بعد 27 عاما يتنحـى جيف بيزوس عن منصب الرئيس التنفيذي لشركة أمـازون في وقت لاحق من هـذا العام، تاركا خلفه إمبراطورية تبلغ قيمتها 1.7 تريليون دولار.
وعلى مدار الأشهر العديدة الماضية، شهدت شركة أمازون زيادة في الطلب، حيث أجبر تفشي فيروس كورونا الناس على التسوق عبر الإنترنت أكثر من أي وقت مضى، ومع وصول سهم أمازون إلى مستويات عالية جديدة، قفزت صافي ثروة بيزوس إلى أكثر من 194 مليار دولار.
لكن هذا النجاح لم يتحقق بين عشية وضحاها، حيث بدأ بيزوس مسيرته المهنية في عالم صناديق التحوط في التسعينيات، ثم ترك وظيفة بسيطة ليطلق شركته الخاصة، وفي عام 1994، قرأ بيزوس أن الإنترنت قد نما بنسبة 2300% في عام واحد، فقرر بيزوس مغادرة د. شو على الرغم من أنه كان لديه عمل رائع. حاول رئيسه في الشركة، ديفيد شو، إقناع بيزوس بالبقاء، لكن بيزوس كان مصمما بالفعل على بدء شركته الخاصة، فقد شعر أنه يفضل المحاولة والفشل في شركة ناشئة على ألا يحاول مطلقا.
وقال لاحقا: «كنت أعلم أنني قد أندم بشدة على عدم مشاركتي في هذا الشيء المسمى الإنترنت الذي اعتقدت أنه سيكون حدثا ثوريا». «عندما فكرت في الأمر بهذه الطريقة... كان من السهل جدا اتخاذ القرار».
وبدأ بيزوس موقع Amazon.com في مرآب، في الأيام الأولى، كان الجرس يدق في المكتب في كل مرة يقوم فيها شخص ما بالشراء، وكان الجميع يجتمعون لمعرفة ما إذا كان أي شخص يعرف العميل. استغرق الأمر بضعة أسابيع فقط قبل أن يرن في كثير من الأحيان، وكان عليهم إيقافه.
في الشهر الأول من إطلاقها، باعت أمازون الكتب لأشخاص في جميع الولايات الخمسين وفي 45 دولة مختلفة، واستمرت في النمو، وتم طرح أمازون للاكتتاب العام في 15 مايو 1997.
وعندما جاء انهيار الدوت كوم، أطلق المحللون على الشركة اسم «أمازون بومب» «Amazon.bomb»، لكنها صمدت في وجه العاصفة وانتهى بها الأمر لتصبح واحدة من الشركات الناشئة القليلة التي لم تمح بفعل انهيار الإنترنت.
وفي عام 1998، أصبح بيزوس من أوائل المستثمرين في «غوغل»، حيث استثمر 250 ألف دولار، والتي كانت تساوي حوالي 3.3 ملايين سهم عندما تم طرح الشركة للاكتتاب العام في عام 2004، قيمة تلك الأسهم قد تعادل مليارات اليوم، إلا أن بيزوس لم يذكر ما إذا كان يحتفظ بأي من أسهمه بعد الطرح العام الأولي. والآن، بعد أكثر من 20 عاما من طرحها للاكتتاب العام، تبلغ القيمة السوقية لشركة أمازون أكثر من 1.56 تريليون دولار.