بات العرب على بعد يوم واحد من الوصول إلى المريخ لأول مرة في التاريخ، وذلك بعد اقتراب «مسبار الأمل» من الدخول إلى مدار الالتقاط حول الكوكب الأحمر ضمن أول مهمة عربية لاستكشاف الكواكب تقودها دولة الإمارات العربية المتحدة.
ومن المفترض أن يصل «مسبار الأمل» غدا إلى مدار الالتقاط حول كوكب المريخ، بعدما سافر في الفضاء العميق، طوال نحو 7 أشهر، منذ انطلاقه من قاعدة تاناغاشيما الفضائية في اليابان في يوليو 2020، قاطعا نحو 493 مليون كيلومتر، وسيكون هناك بث حي للحدث تنقله محطات التلفزيون ومواقع الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي في الساعة السابعة غدا.
التحدي الأصعب
وينتظر «مسبار الأمل»، عند دخوله إلى مدار الالتقاط حول المريخ غدا، واحدا من أصعب التحديات التي مر بها منذ ولادته كفكرة في الخلوة الوزارية لحكومة دولة الإمارات عام 2014، قبل أن يتحول إلى مشروع علمي عملاق ذي أهداف غير مسبوقة في تاريخ البشرية، تحت اسم مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ.
ويتلخص هذا التحدي الأصعب في أن المسبار المنطلق في الفضاء بسرعة 121 ألف كيلومتر في الساعة عليه أن يقوم ذاتيا بإبطاء سرعته إلى 18 ألف كيلومتر في الساعة فقط، وذلك في خلال 27 دقيقة تعرف باسم «الـ 27 دقيقة العمياء»، وذلك باستخدام محركات الدفع العكسي الستة «دلتا في» المزود بها المسبار.
وعليه أن يقوم بهذه العملية ذاتيا، كما عليه أن يقوم وحده أيضا بالتغلب على ما قد يواجهه من تحديات أثناء هذه الدقائق التي ستحدد مصير 7 سنوات قضاها فريق المشروع، حتى يكون جاهزا لمجابهة هذا التحدي وتخطي هذه الدقائق العمياء، وتزداد صعوبة هذه المرحلة في كون الاتصال سيكون متأخرا بين مركز التحكم والمسبار، ومن هنا جاءت تسمية هذه الدقائق بـ«العمياء»، حيث إن المسبار وبلا تدخل بشري سيعالج كل تحدياته في هذه الفترة بطريقة ذاتية، وفي حال وجود أي أعطال فنية في أكثر من اثنين من محركات الدفع العكسية التي يستخدمها المسبار في عملية إبطاء سرعته، سيتسبب ذلك في أن يتيه المسبار في الفضاء العميق أو يتحطم وفي كلتا الحالتين لا يمكن استرجاعه.
وستكون اللحظة الحاسمة غدا عندما يتمكن فريق المحطة الأرضية في الخوانيج من تسلّم الإشارة من المسبار فور تخطيه الدقائق الـ 27 العمياء إيذانا بإعلان نجاح المهمة في هذه المرحلة. ويعد فبراير الجاري شهرا مريخيا بامتياز، إذ أن هناك 3 دول، هي الولايات المتحدة الأميركية والصين بالإضافة إلى دولة الإمارات، تتسابق على الوصول إلى الكوكب الأحمر خلال هذا الشهر، وفي حال نجاح «مسبار الأمل»، ستكون الإمارات في مقدمة هذا السباق، وستصبح خامس دولة في العالم تصل إلى مدار المريخ، كما ستكون ثالث دولة في العالم تصل إلى مدار الكوكب الأحمر من المحاولة الأولى. وتتجه أنظار الملايين في دولة الإمارات والوطن العربي والعالم الإسلامي والمجتمع العلمي حول العالم إلى «مسبار الأمل»، وسط حالة من الترقب والانتظار.
وفور دخول مسبار الأمل إلى مدار الالتقاط، ونجاح فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ في الاتصال به عن طريق مركز التحكم الأرضي في الخوانيج، ستكون دبي نقطة اتصال بين كوكبي الأرض والمريخ على مدار سنة مريخية كاملة تمتد إلى 687 يوما بحسابات الأرض.
