كان بول غريشام في الثلاثينيات من عمره متزوجا وأبا لطفلين وخبير أحوال جوية في البحرية الأميركية عندما تلقى عام 1967 بامتعاض أمر نقله الى قاعدة بحرية في جزيرة روس في القارة القطبية الجنوبية.
ولذلك لم يأبه كثيرا لفقدانه لمحفظته عندما علم بانتهاء مهمته التي أمضى فيها 13 شهرا.
وبعد مرور 53 عاما أتيحت للمتقاعد البالغ 91 عاما فرصة اللقاء مع محفظته الضائعة بكل ما تحتويه من بطاقات وتذكارات.
واحتاج العثور على غريشام قدرا كبيرا من التحريات والرسائل البريدية والإلكترونية وعلى فيسبوك ومن خلال سجلات إدارة الطقس البحرية.
وكانت محفظة غريشام واحدة من محفظتين عثر عليهما عام 2014 خلال عمليات هدم مبنى محطة الطقس في القطب الجنوبي.
وعندما علم مسؤول المحطة بأن موظفا سابقا عنده ساعد على اعادة سوار لصاحبه قرر ان يرسل اليه المحفظتين بأمل ان يعثر على صاحبيهما.
المحفظة الثانية اعيدت الى عائلة صاحبها الذي كان قد توفي عام 2016 ولكن العثور على صاحب المحفظة الأولى استغرق وقتا أطول وان كان قد تحقق وهو لايزال على قيد الحياة.
الفرحة التي تفقد بها غريشام محتويات المحفظة مثل بطاقته العسكرية وبطاقة تعليمات حول التصرف عند حدوث هجوم ذري أو جرثومي أو كيميائي وإيصالات التحويلات المالية إلى زوجته رافقتها ذكريات قسوة الفترة التي أمضاها في القطب الجنوبي والمسرات القليلة التي كان يتمتع بها مثل إمكانية الاتصال اللاسلكي بزوجته مرة في الأسبوع.