كشفت مراسلات بين السيدة الأميركية الأولى السابقة بات نيكسون وجاكلين كينيدي أرملة الرئيس الراحل جون كينيدي عن زيارة سرية قامت بها جاكلين الى البيت الأبيض مع ابنتها وابنها بعد نحو ثماني سنوات على اغتيال زوجها.
وكان الرئيس الأميركي آنذاك ريتشارد نيكسون قد وجه دعوة لجاكلين التي كانت قد أصبحت زوجة للثري اليوناني ارسطو أوناسيس لحضور احتفال رسمي في البيت الأبيض بازاحة الستار عن لوحات تصورها مع زوجها. ويبدو ان السيدة الأولى السابقة شعرت بأنها لا تستطيع تحمل تسليط الأضواء الساطعة عليها في المكان الذي شهد أهم فترات حياتها ولذلك كتبت الى بات نيكسون تعتذر عن عدم حضور الاحتفال وتقترح بدلا من ذلك ترتيب زيارة خاصة لها ولولديها بعيدا عن الأضواء والمصورين. والحقيقة ان جاكلين لم تكن قد عادت الى واشنطن الا لزيارة ضريح زوجها في مقبرة أرلنغتون الوطنية. واقترحت ان تختار السيدة الأولى موعدا يناسبها للزيارة الخاصة. وبالفعل حدد موعد في أواخر يناير1971 للزيارة غير المعلنة وكانت بات نيكسون وابنتاها في استقبال عائلة كينيدى ومرافقتها في تفقدها لأرجاء المكان، كما أتيحت للطفلين فرصة لقاء الرئيس نيكسون وكلبيه.
ولم يفت جاكلين كينيدي مغزى لفتة الرئيس نيكسون وزوجته وهذا ما اشارت اليه في رسالة الشكر التي وجهتها اليهما على " شهامة " احتفائهما الحافل بعائلتها.
والجدير بالذكر ان نيكسون كان قد خسر انتخابات 1960 الرئاسية أمام كينيدي بعد حملة حامية الوطيس وبفارق ضئيل في الأصوات. وكانت هنالك شكوك من جانب حزب نيكسون الجمهوري بحدوث تلاعب في أصوات ولايتي تكساس وايلينوي اللتين فاز بهما كينيدي ولكن نيكسون اختار التسليم بالنتائج لأنه رأى ان استمرار الجدل سيسيء الى صورة الولايات المتحدة في الخارج. وكان استقباله الودي لعائلة خصمه السابق اشارة الى ترفعه عن الحساسيات السياسية القديمة.