الألعاب التي تشع في الظلام: 1603: إيطاليا
اكتشف فينيسيو كاسكاريللو الباحث في الكيمياء القديمة (الخيمياء) المادة السحرية صدفة، أثناء محاولته تحويل المعادن الخسيسة إلى ذهب. تطلع كاسكارريللو الإيطالي (كان فيما قبل إسكافيا)، من خلال تجاربه في الكيمياء القديمة، إلى اختراع حجر الفلاسفة لتحويل المعادن الخسيسة كالحديد والرصاص إلى ذهب وفضة. فقام في عام 1603 بتسخين خليط من كبريت الباريون ومسحوق الفحم، ثم نشره على سبيكة حديدية وتركه ليبرد.
خيبت نتيجة الاختبار أمل كاسكاريللو، فالحديد لم يتحول إلى ذهب، لكن الباحث الخائب فوجئ بعد وضع السبيكة المغطاة بالمزيج على رف مظلم في مخزنه، بوهج ينطلق من السبيكة أخذ بالزوال تدريجيا. عرف كارسكاريللو جراء تكرار تعريض السبيكة للضوء. قدرة السبيكة على اختراق الضوء. ووجد أنه اكتشف مادة الشمس الذهبية ولا تلبث أن تطلقها حال وضعها في الظلام.
أعطي المزيج في إيطاليا اسم Lapis Solris أي حجر الشمس، وعدّه الايطاليون اكتشافا مثيرا وعظيما، خلطوه بمادة صناعة النماذج والأيقونات. وبمرور الزمن أصبح الإيطاليون يعتقدون أن أداء الصلوات أمام تلك التعويذات المشعة يفضل كثيرا عن تكرارها أمام التعويذات العادية. وانتشرت الدكاكين المتخصصة ببيع «الأشياء» التي تشع في الظلام.
لم ينجح الكيميائي الإيطالي في تحويل الحديد إلى ذهب، لكنه استطاع اكتشاف منجم ذهب مليء بالموضوعات الدينية التي لم تفـــقد، لعـــدة قرون تلت، جوها الساحر المميز، حتى تيسر للعلماء التوصل لسبب قدرة الجزئيات على امتصاص الضوء.
من كتاب: قصة العادات والتقاليد وأصل الأشياء ـ تشارلز باناتي