وأكدت سارة الأميري، وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، أن نجاح مسبار الأمل في الوصول إلى مدار المريخ سيكون إنجازا عربيا وإماراتيا غير مسبوق، حيث إنه محط آمال مئات الملايين من 56 دولة (عربية وإسلامية)، وهو مشروع طموح لتسجيل حضور علمي وبحثي عربي وعالمي مشرف في مجال استكشاف الكواكب، ترجمة لرؤية وتوجيهات وطموحات قيادة الدولة.
وقالت ان مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» نجح بامتياز في نشر ثقافة الأمل واللامستحيل بين أبناء وبنات دولة الإمارات، حتى أصبحت فكرا وعملا ومسيرة.
وأوضحت أنه رغم الرحلات الفضائية الأربع التي تمكنت من الوصول إلى الكوكب الأحمر، قبل مسبار الأمل، وكذلك الدارسات التي تم إجراؤها حول المريخ إلا أن البشرية ما زلت لا تعرف إلا القليل عنه، وخصوصا فيما يتعلق بمناخه ومن هنا تبرز الأهمية العلمية لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ. وأضافت «مهما كانت نتيجة التحدي الصعب الذي سيواجهه مسبار الأمل غدا عند دخوله إلى مدار الالتقاط حول المريخ، فنحن فخورون بفريق العمل من الكوادر الوطنية الشابة، وبما أنجزته سواعد وعقول أبناء وبنات الوطن تحت مظلة مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ».
برنامج علمي نوعي
يشار إلى أن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» مبادرة استراتيجية وطنية أعلن عنها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في 16 يوليو 2014، لتكون دولة الإمارات ـ عند نجاح مهمة مسبار الأمل ـ خامس دولة في العالم تصل إلى المريخ تنفيذا للبرنامج العلمي النوعي الذي تملكه لاستكشاف الكوكب الأحمر.
وتتضمن أهداف «مسبار الأمل» تقديم صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ للمرة الأولى في تاريخ البشرية، الأمر الذي سيساعد العلماء على التوصل لفهم أعمق لأسباب تحول كوكب المريخ من كوكب مشابه لوكب الأرض إلى كوكب ذي تضاريس قاسية. ومن شأن فهم الغلاف الجوي لكوكب المريخ أن يساعد على فهم كوكب الأرض والكواكب الأخرى بشكل أفضل، وبالتالي استقصاء فرص العيش في الفضاء الخارجي وبناء مستوطنات بشرية على الكواكب الأخرى.
3 أجهزة علمية مبتكرة تستعد لاختبار كفاءتها لخدمة البشرية
هل تنجح أجهزة «مسبار الأمل» في كشف أسرار الكوكب الأحمر؟
- كاميرا الاستكشاف الرقمية تلتقط صوراً ملونة عالية الدقة لكوكب المريخ وتستخدم لقياس الجليد والأوزون في الطبقة السفلى لغلافه الجوي
- المقياس الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية يقيس الأوكسجين والهيدروجين وأول أوكسيد الكربون في الطبقة الحرارية للغلاف الجوي للمريخ
- الأجهزة العلمية ستوفر صورة شاملة لمناخ كوكب المريخ وأسباب تآكل غلافه الجوي
دبي: بغرض تحقيق الأهداف العلمية غير المسبوقة في تاريخ البشرية لمهمة «مسبار الأمل» إلى الكوكب الأحمر، يحمل المسبار على متنه 3 أجهزة علمية مبتكرة، قادرة على نقل صورة شاملة عن مناخ المريخ وطبقات غلافه الجوي المختلفة مما يمنح المجتمع العلمي العالمي فهما أعمق لعمليات الغلاف الجوي لكوكب المريخ.
صورة متكاملة لمناخ المريخ
ويهدف «مسبار الأمل»، ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، إلى توفير أول صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ. لذلك صممت ثلاثة أجهزة علمية حديثة خصيصا لإتمام هذه المهمة ودراسة الجوانب المختلفة للغلاف الجوي للكوكب الأحمر.
