هناك أشخاص كثر نقابلهم في حياتنا ونتعامل معهم في مختلف المجالات، لكن قليلين منهم من يتركون أثرا في نفوسنا وقلوبنا، ولعل الشيخة اعتماد الخالد واحدة من الذين تبقى بصماتهم واضحة في أعمالهم وفي عقول وقلوب المحيطين بها لما تتميز به من صفات حباها الله بها، كالدقة في العمل والتركيز والحرص على الإنجاز بعيدا عن الأضواء وحب الظهور.
لقد عرفت الشيخة والأخت الكبيرة والمعلمة اعتماد الخالد عن قرب من خلال العمل معها في ديوان سمو رئيس مجلس الوزراء، فكانت مثالا في الوفاء للكويت وقيادتها، ولا أنسى كلماتها المؤثرة في الذكرى السنوية الأولى لرحيل أمير القلوب الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، وتصوير دوره ومآثره بكلمات معبرة نابعة من قلب إنسانة راقية، كذلك تعلقها بأمير الإنسانية المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ صباح الأحمد وتأكيدها الدائم أنه أب للجميع ومثال للخير والعطاء، كما أن صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد قدوتها في الحرص على العمل وتذليل الصعاب في كل ما من شأنه النهوض بالكويت ودعم شبابها وإبداعاتهم.
وبإرادة قوية وعزيمة مستمرة وقدرة على البذل وأداء الواجب كان نجاح الشيخة اعتماد الخالد في العمل مع ثلاثة رؤساء وزراء هم سمو الشيخ ناصر المحمد وسمو الشيخ جابر المبارك وسمو الشيخ صباح الخالد، وتكللت جهودها بالنجاح، كونها من أكثر الناس حبا للمعرفة والتعلم من التجارب، وهي صاحبة بديهة سريعة رائعة بتعاملها مع الآخرين في مختلف الظروف، تحسن اتخاذ القرارات في المواقف الصعبة بعيدا عن التشنج أو الانفعال ووفقا لما تقتضيه مصلحة العمل، مع الحرص على الاهتمام بأدق التفاصيل ليكون الإنجاز والنتيجة كما هو مخطط لهما.
ومن الأمور التي يشهد لها بها أنها كانت من أوائل من قدموا إقرارا بالذمة المالية انطلاقا من حرصها على تطبيق القوانين، وعلى عدم استغلال المنصب في أي شيء يمكن أن يسيء إليها أو للمال العام، كذلك التزامها بالعمل وواجباته والعدالة بين من يعملون معها.
وكانت تضع مصلحة الكويت وشعبها فوق أي اعتبار، وهذا ما كانت تؤكد عليه وتجسده في عملها دائما، وكذلك مع كل من تلتقيهم من سفراء وديبلوماسيين وبما يقوي علاقات الكويت مع دولهم على أسس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة بين الشعوب الصديقة.
ونشهد لها بما قالته: «الحمد لله، خدمت وطني وديرتي بما يرضي الله ويرضي ضميري، وعملت طوال الفترة الفائتة باجتهاد متسلحة بالروح الوطنية وحبي الشديد لوطني وبذلت كل ما بوسعي لخدمة الوطن».
أقولها وبكل ثقة: ستبقى اعتماد الخالد مثالا وقدوة ورمزا للنجاح والعزيمة، قدمت الكثير للكويت، وسيستمر عطاؤها في كل مكان تتواجد فيه.
وتقبلي منا أطيب الأمنيات والدعاء بالتوفيق الدائم يا ابنة الكويت.
أخوكم: يوسف عدنان الراشد