رفض الرئيس الأميركي جو بايدن منح سلفه دونالد ترامب إمكانية الوصول المستمر إلى المعلومات الاستخباراتية السرية، كما هو معتاد أن ترسلها وكالات الاستخبارات الأميركية إلى الرؤساء السابقين، وذلك بسبب سلوكه «الذي لا يمكن توقعه».
وقال الرئيس الديموقراطي الجديد في مقابلة مع شبكة «سي بي إس» امس الاول «أعتقد أنه لا يحتاج إلى تلقي إحاطات الاستخبارات. ما الفائدة من تقديم إحاطة استخبارية له؟ وما تأثير ذلك على الأمور، غير أنه قد يقوم بالإفصاح عن شيء ما؟».
وقالت صحيفة الواشنطن بوست الأميركية في عددها الصادر امس، إن تعليق الرئيس بايدن على هذا الأمر وان لم يرق إلى مرتبة قرارا رسميا بحرمان ترامب من «الايجاز الاستخباري» وعدم إرساله إليه كباقي رؤساء الولايات المتحدة السابقين، فإنه كان بمنزلة إقرار وبيان من بايدن بأن ترامب كان في حد ذاته يشكل تهديدا أمنيا للولايات المتحدة الأميركية.
وأضافت الصحيفة الأميركية أن بايدن هو الشخص الوحيد القادر بقرار منه منع وصول تقارير الإيجاز الاستخباري الى أي شخص لا يراه بايدن أهلا لذلك، واعتبرت ان اقدام بايدن على اتخاذ قرار رسمي بحرمان ترامب من تقارير الإيجاز الاستخباري الدورية سيشكل سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ رؤساء الولايات المتحدة السابقين.
ولتبرير موقفه هذا، تحدث بايدن عن «السلوك غير المتوقع» للملياردير الجمهوري، مشيرا إلى «التمرد» الذي حصل في 6 يناير عندما اقتحم مناصرون لترامب مبنى الكابيتول في واشنطن بعدما تابعوا أحد خطاباته التي طعن خلالها بهزيمته في انتخابات 3 نوفمبر.
ومن المقرر أن تذاع مقابلته مع شبكة «سي بي إس» قبل مباراة دوري كرة القدم الأميركية اليوم.
ويحصل الرؤساء السابقون تقليديا على إحاطات استخبارية، لكن بعض المعارضين أعربوا عن مخاوفهم حيال إمكان أن يقدم ترامب على كشف معلومات مهمة لأمن البلاد.
ومن المقرر أن تبدأ في 9 فبراير محاكمة الرئيس الجمهوري السابق بتهمة «التحريض على التمرد».
وهو متهم بأنه شجع مناصريه على شن الهجوم على الكابيتول في وقت كان فيه البرلمانيون يصادقون على فوز منافسه بايدن في الانتخابات الرئاسية.
وقبيل الهجوم الذي خلف خمسة قتلى، قال ترامب مخاطبا المتظاهرين «لن تستعيدوا بلادكم مطلقا إذا كنتم ضعفاء. يجب أن تظهروا القوة وأن تكونوا أقوياء».
وبعد أسبوع أصبح ترامب أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يوجه إليه الاتهام مرتين في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديموقراطيون.
وحوكم ترامب للمرة الأولى أمام مجلس الشيوخ عام 2019 بسبب ممارسته الضغط على أوكرانيا لفتح تحقيق بشأن نجل جو بايدن. ولم يحضر ترامب تلك المحاكمة بدعوى أن انشغالاته الرئاسية تمنعه من حضورها.
ويومها برأ مجلس الشيوخ، الذي كان الجمهوريون يسيطرون عليه، الرئيس من تهمتي «استغلال السلطة» و«عرقلة عمل الكونغرس» اللتين وجههما إليه مجلس النواب.