- التوقعات ترجح بتسارع وتيرة الطلب على النفط في النصف الثاني
قال تقرير صادر عن بنك الكويت الوطني إن أسعار النفط أنهت تداولات يناير على ارتفاع بقرابة 8% تقريبا، إذ وصل سعر خام النفط المرجعي، مزيج خام برنت، إلى 55.88 دولارا للبرميل (+ 7.9% على أساس شهري) بنهاية يناير، كما أنهى خام غرب تكساس الوسيط تداولات الشهر عند مستوى 52.2 دولارا للبرميل (+ 7.6% على أساس شهري).
واضاف التقرير ان العقود المستقبلية لمزيج خام برنت أنهت تداولات يناير الماضي على تراجع (أي ارتفاع أسعار العقود الفورية بالمقارنة بأسعار العقود الآجلة) في إشارة إلى توقع السوق استمرار قيود الامدادات على المدى القريب. وقد يكون قرار السعودية خفض انتاجها من جانب واحد في فبراير ومارس بمقدار مليون برميل يوميا هو العامل الرئيسي الذي أدى لتلك التطورات.
وشهد الأسبوع الماضي تحرك أسعار مزيج خام برنت ضمن نطاق محدود للغاية تراوح ما بين 55 و56 دولارا للبرميل، إذ ساهمت مخاوف تعافي الطلب على المدى القريب نتيجة لظهور سلالات أشد خطورة من فيروس كورونا في كبح جماح ارتفاع الاسعار. وكان للبيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية تأثير إيجابي على النفط، إذ كشفت عن تسجيل أعلى معدل انخفاض في مخزونات النفط الخام التجارية منذ يوليو الماضي، هذا إلى جانب إشارة بعض التقارير إلى إمكانية قيام شركات النفط الروسية بإعادة توجيه المزيد من النفط للاستخدام المحلي (بدلا من تصديره). كما رحبت الأسواق بأنباء تفيد بأن أحدث لقاح مضاد لفيروس كوفيد- 19 طورته شركة جونسون آند جونسون، يؤخذ على جرعة واحدة، مظهرا نتائج تشير إلى التحصين من الإصابة ضد بعض السلالات الجديدة من الفيروس، إلا أن تلك الانباء لم تنجح في دفع أسعار مزيج خام برنت خارج نطاق التداولات المحدودة ليتجاوز أعلى مستوياته المسجلة في 11 شهرا عند مستوى 56.58 دولارا.
وأوضح التقرير ان معنويات التفاؤل التي سادت منذ بداية يناير على خلفية طرح اللقاحات ساهمت في التخفيف من حدة المخاوف المتعلقة بارتفاع حالات الإصابة ودخول المستشفيات المرتبطة بالسلالات المتحورة للفيروس. واضطرت العديد من الاقتصادات إلى إعادة فرض أو تشديد قيود التنقل، إضافة إلى الصين التي اضطرت إلى إعادة فرض التدابير الاحترازية بعد تفشي العدوى في مقاطعة خبي.
وتمثل إمكانية ضعف استهلاك النفط الصيني في بداية الربع الأول من 2021 تناقضا كبيرا مع النشاط النفطي بنهاية 2020. وقامت مصافي التكرير، التي ركزت على موسم السفر في العام القمري الجديد، بمعالجة كميات قياسية من النفط الخام في نوفمبر وديسمبر وصلت إلى 14.2 مليون برميل يوميا و14.13 مليون برميل يوميا على التوالي، وفقا لمكتب الإحصاء الوطني. إلا أن واردات الصين من النفط الخام تراجعت في ديسمبر إلى أدنى مستوياتها المسجلة في 27 شهرا وصولا إلى 9.06 ملايين برميل يوميا (-18% على أساس شهري)، فيما يعزى جزئيا على الأقل إلى استنفاد منشآت التكرير حصص الواردات المسموح بها لعام 2020. وترجح التوقعات بتسارع وتيرة الطلب على النفط في النصف الثاني من 2021 إلى تزايد آفاق نمو الاقتصاد العالمي، والذي يتوقع أن يصل إلى 5.5% وفقا لتوقعات صندوق النقد الدولي، أي بزيادة (+ 0.3%) عن التوقعات الصادرة في أكتوبر. ويتوقع صندوق النقد الدولي تسارع وتيرة التعافي في النصف الثاني من 2021 بفضل النمو الناتج عن طرق اللقاحات وإقرار المزيد من السياسات الداعمة للنمو.