وعند وصول مسبار الأمل إلى المرحلة السادسة والأخيرة في رحلته المريخية وهي المرحلة العلمية، بعد استكمال إنجاز المراحل الخمس السابقة: الإطلاق والعمليات المبكرة والملاحة في الفضاء والدخول لمدار الالتقاط والانتقال للمدار العلمي، تبدأ هذه الأجهزة الثلاثة وعلى مدار سنة مريخية كاملة تعادل 687 يوما أرضيا، قابلة للتمديد سنة مريخية إضافية، في أداء مهامها المتعددة، في رصد كل ما يتعلق بكيفية تغير طقس المريخ على مدار اليوم، وبين فصول السنة المريخية، بالإضافة إلى دراسة أسباب تلاشي غازي الهيدروجين والأوكسجين من الطبقة العليا للغلاف الجوي للمريخ، والتي تشكل الوحدات الأساسية لتشكيل جزئيات الماء، وكذلك تقصي العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي السفلى والعليا، ومراقبة الظواهر الجوية، مثل العواصف الغبارية، وتغيرات درجات الحرارة، فضلا عن تنوع أنماط المناخ تبعا لتضاريسه المتنوعة.
كاميرا الاستكشاف الرقمية
ويحمل مسبار الأمل ثلاثة أجهزة علمية لدراسة مناخ كوكب المريخ، أولها: كاميرا الاستكشاف الرقمية EXI وهي كاميرا رقمية لالتقاط صور ملونة عالية الدقة لكوكب المريخ وتستخدم أيضا لقياس الجليد والأوزون في الطبقة السفلى للغلاف الجوي.
وتفصيلا، هذا الجهاز عبارة عن كاميرا إشعاعية متعددة الطول الموجي، قادرة على التقاط صور بدقة 12 ميغابكسل مع الحفاظ على التدرج الإشعاعي اللازم للتحليل العلمي المفصل.. والكاميرا مكونة من عدستين إحداهما للأشعة الفوق بنفسجية والأخرى للأطياف الملونة تستخدم لالتقاط صور ذات تفاصيل واضحة للمريخ. ويمكن للبعد البؤري القصير للعدسة أن يخفض من مقدار الزمن اللازم للتعريض الضوئي إلى وقت قصير جدا لالتقاط صور ثابتة أثناء الدوران حول الكوكب، ما يرفع من درجة دقة وجودة الصور رغم السرعة المرتفعة التي يدور فيها المسبار حول المريخ، فخلال وجوده في المدار العلمي يدور المسبار دورة كاملة حول الكوكب الأحمر مرة كل 55 ساعة.
ويتكون مستشعر الكاميرا من مصفوفة أحادية اللون بدقة 12 ميغابكسل أبعادها 3:4. ويمكن التقاط الصورة وتخزينها على شريحة الذاكرة بحيث يمكن التحكم في حجم الصورة ودقتها مما يقلل من معدل نقل البيانات بين المسبار ومركز التحكم الأرضي.
ويستطيع المستشعر التقاط 180 صورة عالية الدقة في المرة الواحدة ويعني ذلك إمكانية تصوير فيلم بدقة 4K عند الحاجة. ويعتبر استخدام المرشحات المنفصلة ميزة إضافية يمكنها توفير دقة أفضل لكل لون من الألوان. كذلك فإنها توفر تفاصيل أكثر دقة في الصورة مما يساهم في تقليل درجة عدم اليقين عند قياس الإشعاع للتصوير العلمي.
أما فيما يخص عدسة الأشعة فوق البنفسجية فسيكون نطاق التردد للموجات قصيرة الطول بين 245-275 نانومتر بينما سيكون نطاق التردد للموجات الطويلة بين 305-335 نانومتر، أما بالنسبة لنظام العدسة الأخرى فسيكون تردد اللون الأحمر 625-645 نانومتر واللون الأخضر 506-586 نانومتر واللون الأزرق 405-469 نانومتر.
وتتلخص مهمة كاميرا الاستكشاف الرقمية في دراسة الطبقة السفلى من الغلاف الجوي للكوكب الأحمر من خلال التقاط صور عالية الدقة للمريخ، وقياس العمق البصري للماء المتجمد في الغلاف الجوي، وقياس مدى وفرة الأوزون.
المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء
أما الجهاز الثاني فهو، المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء EMIRS الذي يقيس درجات الحرارة وتوزيع الغبار وبخار الماء والغيوم الجليدية في الطبقة السفلى للغلاف الجوي. وقد تم تطوير هذا الجهاز لالتقاط ديناميكيات الغلاف الجوي المتكاملة للمريخ، باستخدام مرآة المسح الضوئي لتوفير 20 صورة في الدورة الواحدة بدقة تبلغ من 100 إلى 300 كم لكل بكسل.
