نأى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بنفسه عن تأييد اعتراف إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان المحتلة، رغم انه أكد على أهمية المنطقة لأمن إسرائيل.
ومنح الرئيس السابق اعترافا أميركيا رسميا غير مسبوق، بسيادة إسرائيل على الجولان في عام 2019، في تحول كبير عن سياسة اتبعتها الولايات المتحدة لعشرات السنين. واحتلت إسرائيل هضبة الجولان في حرب عام 1967 وضمتها عام 1981 في خطوة غير معترف بها دوليا.
وقال بلينكن لشبكة (سي.إن.إن) الإخبارية «من الناحية العملية، أعتقد أن السيطرة على الجولان في هذا الوضع تظل لها أهمية حقيقية لأمن إسرائيل.. الأسئلة القانونية شيء آخر وبمرور الوقت إذا تغير الوضع في سورية، فهذا شيء نبحثه، لكننا لسنا قريبين من ذلك بأي حال».
وأضاف ان نظام الرئيس السوري بشار الأسد علاوة على وجود الميليشيات المسلحة المدعومة من إيران تشكل «تهديدا أمنيا كبيرا» لإسرائيل.
ويبدو ان تصريحات بلينكن لم ترق للاحتلال، حيث قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ان الجولان «ستظل جزءا من دولة إسرائيل للأبد».
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مكتب نتنياهو القول «موقف إسرائيل من هذه القضية واضح: هضبة الجولان ستظل إسرائيلية في أي سيناريو محتمل».
وفي شأن سوري آخر، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية «الپنتاغون» أن القوات الأميركية الموجودة في سورية لم تعد مسؤولة عن حماية آبار النفط التي تسيطر عليها ميليشيا قوات سورية الديموقراطية «قسد»، في تعديل كبير للأهداف التي حددها ترامب لهذه القوات وتشكل ضربة لقسد التي يهيمن عليها الأكراد. وأشار إلى أن واجبها الأوحد هو مكافحة تنظيم داعش.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي للصحافيين إن «موظفي وزارة الدفاع ومقاوليها من الباطن ليسوا مخولين مد يد المساعدة إلى شركة خاصة تسعى لاستغلال موارد نفطية في سورية ولا إلى موظفي هذه الشركة أو إلى وكلائها».
وأضاف ردا على سؤال بشأن مهمة القوات الأميركية في سورية إن العسكريين الأميركيين المنتشرين في شمال شرق سورية وعددهم حاليا حوالي 900 عسكري «هم هناك لدعم المهمة ضد تنظيم داعش في سورية (...) هذا هو سبب وجودهم هناك».
ويعتبر هذا التعديل تغييرا في اللهجة بين الإدارة الديموقراطية الجديدة وسابقتها الجمهورية أكثر منه تحولا استراتيجيا، إذ لم يسبق أن انخرط الجيش الأميركي في أي استغلال للنفط السوري.
ولا تزال الغالبية العظمى من حقول النفط في شرق سورية وشمالها الشرقي في مناطق تسيطر عليها قسد الواجه العسكرية لـ «الإدارة الذاتية» الكردية التي تشكل العائدات النفطية المصدر الرئيسي لمداخيلها.