فيما علقت جنوب افريقيا انطلاق برنامجها للتطعيم باستخدام لقاح «أسترازينيكا» في ظل المخاوف من عدم فعاليته ضد نسخة كورونا المتحوّرة، أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ثقته في أن لقاح شركة «فايزر» الأميركية ونظيره البريطاني «أسترازينيكا» ساهما في منع الوفاة بفيروس كورونا وحالات الإصابة الخطيرة به، مشيرا إلى أن العقار بدأ يتحرك ببطء نحو التصدي للفيروس.
وقال جونسون في تصريح: «نعتقد أن هناك دليلا جيدا على أن اللقاحين يوقفان انتقال العدوى، حيث ان هناك انخفاضا في انتقال (الفيروس) بنسبة 67%»، مضيفا «أن لقاح أسترازينيكا يظل بمنزلة فائدة هائلة لدولتنا ومواطنينا.. وليس لدي أدنى شك في أن اللقاحات بشكل عام ستوفر مخرجا، ومع كل يوم يمر يمكنك أن ترى أن الطب يسيطر ببطء على المرض».
وبعد أن علقت جنوب أفريقيا مؤقتا حملة التلقيح ضد كورونا باستخدام اللقاح «أسترازينيكا»، صرح إدوارد أرجار وزير الدولة البريطاني لشؤون الصحة، بأنه لا أدلة تؤكد أن لقاح «أسترازينيكا» لا يمنع الوفاة بفيروس كورونا أو الأعراض الشديدة منه.
وقد جاء تعليق جنوب أفريقيا للقاح بعدما أظهر اختبار أن اللقاح لا يوفر إلا «الحد الأدنى» من الحماية ضد الإصابات الخفيفة إلى المتوسطة بـ «كوفيد ـ 19» الناجمة عن النسخة المتحوّرة التي اكتشفت أول مرة هناك.
وكان من المقرر أن تبدأ الدولة الأكثر تضررا بالوباء في إفريقيا حملتها في الأيام الأخيرة باستخدام مليون جرعة من لقاح «أسترازينيكا» لكن الحكومة قررت تعليق البرنامج في ضوء نتائج اختبارات أجرتها جامعة فيتاترسراند في جوهانسبرغ.
وقال وزير الصحة الجنوب افريقي زويلي مكيزي في تصريح للصحافيين خلال مؤتمر عبر الفيديو: «إن التريث في التلقيح بواسطة لقاح أسترازينيكا سيكون مؤقتا بانتظار تبيان هذه المسائل».
وأوضح أن جرعات لقاح «أسترازينيكا» المخصصة لجنوب إفريقيا والبالغ عددها الإجمالي 1.5 مليون، والتي تنتهي مدة صلاحيتها في أبريل ستحفظ بانتظار توجيهات الخبراء العلميين بشأنها. بدورها، أفادت «أسترازينيكا»، التي طورت اللقاح بالاشتراك مع جامعة أكسفورد، لـ «فرانس برس»: «نعتقد أنه لايزال بإمكان لقاحنا الوقاية من المرض الشديد».
وأفاد ناطق باسم الشركة، بأن الباحثين يعملون على تطوير اللقاح ليكون قادرا على الوقاية من النسخة المتحورة الجنوب أفريقية، التي تتفشى سريعا في أنحاء العالم.