وعد الرئيس الأميركي جو بايدن بعد انتخابه في نوفمبر الماضي بأنه سيعمل مع نائبة الرئيس كامالا هاريس على إدارة البلاد كفريق «متوائم».
وخلال أيامهما الأولى في البيت الأبيض، يعمل الاثنان على صياغة شراكة في العمل تعيد للأذهان نموذج (أوباما/ بايدن) عندما كان بايدن نفسه الشخصية الثانية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.
وتبدأ معظم الأيام بإفادة البيت الأبيض التي يقدمها مستشار الأمن القومي الأميركي. وفي جميع الاجتماعات العامة لبايدن تظهر هاريس بوضوح على مقربة منه. أما خلف الأبواب المغلقة، فيجري إطلاعهما معا على آخر مستجدات جائحة كورونا وغير ذلك من القضايا.
قال جاي كارني، مدير الاتصالات السابق لبايدن والذي أصبح فيما بعد متحدثا باسم إدارة أوباما في البيت الأبيض «لا أحد يدرك أفضل من الرئيس بايدن مدى أهمية وقيمة وجود نائب رئيس يمكن أن يعمل كمستشار مؤتمن وفي كل الظروف».
وينظر إلى هاريس (56 عاما) على أنها ستكون منافسة قوية للفوز ببطاقة ترشيح الحزب الديموقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية عام 2024 إذا قرر بايدن (78 عاما) عدم الترشح لفترة رئاسية ثانية. لكنها لم تتحدث علنا في هذا الأمر.
وكما هو الحال مع جميع نواب الرئيس، يبقى السؤال عما إذا كان قرب هاريس سينعكس في تأثيرها على صنع القرار ومدى استمرار فترة الانسجام الأولى بينهما.
وكان الرئيسان الجمهوريان جورج بوش الابن ودونالد ترامب يتمتعان بتحالفات وثيقة مع نائبيهما ديك تشيني ومايك بنس، قبل أن تتوتر العلاقة بين كل رئيس ونائبه بنهاية فترة حكمه. إلا أن أوباما وبايدن، اللذين لم يكن كل منهما قريبا من الآخر في بادئ الأمر، يتفاخران بما أصبحت الآن علاقة وطيدة قائمة على الثقة والعلاقات الأسرية.
ويقول مساعدو البيت الأبيض إن بايدن وهاريس يركزان معا في الوقت الحالي على مواجهة الجائحة ويعملان بدأب للسيطرة عليها من خلال زيادة عدد من يحصلون على التطعيمات باللقاحات المضادة، كما يسعيان للخروج بإجراءات جديدة تسهم في تحفيز الاقتصاد.
وكانت هاريس قد خرجت من الجناح الغربي في البيت الأبيض يوم الثلاثاء للحصول على جرعتها الثانية من اللقاح المضاد لڤيروس كورونا، وتعمدت السماح للكاميرات بتصويرها أثناء التطعيم بالحقن في الذراع كي تطمئن الأميركيين إلى أن اللقاح آمن.
كما تعتمد هاريس أيضا على عملها السابق كمدع عام لولاية كاليفورنيا للتواصل مع حكام الولايات ورؤساء بلديات المدن للمساعدة في تسريع وتيرة توزيع اللقاحات.
وبحكم عملها في السابق أيضا عضوة في مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية كاليفورنيا وحاليا كصوت مرجح للأغلبية في المجلس، ينتظر أن تلجأ هاريس لنفوذها في الكونغرس للمساعدة في دفع برنامج بايدن قدما.
كما يتوقع مساعدو البيت الأبيض أن تقدم هاريس أيضا المساعدة لبايدن في الدفع ببعض الملفات الأخرى ذات الأولوية، بما في ذلك استجابة حكومية أكثر قوة لمواجهة قضايا الضعف الاقتصادي والاختلافات العرقية وتغير المناخ.
ويقول جويل كيه جولدستين، الباحث المتخصص في منصب نائب الرئيس في كلية الحقوق بجامعة سانت لويس، إن هاريس تتبع فيما يبدو نهجا مماثلا لوالتر مونديل، نائب الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر، بالقيام بدور «حلال المشاكل» في البيت الأبيض.
وقال جولدستين «من المنطقي في البداية أن تحضر (هاريس) جميع الاجتماعات، إنها تسمع ما يسمعه الرئيس، وتطور علاقتها به وهي أهم علاقة في حياتها السياسية».
وكان أوباما إبان فترة رئاسته قد كلف نائبه آنذاك بايدن بالإشراف على حزمة التحفيز الضخمة التي تم إقرارها لمواجهة الأزمة المالية بين عامي 2007 و2009، كما كلفه بملفات أوروبا الشرقية وأميركا الوسطى، وهما منطقتان لاتزالان مهمتين اليوم بسبب التهديد الذي تمثله روسيا وأزمة المهاجرين.
وجذبت هاريس اهتماما أكبر بها مقارنة بمعظم أسلافها، فهي أول امرأة تشغل منصب نائب الرئيس الأميركي، وأول امرأة من أصحاب البشرة الداكنة ومن أصول آسيوية تتولى منصب نائب الرئيس في تاريخ الولايات المتحدة.