كان واضحا ان رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي تعلق آمالا كبيرة على اجتماعها بالرئيس الأميركي دونالد ترامب (في بداية ولايته) وذلك بعد أيام قليلة على تنصيبه وبشكل خاص فيما يتعلق بالحصول على التزام صريح منه بالناتو.
كانت تريد، كما يقول المثل، ان تضرب الحديد وهو ساخن وقبل ان يقسو عوده في الرئاسة.
ولكن مساعيها لم تمن بالخيبة فقط بل تحولت الزيارة أيضا الى فرصة لترامب لكي يشدد على الاعتقاد الشائع في واشنطن بأن ماي سياسية ضعيفة.
وبدلا من الكلمات الصريحة لجأ ترامب الى ملاذه المفضل وهو وسائل الاعلام لكي يعبر عن ذلك الاعتقاد في ما وصفته صحيفة «الغارديان» بأنه تجاوز لمجرد الديبلوماسية.
بالطبع لم يعرف عن ترامب انه يقيم وزنا للأصول الديبلوماسية ولكن مشهد خروجه مع ماي الى حديقة البيت الأبيض وهو ممسك بيدها كان بالرغم من ايحاءاته السياسية يمثل تجاوزا غير معهود للأعراف.
فمن جهة لا بد انه كان يدرك النفور الانجليزي التقليدي من الاحتكاك الجسدي، ولكنه وجد الفرصة سانحة لاستخدام الامساك بيد ماي كتعبير عن الفوقية والقوة مقابل الضعف، مع ان البعض أثار احتمال انه كان يتوكأ على ماي أكثر مما كانت تتوكأ عليه نظرا لرهاب الأدراج الذي يعاني منه.
هذه الحادثة تطرق اليها برنامج وثائقي تعرضه محطة «بي بي سي»، كاشفا عن ان ماي وجدت نفسها في وضع محرج لأنه لم يكن باستطاعتها الافلات من قبضة ترامب المحكمة.
وفي وقت لاحق أسرت لمرافقيها بأنه يجب عليها الاتصال بزوجها، لاطلاعه على انها كانت تشبك يدها بيد رجل آخر قبل ان يشاهد الصورة على وسائل الاعلام.