ويستهدف هذا المقياس الطيفي دراسة الغلاف الجوي السفلي للمريخ في نطاقات الأشعة تحت الحمراء، وتوفير معلومات من الغلاف الجوي السفلي بالتزامن مع ملاحظات من كاميرا الاستكشاف.
ويحتوي المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء على مرآة دوارة تقيس الأشعة تحت الحمراء في نطاق 6 إلى 40 مايكرومتر صمم ليعطينا فهما أفضل حول تغير حالة الطقس خلال اليوم. وعلى وجه التحديد سيستخدم هذا المقياس للبحث في الحالة الحرارية للطبقة السفلى من الغلاف الجوي، والتوزيع الجغرافي للغبار وبخار الماء والجليد المائي.
المقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية
والجهاز الثالث هو المقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية EMUS ويقيس الأكسجين وأول أوكسيد الكربون في الطبقة الحرارية للمريخ والهيدروجين والأوكسجين في الغلاف الخارجي للمريخ. وهو مقياس فوق بنفسجي مصمم لمراقبة التغيرات المكانية والزمنية للمكونات الرئيسية في الغلاف الحراري للمريخ (على ارتفاع ما بين 100 إلى 200 كلم) والغلاف الخارجي (على ارتفاع 200 كلم) على المقاييس الزمنية.
ويتمتع هذا الجهاز بدقة طيفية يمكن اختيارها من 1.3 نانومتر و1.8 نانومتر و5 نانومتر ونطاق طيف من 100 إلى 170 نانومتر لإجراء الملاحظات المطلوبة للانبعاثات فوق البنفسجية من الهيدروجين (H) والأوكسجين (O) وأول أوكسيد الكربون (CO).
ويتكون هذا المطياف من تلسكوب أحادي العدسة يغذي مطياف التصوير المزود بدائرة رولاند، والمجهز لعملية عدد الفوتونات وتحديد موقعها. ويصل دقة مقياس المطياف في تحديد الأماكن للمسافات التي تقل عن 300 كم عن السطح، وهي مسافة كافية لتمييز الاختلاف المكاني بين الغلاف الحراري للمريخ الذي يقع على ارتفاع 100 ـ 200 كم، والغلاف الخارجي الذي يقع على ارتفاع أعلى من 200 كم متر.
ويوفر المقياس في الدورة الواحدة ما لا يقل عن صورتين للغلاف الحراري للمريخ وما لا يقل عن 8 صور للغلاف الخارجي للمريخ.
ويستهدف المقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية تحديد مدى وفرة وتنوع أول أكسيد الكربون والأكسجين في الغلاف الحراري على نطاقات زمنية شبه موسمية، وحساب التركيب ثلاثي الأبعاد والنسب المتغيرة للأكسجين والهيدروجين في الغلاف الخارجي.
1000 غيغابايت معلومات غير مسبوقة
ويجمع مسبار الأمل أكثر من 1000 غيغابايت من البيانات الجديدة عن كوكب المريخ، بحيث يتم إيداعها في مركز للبيانات العلمية في الإمارات، وسوف يقوم الفريق العلمي للمشروع بفهرسة وتحليل هذه البيانات التي ستكون متاحة للبشرية لأول مرة، ليتم بعد ذلك مشاركتها مجانا مع المجتمع العلمي المهتم بعلوم المريخ حول العالم في سبيل خدمة المعرفة الإنسانية.
وتتضمن أهداف «مسبار الأمل» ـ عند وصوله بنجاح إلى مداره حول الكوكب الأحمر ـ تقديم صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ للمرة الأولى في تاريخ البشرية، الأمر الذي سيساعد العلماء على التوصل لفهم أعمق لأسباب تحول كوكب المريخ من كوكب مشابه لكوكب الأرض إلى كوكب جاف. ومن شأن فهم الغلاف الجوي لكوكب المريخ أن يساعدنا على فهم كوكب الأرض والكواكب الأخرى بشكل أفضل.
برنامج علمي نوعي
يشار إلى أن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» مبادرة استراتيجية وطنية أعلن عنها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في 16 يوليو 2014، لتكون دولة الإمارات ـ عند نجاح مهمة «مسبار الأمل» ـ خامس دولة في العالم تصل إلى المريخ تنفيذا للبرنامج العلمي النوعي الذي تملكه لاستكشاف الكوكب الأحمر.
