تحت مظلة منظمة الصحة العالمية بجنيف، تمنح كل عام جائزة لأفضل البحوث والإنجازات المتعلقة بكبار السن، وتحمل الجائزة اسم أمير الإنسانية المغفور له بإذن الله تعالى سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وجميع شروط منح الجائزة وإجراءات التقديم لها وقيمتها متاحة على موقع منظمة الصحة العالمية، وهي أحد إنجازات المغفور له في مجال الرعاية الصحية والتي تسطر بحروف من نور وتخلد في تاريخ الخدمات الصحية الحديثة.
والآن وبعد رحيل المغفور له الشيخ صباح الأحمد، فإن الوفاء يقتضي الاستمرار في إقامة ودعم مشروعات وبرامج ومبادرات الرعاية الصحية لكبار السن تحت سقف واحد وبسهولة ويسر وتقدير وامتنان، ومع ارتفاع الأعمار المضطرد، فإن شريحة كبار السن تزداد في المجتمع عاما بعد عام ولا بد من توافر رؤية مستقبلية للرعاية الصحية لكبار السن والتي تمثل «عافية» جزءا منها فقط.
وأتساءل: هل لدينا مراكز طبية متخصصة توفر الرعاية المتكاملة لكبار السن خصوصا من يعانون من مشاكل في الذاكرة والإدراك والحركة بسبب الأمراض المزمنة؟ وكيف نتعامل مع ذلك دون الخلط بين ازدحام الأسرّة بالمستشفيات بحالات طريحي الفراش من كبار السن بسبب الأمراض المزمنة وبين المناقشات الجارحة لإخلائها والتي تفتقد ما يستحقونه من عرفان وامتنان؟
إن الحاجة لمبادرات غير تقليدية لرعاية كبار السن الصحية تجعلنا نطالب بأن يشتمل برنامج عمل الحكومة على إنشاء مركز صحي متخصص لرعاية كبار السن يحمل اسم المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ليمثل امتدادا لجائزة صباح الأحمد للرعاية الصحية لكبار السن بمنظمة الصحة العالمية، ويتيح المركز الفرصة للاستفادة من برامج رعاية كبار السن ومن البحوث التي نالت الجوائز على مدى السنوات الماضية وليكون هذا المركز نموذجا يحتذى به وإضافة متميزة للنظام الصحي في البلاد.
وأرجو من سمو رئيس مجلس الوزراء أن يتبنى هذا الاقتراح وإعطاء التوجيهات لإدراجه ضمن برنامج عمل الحكومة ورؤيتها لرعاية كبار السن والوفاء والامتنان للأمير الراحل، طيب الله ثراه، وإن لم يكن لدى الحكومة تمويلا لهذا المشروع فإنني أدعو مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بما لديها من إمكانات ورؤية مستقبلية أن تتبنى هذا المشروع كمركز إقليمي متميز لرعاية كبار السن الصحية ويحمل اسم سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، والذي كان يرأس مجلس إدارة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ويكون صدقة جارية له.