أرجعت دراسة حديثة الإفراط في استخدام المضادات الحيوية إلى الإعتقاد الخاطئ السائد بين الكثيرين أنها الأكثر فعالية وفائدة، دون غيرها، من الأدوية والعلاجات لعلاج عدد من الأمراض.
وأشارت الدراسة، التي أجريت في جامعة "روتجرز" فى الولايات المتحدة، إلى أن سوء استخدام المضادات الحيوية بين الأطفال يمكن أن يغير الميكروبيوم (تركيبة البكتيريا المفيدة في الأمعاء) خلال تطور أنظمتهم المناعية والأيضية والعصبية.
كما أكدت الدراسة على وجود أدلة متزايدة على أن المضادات الحيوية قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض التمثيل الغذائي والأورام، بما في ذلك مرض السكر، وحصى الكلى وإضطراب النمو، وأورام القولون والمستقيم.
وقال الدكتور مارتن بليزر، الأستاذ فى جامعة "روتجرز" إن الاستخدام العالمي للمضادات الحيوية قد ارتفع بنسبة بلغت 39% خلال الفترة مابين 2000 إلى 2015، مع زيادة بنسبة 77% فى البلدان المنخفضة ومتوسطة الدخل.. كما، أوضحت الدراسة أن الإفراط فى استخدام المضادات الحيوية يحدث عند استخدامها دون الحاجة إليها.. وعلى الرغم من كون المضادات الحيوية هى أعظم التطورات الطبية في العصر الحديث، إلا أن الإفراط في وصفها وتناولها يؤدى إلى تطوير مقاومة للمضادات الحيوية يصعب علاجها.
وفي الدراسة الحالية، راجع الفريق البحثى أكثر من 200 دارسة تمت مراجعتها، لفحص الأسباب الكامنة وراء الإفراط فى استخدام المضادات الحيوية، والتي يمكن أن تعزز من مقاومة البكتيريا الضارة المقامة للأدوية وتسبب آثارا ضارة على الميكروبيوم (التركيبة البكتيرية المفيدة فى الأمعاء).
وكانت عدة دراسات سابقة، التي أجريت فى كل من: الولايات المتحدة والصين، كشفت أن العديد من الصيدليات المنتشرة عبر شبكة الإنترنت تقوم ببيع المضادات الحيوية بدون روشتة طبية، حيث تعد هذه المشكلة في مقدمة مشكلات المضادات الحيوية خاصة التي يتم صرفها بدون روشتة طبية، غالبًا من قبل ممارسين طبيين غير مدربين.
وأكد الباحثون أن الأطباء بحاجة إلى أن يكونوا على دراية أفضل بالآثار طويلة المدى للمضادات الحيوية على البكتيريا المفيدة في الأمعاء (الميكروبيوم)، وأن يتعلموا طرقا أفضل للتحدث مع مرضاهم حول مخاطر وفوائد المضادات الحيوية.. كما هم بحاجة أيضا إلى تحسين اتصالاتهم حول عواقب العلاج بالمضادات الحيوية وتحديد البدائل.