وتم تكليف مركز محمد بن راشد للفضاء من قبل حكومة الإمارات بإدارة وتنفيذ جميع مراحل المشروع، في حين تتولى وكالة الإمارات الفضاء الإشراف العام على المشروع.
وجرى إطلاق «مسبار الأمل» بنجاح في يوليو 2020، وسيقدم المسبار أول دراسة شاملة عن مناخ كوكب المريخ وطبقات غلافه الجوي المختلفة عندما يصل إلى الكوكب الأحمر في التاسع من فبراير عام 2021، وذلك بالتزامن مع الاحتفال باليوبيل الذهبي للدولة (ذكرى مرور خمسين عاما على قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة).
وخلال مرحلة الدخول إلى مدار المريخ، في التاسع من فبراير 2021، سيركز الفريق على إدخال مسبار الأمل في مدار الالتقاط حول المريخ بشكل آمن. ومن أجل إتمام هذه المهمة بنجاح، سيتم حرق نصف كمية الوقود الموجودة في خزانات «مسبار الأمل» لإبطائه إلى الحد الذي يسمح بإدخاله في مدار الالتقاط. وستستمر عملية حرق الوقود باستخدام محركات الدفع العكسي (دلتا في) لمدة 27 دقيقة لتقليل سرعة المسبار من 121.000 كم/ساعة إلى 18.000 كم/ساعة. ونظرا لكونها عملية دقيقة، فقد تم تصميم المسبار لهذه المرحلة بحيث يتم تشغيله بشكل ذاتي، نظرا لعدم توافر الاتصال اللحظي بالمسبار خلال هذه المرحلة.
ويصل مسبار الأمل إلى مدار الالتقاط حول المريخ يوم الثلاثاء المقبل عند الساعة 7:42 مساء بتوقيت دولة الإمارات، فيما سيكون هناك بث حي لحدث وصول المسبار عند السابعة مساء عبر محطات التلفزيون ومنصات التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت
ونظرا لأن هذه المرحلة تعد الأخطر في مهمة المسبار بالكامل، فإنه سيتم إعادة فحص واختبار جميع الأجهزة الفرعية الموجودة على متن المسبار قبل الانتقال إلى المرحلة العلمية.
وكان مسبار الأمل أنهى بنجاح 3 مراحل في مهمته التاريخية الأولى من نوعها، منذ انطلاقه من مركز تانيغاشيما للفضاء في اليابان على متن الصاروخ «إتش 2 إيه» يوم 20 يوليو 2020 عند الساعة 1:58 فجرا بتوقيت دولة الإمارات، وهي: مرحلة الإطلاق ومرحلة العمليات المبكرة، ومرحلة الملاحة في الفضاء، ويتبقى أمام المسبار ثلاث مراحل أخرى هي الدخول إلى المريخ، والانتقال إلى المدار العلمي ثم المرحلة العلمية التي سيقوم خلالها المسبار عبر أجهزته العلمية بجمع وإرسال البيانات حول الكوكب الأحمر، ولكل من هذه المراحل مخاطرها وطبيعتها الخاصة وتحدياتها النوعية التي تتطلب التعامل معها بكل دقة وكفاءة ومهارة من جانب فريق العمل.
وتخطى مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» بنجاح منذ بدايته عام 2014 عددا من التحديات كان أبرزها الظروف التي فرضتها جائحة كورونا حول العالم، وتمكن الفريق من نقل المسبار من دبي إلى اليابان وإطلاقه بنجاح من قاعدة تانغاشيما. وقد استغرق تطوير مسبار الأمل 6 سنوات، في حين استغرقت مهمات المريخ المشابهة من 10 سنوات إلى 12 سنة، كما تم إنجاز المشروع بنصف التكلفة الاعتيادية للمشاريع العلمية الأخرى إلى كوكب المريخ حيث بلغت التكلفة 200 مليون دولار، وتعتبر من بين الأقل في العالم قياسا بمهمات ومشروعات مماثلة وذلك بفضل جهود الكوادر الهندسية والبحثية والعلمية الوطنية.
ويعد مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ هو أول مشروع عربي لدراسة الكوكب الأحمر، ومسبار الأمل هو محط آمال مئات الملايين من 56 دولة (عربية وإسلامية).
