جذبت منحدرات قمم مزار كفرذبيان، منتجع التزلج الأكبر في لبنان وفي الشرق الأوسط، على مدى السنوات الماضية، عشرات آلاف الأشخاص من مختلف الأعمار ومن جميع أنحاء البلاد والمنطقة لممارسة هواية التزلج والاستمتاع بمشهد الثلج الرائع.
الا أن تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد -19) أدى إلى ترك نحو 42 منحدرا و80 كيلومترا من مسارات التزلج هذا العام فارغة من عشاق وهواة رياضات التزلج.
وتبدو منطقة كفرذبيان، الواقعة على ارتفاع 2500 متر عن سطح البحر، مهجورة باستثناء عدد قليل من المواطنين الذين يقودون سياراتهم إلى الصيدليات أو لشراء احتياجات أخرى والعودة إلى منازلهم وسط الإغلاق الذي تفرضه السلطات اللبنانية للحد من عدد الإصابات بـ (كوفيد -19) في البلاد.
والتزاما بإجراءات الإغلاق أقفلت متاجر معدات التزلج والفنادق والمطاعم والمقاهي التي كانت اعتادت زحمة محبي هواية التزلج من سياح ومواطنين ينتطرون في طوابير تأمين المقاعد للاستمتاع بالطعام اللبناني التقليدي في أحد أهم مواطن السياحة في المنطقة.
وقال زين بطيش وهو مدير مدرسة للتزلج لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "منحدرات التزلج في هذه المنطقة تمتليء عادة بين شهري ديسمبر وأبريل من كل عام، لكن إجراءات الإغلاق تجنبا بسبب تفشي (كوفيد -19) أجبرنا جميعا على تخطي الفرح الذي يجلبه موسم التزلج".
وأشار إلى أن السكون يخيم على منحدرات التزلج في لبنان وان العاملين في الأعمال المرتبطة بالتزلج يعانون من غياب أي نشاط في هذا القطاع.
وتتميز أعالي جبال لبنان بأنها وجهة مميزة لعشاق ومحترفي التزلج باعتباره الدولة العربية الوحيدة التي يمكن فيها ممارسة التزلج وغيره من الرياضات الشتوية.
وكان قطاع السياحة في لبنان قد عانى أياما سيئة في أكتوبر من العام 2019 مع بدء الاحتجاجات التي اندلعت في لبنان للمطالبة بالاصلاح ووقف الفساد، لكن القطاع تلقى ضربة موجعة بعد كارثة انفجار مرفأ بيروت في أغسطس الماضي ثم تفشي (كوفيد -19) الذي فتك بالمؤسسات السياحية على اختلافها.
وعمد الكثير من المؤسسات السياحية عقب تلك الأزمات إلى الإقفال الكلي أو الجزئي، وتسريح أعداد من الموظفين، وخفض رواتب الآخرين.
وقال رئيس نقابة أصحاب الفنادق في لبنان بيار أشقر لـ ((شينخوا))، إن "وضع الفنادق والمطاعم في لبنان بشكل عام وفي منتجعات التزلج بشكل خاص هو أسوأ من أي وقت مضى"، مضيفا "لم نشهد مثل هذه الأيام السيئة في تاريخ قطاع السياحة".
وقال ديفيد أبو جودة ، وهو مالك عدة فنادق في كفرذبيان، لـ ((شينخوا))، إن موسم التزلج الحالي كان سيئا للغاية في ظل غياب السياح والمواطنين الذين يزورون المنطقة كل عام للتزلج والترفيه.
وأضاف "كان هذا الموسم سيئا للغاية بالنسبة للفنادق والشاليهات والمطاعم وجميع الشركات التي تعمل في مجال تأجير معدات التزلج للسياح والزوار".
وقالت جوزفين زغيب، رئيسة لجنة السياحة في بلدية كفرذبيان لـ ((شينخوا))، إن شرطة البلدية حريصة على الحفاظ على إجراءات الإغلاق المناسبة من خلال مراقبة الأشخاص الذين يغادرون منازلهم اضافة الى إغلاق الطرق للحد من تنقل المواطنين في المنطقة.
لكنها أشارت الى أن بعض الأهالي ممن يقيمون في بيروت ويمتلكون منازل في كفرذبيان غادروا العاصمة للاقامة في منازلهم خلال فترة الاغلاق العام في المنطقة والاستمتاع بالمناظر الثلجية الجميلة.
وأوضحت زغيب أن بلدية كفردبيان تخطط لاعتماد تدابير احترازية صارمة إذا قررت السلطات تقليص إجراءات الإغلاق العام.
وقالت "سنسمح بركوب شخص واحد في المصاعد التي تقود الى مرتفعات البلدة بدلا من 3 أشخاص ، كما يتعين على الأشخاص الحجز عبر شبكة الإنترنت لتجنب الطوابير الطويلة وانتشار العدوى".
وسجل لبنان يوم أمس الثلاثاء 81 حالة وفاة بمرض (كوفيد-19) في حصيلة يومية غير مسبوقة اضافة الى تسجيل 2770 إصابة جديدة، ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 305 آلاف و842 حالة منذ فبراير من العام الماضي.
وكان لبنان قد شرع في تطبيق حالة الطوارئ العامة الصحية بعد ارتفاع الإصابات بـ (كوفيد-19) ووصول المستشفيات الى الحدود الاستيعابية القصوى، حيث قررت السلطات إغلاق البلاد بشكل تام من 14 إلى 25 يناير ثم قررت تمديد الإغلاق إلى 8 فبراير الجاري مع حظر التجول الكلي في محاولة لكبح تفشي المرض