انقضت سبعة قرون على اصدار محكمة في فلورنسا الايطالية حكما بالابعاد وبغرامة مالية على كبير شعراء ايطاليا دانتي بعد ادانته بتهمة الفساد في منصب حكومي وبمنعه من شغل أي منصب حكومي. وعندما لم يحضر دانتي الى المحكمة في العام التالي صدر عليه حكم آخر بالاعدام، ولكن وجوده في المنفى الاجباري حال دون تنفيذ الحكم.
دانتي توفي عام 1321 بمرض الملاريا عن 56 عاما، ولكن القصة لا تنتهي هنا. فقد أعلن سبيريللو دي سيرجيو أليغيري المنحدر من سلالة دانتي أخيرا عن اعتزامه استئناف الحكم الصادربحق سلفه المشهور واثبات براءته من تهمة الفساد.
وحسب صحيفة ايطالية يمكن لأي حكم قطعي ان يكون خاضعا للمراجعة في حال ظهور دليل جديد على براءة المحكوم، مع عدم وجود أي حدود زمنية للنظر في القضية اذا كانت مرفوعة من أحد المتحدرين من سلالة المحكوم. وهذا ما يسعى اليه أليغيري الذي قال ان المحاكمتين كانتا سياسيتين وكانت عقوبتا النفي والاعدام بحق دانتي غير عادلتين ولم يتم قط الغاؤهما مثلما حدث للأحكام ضد غاليليو.
ومن المقرر ان تبدأ حملة تبرئة دانتي في مايو المقبل بمؤتمر يحضره مؤرخون ولغويون ومحامون اضافة الى متحدر من عائلة القاضي الذي أصدر الادانة بحق دانتي.
ويذكر ان عقوبة الاعدام حرقا كادت ان تنفذ بدانتي بعد وفاته بثماني سنوات عندما سعى أحد الكرادلة الى استخراج عظامه لاحراقها بتهمة الهرطقة ولكن كرادلة آخرين تدخلوا لمنع حدوث ذلك.