وهو مشروع طموح لتسجيل حضور علمي وبحثي عربي مشرف في مجال استكشاف كوكب المريخ، وعند وصول مسبار الأمل بنجاح إلى مدار المريخ ستكون دولة الإمارات خامس دولة في العالم تحقق هذا الإنجاز التاريخي، ضمن مشروعها العلمي النوعي لاستكشاف كوكب المريخ. وهذا الوجود الإماراتي يمثل تطلعات وطموحات دولة الإمارات.
ويخدم هذا المشروع البشرية بشكل عام والمجتمع العلمي بشكل خاص، ويضع المعلومات التي يجمعها من خلال أبحاثه في كوكب المريخ من دون مقابل في متناول أكثر من 200 مؤسسة علمية ومركز أبحاث حول العالم، كما يرسخ مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ اهتمام شباب الدولة والعالم العربي لدراسة العلوم والرياضيات والهندسة والتكنولوجيا والتخصص فيها، كما يسهم مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ في بناء كوادر إماراتية عالية الكفاءة في مجال تكنولوجيا الفضاء والابتكار والأبحاث العلمية والفضائية.
كما يسهم هذا المشروع العلمي الطموح في إحداث تحولات جذرية في تطوير قدرات دولة الإمارات والعالم العربي في مجال البنى التحتية الهندسية والصناعية والعلمية والبحثية.
ويتزامن وصول مسبار الأمل إلى مدار كوكب المريخ مع احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة باليوم الوطني الخمسين لإعلان الاتحاد.
الفائزون ينضمون إلى مساري المواهب والدراسات العليا بواقع سبعة للأول وثلاثة للثاني
وكالة الإمارات للفضاء تختار 10 فائزين للانضمام إلى برنامج «نوابغ الفضاء العرب» في دورته الأولى
- محمد الأحبابي: البرنامج يعزز التعاون الفضائي تحت مظلة المجموعة العربية للتعاون الفضائي
أبوظبي: أعلنت وكالة الإمارات للفضاء عن اختيار 10 فائزين للانضمام إلى الدورة الأولى من برنامج «نوابغ الفضاء العرب»، البرنامج العلمي التدريبي المكثف الأول من نوعه عربيا.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قد أطلق في يوليو الماضي برنامج «نوابغ الفضاء العرب» الذي تشرف عليه وكالة الإمارات للفضاء، وذلك بالتزامن مع الإطلاق الناجح لمسبار الأمل في أول مهمة فضاء عربية لاستكشاف المريخ.
ويهدف البرنامج إلى احتضان ورعاية نخبة علمية متميزة من النوابغ العرب وأصحاب المواهب والكفاءات العلمية من شباب وشابات الوطن العربي، لإعدادهم وتدريبهم في مجال علوم الفضاء وتقنياته للمساهمة بخبراتهم وابتكاراتهم في رفد القطاع الفضائي في المنطقة والاستفادة من الآفاق المهنية والعلمية غير المحدودة لهذا القطاع في المستقبل، وتعزيز توجه مجتمعاتهم وأوطانهم لبناء اقتصاد معرفي قائم على الابتكار.
وقد تلقى برنامج نوابغ الفضاء العرب أكثر من 37 ألف طلب من الراغبين في الانضمام إلى دورته الأولى، ويتضمن البرنامج ثلاثة مسارات هي: مسار المواهب ومسار الدراسات العليا ومسار الخبراء.
مسارات تناسب القدرات
والفائزون الذين وقع عليهم الاختيار في مسار المواهب هم: محمد السيد سبيع (17 عاما)، وصلاح الدين جلال (17 عاما)، ونوران السيد (16 عاما) من جمهورية مصر العربية، ونوران اليوسف (16 عاما) وفاطمة العبدالله (16 عاما) من المملكة العربية السعودية، ومحمد زكريا (15 عاما) من الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، ومحمد الجروب (16 عاما) من المملكة الأردنية الهاشمية.
أما الفائزون في مسار الدراسات العليا فهم: ماريا محمد من جمهورية جزر القمر، ومحمد عبدالجواد من الجمهورية العربية السورية، وأسماء المسماري من المملكة العربية السعودية.