ووفقا للبيانات الصادرة عن منظمة الدول المصدرة للنفط «أوپيك» فإن امدادات الأوپيك وحلفائها في ديسمبر زادت إلى 34.4 مليون برميل يوميا، مع تجاوز معدل الامتثال لأكثر من 100%. وبلغ انتاج أعضاء الأوپيك العشرة 21.7 مليون برميل يوميا في ديسمبر، مع فشل كل من الكونغو (95%) وغينيا الاستوائية (0%) والجابون (21%) والعراق (95%) الالتزام بحصص الإنتاج المقررة لشهر ديسمبر. في حين بلغ انتاج الدول غير الأعضاء بمنظمة الأوپيك حوالي 12.7 مليون برميل يوميا.
وبداية من شهر يناير، تم السماح لجميع أعضاء تحالف الأوپيك وحلفائها بزيادة الامدادات بنحو 1.4% (بكمية إجمالية 500 ألف برميل يوميا) لرفع إجمالي إنتاج الأوپيك وحلفائها إلى 34.86 مليون برميل يوميا. كما عادت المكسيك مجددا للالتزام باتفاقية الأوپيك وحلفائها لخفض حصص الإنتاج في يناير (بحصة انتاج 1.75 مليون برميل يوميا) مما رفع إجمالي إنتاج الأوپيك وحلفائها إلى 36.65 مليون برميل يوميا. وسوف ينخفض هذا المعدل إلى 35.8 مليون برميل يوميا بنهاية الربع الأول من 2021 في ظل احتساب التخفيضات السعودية/ زيادة انتاج روسيا وكازاخستان، مما يعني أنه لايزال هناك حوالي 8 ملايين برميل يوميا من نفط الأوپيك وحلفائها تم حجبها من السوق.
ولا تشمل بيانات العرض إنتاج ليبيا وإيران وفنزويلا، كما لا تتضمن التخفيضات التعويضية التراكمية التي من المتوقع أن يقوم بها الأعضاء غير الممتثلين. وفي هذه الأثناء ارتفع إنتاج إيران ببطء في الآونة الأخيرة، وقد يتزايد إذا تم رفع العقوبات تحت إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن. كما بلغ إنتاج ليبيا 1.2 مليون برميل يوميا في ديسمبر فيما يعد أيضا أعلى المستويات المسجلة منذ عام 2013.
وفي الولايات المتحدة، تراجعت المخزونات مؤخرا بمقدار 9.9 ملايين برميل لتصل مستويات المخزون إلى 476.7 مليون برميل كما في 22 يناير، أي بما يكفي لتغطية 32.6 يوما من الاحتياجات المستقبلية ـ ولتسجل بذلك أدنى مستوياتها منذ أبريل الماضي. كما انخفض إنتاج الخام الأميركي إلى 10.9 ملايين برميل يوميا على الرغم من استمرار تزايد عدد منصات الحفر إلى 295 بنهاية يناير 2021.
توقعات الطلب على النفط.. غامضة
قال تقرير «الوطني» انه على الرغم من إشارة منحنى العقود المستقبلية للنفط إلى تراجع مستوى العرض على المدى القريب إلا أن توقعات الطلب على النفط لهذا الربع لا تزال غامضة وقد يعززها فقط الطلب على وقود التدفئة في فصل الشتاء.
واضاف ان الأسعار تعكس إلى حد كبير نمو الطلب المستقبلي على خلفية طرح اللقاحات وتعهد السعودية بخفض إمداداتها. وتكمن المخاطر في أن الجائحة قد تستمر لفترة أطول مما كان متوقعا متخطية حتى أبعد من استعداد المملكة لتحمل خفض الإنتاج بمفردها. ويبدو أن الأمر قد يتطلب تشديد قيود الإنتاج لفترة أطول، إلا انه ليس من السهل الحفاظ على ذلك داخل تحالف الأوپيك وحلفائها.