى حملات التطعيم الجماعية في بداية ديسمبر، وفقا لتعداد وكالة «فرانس برس»، الذي أوضح أنها اعطيت في 77 دولة أو منطقة على الأقل.
واستحوذت الدول الغنية على 65% من الجرعات المعطاة، وعلى رأس هذه الدول المملكة المتحدة التي أعطت 9.8 ملايين جرعة إلى 13.7% من السكان، تليها الولايات المتحدة 32.2 مليون جرعة لـ 7.9%، ودولة الإمارات التي اعطت 3.4 ملايين جرعة.
وذكرت وكالة «بلومبيرغ» أن عدد الأميركيين الذين تلقوا جرعة واحدة على الأقل من اللقاح المضاد لفيروس كورونا بلغ أكثر من عدد المصابين بالفيروس، وهي علامة بارزة في السباق لإنهاء الوباء.
وذكرت قناة «الحرة» الأميركية أنه حتى اول من امس تلقى 26.5 مليون أميركي جرعة واحدة أو كلتا الجرعتين من اللقاحات الحالية، وفقا للبيانات التي جمعتها الوكالة، منذ أن ثبتت إصابة أول مريض أميركي في سياتل قبل عام.
يشار إلى أن السلطات الصحية في الولايات المتحدة تدير التطعيمات بمعدل يومي سريع، حيث تقدم حوالي 1.34 مليون جرعة يوميا.
ويتأخر الاتحاد الأوروبي كثيرا عن هذه الارقام، حيث يتعرض لانتقادات حادة لبطء حملات التطعيم، حيث تم إعطاء 12.7 مليون جرعة إلى 2.3% فقط من السكان. وعلى رأس الدول الـ 27 تأتي مالطا ثم الدنمارك وپولندا، أما في فرنسا فقد تم إعطاء 1.5 مليون جرعة لـ 2.2% من السكان.
أما عالميا فتتصدر اسرائيل إلى حد بعيد سباق التحصين، حيث تلقى حتى الآن أكثر من ثلث (37%) السكان جرعة واحدة على الأقل. وحصل خمس الإسرائيليين (21%) على الجرعة الثانية، مستكملين بذلك عملية التطعيم.
أما بالنسبة للعملاقين الصين والهند اللتين تندرجان ضمن فئة الدخل المتوسط، فقد أعطتا على التوالي 24 و4 ملايين جرعة، لكنهما متأخرتان بالنسبة لعدد سكانهما.
ويقيم ثلث سكان العالم، أي نحو 35%، في بلدان لم تبدأ بعد حملة التطعيم، وهي في معظمها دول محرومة «تراقب وتنتظر»، وفق ما ذكر مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الذي يحارب «شعبوية اللقاح».
ويتم حاليا تداول سبعة لقاحات حول العالم، واختارت دول أميركا الشمالية وأوروبا وإسرائيل ودول الخليج في الغالب اللقاحات التي طورتها شركة «فايزر ـ بيونتيك» (الأميركية ـ الألمانية) وموديرنا (الأميركية)، في حين تم استخدام لقاح «استرازينيكا ـ اكسفورد» البريطاني، الذي سيصل قريبا إلى الاتحاد الأوروبي بعد أن تمت الموافقة عليه مؤخرا، في المملكة المتحدة والهند، إضافة إلى بورما والمغرب وسريلانكا، ووصلت أول شحنة منه إلى الإمارات أمس.
وتعتمد الهند أيضا على اللقاح الذي طورته شركة «بهارات بايوتيك» المحلية، ويتم إعطاء لقاح «سبوتنيك V» الذي طوره مركز غاماليا الروسي في روسيا وكذلك في الأرجنتين وبيلاروس وصربيا والجزائر.
أما اللقاحات الصينية، فبالإضافة إلى الصين، يتم إعطاء لقاح «سينوفارم» بشكل خاص في الإمارات والبحرين وسيشيل ومصر ولاوس وصربيا، ولقاح «سينوفاك» في إندونيسيا والبرازيل وتركيا.
في السياق، أظهرت نتائج نشرتها أمس مجلة «ذي لانسيت» الطبية وصادق عليها خبراء مستقلون أن لقاح «سبوتنيك V» الروسي الذي اتهمت روسيا بأنها لم تعتمد الشفافية بشأنه، فعال بنسبة 91.6% ضد «كوفيد ـ 19» المصحوب بعوارض.
وقال اخصائيان بريطانيان هما البروفسور إيان جونز وبولي روي في تعليق مشترك ورد في دراسة «ذي لانسيت» ان «تطوير لقاح «سبوتنيك V» واجه انتقادات بسبب سرعته ولأنه أحرق مراحل ولغياب الشفافية. لكن النتائج الواردة واضحة وتمت برهنة المبدأ العلمي الذي يقوم عليه».
وأضاف الباحثان اللذان لم يشاركا في الدراسة «هذا يعني أن لقاحا إضافيا يمكن أن ينضم الآن الى المعركة لخفض انتشار كوفيد ـ 19».
وهذه النتائج الأولى التي جرت المصادقة على فعاليتها تتوافق مع تأكيدات روسيا التي تلقاها المجتمع العلمي الدولي بارتياب في الخريف الماضي.
ويبدو انها تصنف في هذه المرحلة «سبوتنيكV» بين اللقاحات الأكثر فاعلية، الى جانب لقاحي «فايزر ـ بيونتيك» و«موديرنا» (95% تقريبا) اللذين أعدا باستخدام تقنية مختلفة تقوم على الحمض النووي الريبي المرسال.
من جانب آخر، واستنادا الى حوالي ألفي حالة لأشخاص تفوق أعمارهم 60 عاما، اعتبرت الدراسة أن اللقاح يبدو فعالا لدى هذه الفئة العمرية. وأخيرا، يبدو أن البيانات الجزئية تظهر أنه يحمي بشكل جيد جدا من الأشكال المتوسطة إلى الشديدة من المرض. والنتائج التي نشرت في «ذي لانسيت» مصدرها آخر مرحلة من التجارب السريرية للقاح، وهي المرحلة الثالثة التي شارك فيها نحو 20 ألف شخص.