تقييم بمعايير محددة
ويأتي إعلان أسماء الفائزين بعد تقييم من اللجان التي تألفت من علماء وباحثين وأكاديميين مختصين في مجالاتهم لاختيار الأكثر كفاءة للانضمام إلى المسارات الثلاثة للبرنامج، إذ خضعت طلبات التسجيل إلى عمليات فرز وتقييم من لجان تختص كل منها بواحد من المسارات الثلاثة وفقا للقواعد والشروط المعتمدة، وذلك لاختيار 15 فائزا للانضمام إلى برنامج نوابغ الفضاء العرب بواقع 3 لمسار الدراسات العليا، و7 لمسار المواهب، 5 لمسار الخبراء.
ويوفر مسار المواهب فرصة للنوابغ من طلبة المدارس في الوطن العربي للتعرف أكثر على مجال الفضاء وعلومه وتقنياته، مما يسهم بشكل كبير في صقل مواهبهم وتهيئتهم وتوجيههم للدخول في هذا المجال الحيوي.
أما مسار الدراسات العليا فيتيح فرصة للطلبة العرب الموهوبين في مجالات العلوم والتكنولوجيا لدراسة علوم وتقنيات الفضاء عبر تقديم منح تعليمية للحصول على درجتي الماجستير أو الدكتوراه في جامعة الامارات، وسيحظى الفائزون بفرصة التدريب العملي في مراكز ومختبرات الأبحاث والتطوير الفضائية في دولة الإمارات.
وتم تخصيص مسار الخبراء لفئة العلماء والمختصين والعاملين في مجال الفضاء أو المجالات ذات العلاقة من القادرين على المساهمة في تطوير علوم وتقنيات الفضاء، بما في ذلك تصميم وتصنيع الأقمار الاصطناعية ومعالجة البيانات الفضائية بناء على معايير وشروط فنية تناسب طبيعة كل مشروع.
وأكدت سارة بنت يوسف الأميري وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء أن برنامج نوابغ الفضاء العرب يستهدف احتضان أبرز المواهب والعقول العلمية العربية وترجمة شغفهم بعلوم الفضاء وتطوير أفكارهم من خلال توفير التدريب التخصصي المناسب، والمساهمة في تعزيز ورفد قطاع الصناعات الفضائية في الوطن العربي من خلال الاستثمار الأمثل في الكوادر العربية الشابة، وهو ما يعكس رؤية دولة الإمارات بأن أي إنجاز إماراتي هو إنجاز للعرب، وأي إنجاز عربي يشكل قوة تعود بالنفع العام على المنطقة.
وقالت إن هذا البرنامج الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، يهدف إلى تمكين وبناء قدرات الطلبة العرب المهتمين بدراسة علوم الفضاء، بالإضافة إلى تحفيزهم وإلهامهم للاهتمام بهذا القطاع، كما أنه يجسد دور دولة الإمارات ومبادراتها الهادفة إلى الاستثمار في العقول العربية لخير الشعوب، وخصوصا في المجالات المتعلقة بالابتكار واقتصاد المعرفة والقطاع الفضائي.
وبدوره، أكد الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، أن برنامج نوابغ الفضاء العرب، هو برنامج علمي مكثف لتدريب كفاءات من الشباب العربي على تقنيات وعلوم الفضاء، كما يستهدف البرنامج رعاية نخبة من النوابغ والمواهب العربية الواعدة، من داخل الوطن العربي لتشجيعهم وتنمية مواهبهم.
وقال إن بدء تنفيذ الدورة الأولى من هذا البرنامج مع انضمام الفائزين في مساري المواهب والدراسات العليا سوف يعزز من التعاون الفضائي العربي، تحت مظلة المجموعة العربية للتعاون الفضائي والتي تضم 14 دولة عربية.
احتضان ورعاية الكفاءات
ويشار إلى أن برنامج «نوابغ الفضاء العرب» يعد أول برنامج تدريبي متخصص من نوعه في المنطقة لإعداد مواهب عربية متمكنة، علميا وعمليا، في مختلف تخصصات علوم الفضاء والأبحاث والتقنيات والمهام المرتبطة بها إلى جانب تأهيلهم للانضمام إلى سوق وظائف المستقبل وإعدادهم لتسلم مواقع متقدمة في قطاع الصناعات الفضائية العربية، كي يشكلوا من خلال إنجازاتهم وابتكاراتهم العلمية إضافة نوعية للمجتمع العلمي العالمي، بما يسهم في خدمة البشرية.