- خبراء لـ «الأنباء»: مجموعة عوامل ساهمت في ارتفاع حدة الصراع على الصدارة.. وهوية البطل معلقة للأسابيع الأخيرة
مبارك الخالدي
موسم استثنائي يعيشه عشاق الدوري الانجليزي الذي امتاز عن سواه من الدوريات الخمسة الكبرى بإثارة كبيرة منذ الجولة الأولى، سواء للمشاهد العادي أو المحلل المتخصص في كرة القدم.
الدوري الأعرق، تتكامل فيه مجموعة عوامل أضفت شغفا كبيرا على متعة مبارياته وتحديدا مع انقضاء منتصف الموسم تقريبا، لاسيما مع تبادل مراكز فرق المقدمة مع نهاية كل جولة وهو الأمر الذي يحدث للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، ما جعل المتابعين في حيرة من هوية بطل هذا الموسم عكس مع حدث في الأعوام الأخيرة وبالأخص الموسم الماضي الذي حسمه ليفربول مبكرا جدا بعد أن حلق بعيدا عن جميع المنافسين وبفارق شاسع من النقاط.
لعبة الكراسي الموسيقية التي سيطرت على «البريمييرليغ» هذا الموسم أعطت رونقا جديدا لأقوى دوريات العالم الذي نجح بالسنوات الأخيرة في جذب افضل اللاعبين والمدربين وهو ما رفع المستوى الفني بدرجة كبيرة وايضا في ارتفاع القيمة السوقية لهذه الفرق بالتزامن مع ارتفاع حدة المنافسة ليس فقط بين الفرق الكبيرة او ما يطلق عليهم «TOP 6» وإنما انتقل الأمر ليشمل نحو 14 فريقا من بين الـ20 فريقا، اضف الى ذلك انك لا تستطيع توقع نتيجة أي لقاء.
المنافسة التي ارتفعت وتيرتها مؤخرا، لم تترك أحدا يلتقط أنفاسه، فبعد أن تصدر ليفربول المسابقة لفترة طويلة، قبل أن يفقدها لصالح توتنهام وليستر سيتي بالتناوب وايضا تشلسي الذي زاحم الكبار كثيرا حتى استفاق مانشستر ستي من البداية الكارثية ليخطف الصدارة من غريمه مانشستر يونايتد الذي اعتلى الصدارة أسبوعين فقط.. أمر حيّر المراقبين في ظل تفاوت النتائج من جولة الى أخرى. فما أسباب هذه الإثارة؟ وهل سنشهد بطلا جديدا لهذا الموسم أم بطلا طال ابتعاده عن اللقب، «الأنباء» توجهت بهذه الاسئلة الى مجموعة من المختصين للوقوف على ردودهم، فكانت هذه المحصلة:
الجلاهمة: انخفاض الحالة الذهنية والمعنوية
في البداية، توقع المحلل الفني في الاستديو التحليلي لقنوات bein sports، د.طارق الجلاهمة أن تمتد تلك الإثارة إلى نهاية البطولة وهو ما سيجعل هوية البطل مجهولة حتى الأمتار الأخيرة، وهو عكس المواسم الماضية.
واضاف: «لا شك أننا أمام موسم استثنائي تمر به كل دول العالم وليس الدوري الانجليزي فقط، فلو عدنا للمقارنة مع المواسم الماضية فهذا الموسم لم تحظ الفرق بفترات إعداد وتأهيل وتحضير وتجهيز كافية، كما أن خيارات الانتقالات والانتدابات كانت محدودة للغاية بسبب انتشار فيروس كورونا وتأثيره السلبي على الحالة الذهنية والمعنوية للاعبين وتفكيرهم في انتقال الإصابة من الملعب لأسرهم ما أفقدهم التركيز داخل الملعب».
الشطي: تأثير سلبي لغياب الجماهير
من جانبه، قال المدرب ناصر الشطي إن ما يحدث في الدوري الانجليزي من تغير متسارع في المراكز أمر طبيعي لأننا نعيش فترة استثنائية على الإطلاق، متابعا: «تسببت جائحة كورونا في ابتعاد الجماهير المحفزة لفرقها، ومعلوم أن الفرق الانجليزية تتأثر إيجابا بالحضور الجماهيري، واذ كنا نشاهد نتائج غير متوقعة لفرق الوسط والمؤخرة أمام فرق الصدارة، فذلك بسبب غياب الحافز الجماهيري، كما لا ننسى عدم استقرار قوائم اللاعبين بسبب الإصابات سواء أكانت لكورونا او لكثرة المباريات وقلة فترة الإعداد»، مؤكدا أن هذا الموسم استثنائي في كل شيء وليس شرطا أن الأفضل هو من يحتل الصدارة او يحصد اللقب في نهاية الموسم.
الفيلكاوي: خطأ عودة التبديلات الثلاثة
من جهته، قال المدرب محمد الفيلكاوي ان ما نتابعه من تغير في المراكز الاولى للفرق الانجليزية امر مثير للغاية، مضيفا: «نعلم ان الدوري الانجليزي يتميز بالشغف اللامحدود ولكن هذا الامر تزايد هذا الموسم بسبب تداعيات كورونا وكثرة الإصابات التي أثرت على استقرار الفرق فنيا، فنحن نتلقى الأخبار عن إصابات تصل الى 7 لاعبين مؤثرين في ليفربول ومثلها في المان سيتي و4 في مان يونايتد وهذا كله يؤثر على اختيارات المدربين فضلا عن ضغط المباريات».
ومضى قائلا: «نعتقد أن لجان المسابقات بالاتحاد الانجليزي أخفقت في عدم تغيير اللائحة بحيث تسمح بإجراء 5 تبديلات أسوة بباقي الدوريات الكبرى الاخرى، حيث تمسكوا بالعودة الى اللائحة القديمة الخاصة بـ3 تبديلات، وهو الأمر الذي ارهق اللاعبين»، مشيرا الى انه يتوقع ان تستمر المنافسة بين الريدز والمان سيتي وليستر واليونايتد وتوتنهام حتى الأنفاس الأخيرة.
المشري: غياب الإعداد الكافي
أما المدرب والمحلل المتخصص في البطولات الأوروبية عادل المشري فقال: «نحن أمام موسم استثنائي، فالفرق لم تتمتع بفترة راحة كافية كما في المواسم السابقة والتي كانت تمتد لخمسة أسابيع فتم الاكتفاء بـ10 أيام فقط عقب انتهاء الموسم الماضي قبل الدخول في استحقاقات الموسم الجديد ما يعنى أن الفرق لم تتمتع بفترة إعداد وتأهيل طبيعية قبل انطلاق البطولة وهو أمر غاية في الأهمية لإعداد الفريق ما تسبب في إرباك الحسابات الفنية للمدربين وشكل ضغطا نفسيا كبيرا على اللاعبين في كل الفرق.
واضاف: «بعض الفرق جلبت لاعبين جددا وصرفت الملايين لكنها لم تلعب مباريات ودية ولم تخلق الانسجام مثل تشلسي، لذلك ظهرت بمستوى متذبذب، وايضا الإصابات التي ضربت بطل الموسم الماضي ليفربول والتي بلغت اكثر من 10 لاعبين مؤثرين وهي إصابات متنوعة وهذا لم يحدث في المواسم الماضية، كما لا يفوتنا ان نشير الى أن الاتحاد الانجليزي لم يصادق على التبديلات الخمسة وهو ما ألحق الضرر بالفرق الكبيرة التي تتنافس على أكثر من بطولة».