- محمد بن راشد: اليوم بدأت مرحلة جديدة من التاريخ العلمي العربي
- محمد بن زايد: الرحلة بدأت من الشيخ زايد وفريق مسبار الأمل توجها
حملت الامارات العربية المتحدة أمس أحلام ملايين العرب والمسلمين مع «مسبار الأمل»، إلى كوكب المريخ، وأصبحت أول دولة عربية وخامس دولة في العالم تصل الى مدار الكوكب الأحمر.
وقال صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات: «أبناء الإمارات حولوا الحلم إلى واقع وحققوا طموحات أجيال من العرب ظل يراودها أمل وضع قدم راسخة في سباق الفضاء الذي ظل حكرا على عدد محدود من الدول».
وأضاف: «مشروع «مسبار الأمل» نشأ نتيجة جهد مؤسسي مخلص ودؤوب ومن رؤية طموحة هدفها خدمة المشروع الوطني الإماراتي خاصة والبشرية والمجتمع العلمي عامة».
وتابع: «هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا المثابرة على مشروع ظهرت فكرته أواخر العام 2013 على يد محمد بن راشد الذي تابعه لحظة بلحظة حتى وصوله إلى وجهته بسلام».
وأكد أن: «محمد بن زايد سخّر للمشروع كل الدعم ليتحقق الأمل ونراه ويراه العالم معنا بانبهار».
من جهته، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن المهمة تكللت بنجاح، وقال «الامارات وصلت المريخ بنجاح». وأضاف في تصريح صحافي من غرفة التحكم الأرضية «مبروكين الوصول للمريخ وتسجيل التاريخ».
وكتب في حسابه على تويتر باللغة الانجليزية أن المهمة انجزت «Mission Accomplished» وأرفقت التغريدة بصورة للمسبار مع عبارة «العرب في المريخ»
وقال إن «وصول مسبار الأمل هو إيذان ببدء احتفالات دولة الإمارات بعامها الـ 50 باليوبيل الذهبي احتفالاتنا مختلفة.. علمية.. حضارية.. ملهمة.. لأننا نحاول أن نبني نموذجا تنمويا.. نموذجا يقول للشباب العربي.. نحن أهل حضارة.. وسنعيد استئناف حضارتنا بإذن الله بهم وبسواعدهم».
وبارك لشعب الإمارات وجميع الشعوب العربية والإسلامية وللبشرية وصول أولى بعثاتها في 2021 لكوكب المريخ، مؤكدا: «اليوم بدأت مرحلة جديدة من التاريخ العلمي العربي.. مرحلة عنوانها الثقة.. الثقة بأنفسنا وبشبابنا وبشعوبنا العربية.. الثقة بأننا نستطيع أن ننافس بقية الأمم».
بدوره، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة «نبارك للإمارات قيادة وشعبا هذه الفرحة التي لا توصف بوصول مسبار الأمل للمريخ.. ولن ننسى الشيخ زايد وهذا اليوم يذكرنا به. رحلة الوصول للمريخ بدأت من الشيخ زايد وفريق عمل مسبار الأمل يتوجها اليوم (أمس)».
وأضاف «فخور بكم يا عيالي وهذه أجمل انطلاقة للاستعداد للخمسين سنة المقبلة، إن شاء الله تكون البداية وننتظر منكم الكثير في مشاريع الفضاء المقبلة».
وقال: «يوم وطني ثان في الإمارات.. لحظة تحول كبرى في تاريخنا ومسيرتنا التنموية.. نبارك لرئيس الدولة ولأخي محمد بن راشد والحكام وشعبنا الوفي.. إنجاز استثنائي نهديه إلى زايد «طيب الله ثراه».. كان يحلم بهذه اللحظة.. وعيال زايد حققوا أمنيته بالإرادة والعزيمة والتصميم».
وتابع: «وصول «مسبار الأمل» إلى المريخ، هو موعد مع التاريخ، الذي سيكتب أن إرادة التقدم الإماراتية انتصرت على كل التحديات، وأن الرهان على شبابنا المسلح بالمعرفة حقق أهم إنجاز علمي عربي في العصر الحديث، وإننا نستطيع تحقيق كل طموحاتنا، مهما بدت صعبة أو حتى مستحيلة».
هذا، وحبس العالم انفاسه مساء أمس، مع وصول المسبار إلى الـ100 ألف كيلومتر الأخيرة المرحلة الأهم والأصعب، التي تسمى «الدقائق الـ27 العمياء» والتي فيها يعتمد المسبار على أجهزته الخاصة، لدخول مدار الالتقاط في محيط الكوكب الأحمر، مما سمح له بالبدء في إرسال بيانات عن الغلاف الجوي ومناخ المريخ.
وهذا يجعل الإمارات خامس دولة فضاء تصل إلى الكوكب في أول مسبار عربي يقوم برحلة بين الكواكب. وبرنامج المريخ جزء من جهود الإمارات لتطوير قدراتها العلمية والتكنولوجية وتقليل اعتمادها على النفط.
وقدمت سارة بنت يوسف الأميري وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة، رئيسة مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، خلال البث الحلي على التلفزيون ومنصات التواصل الاجتماعي، شرحا مفصلا لمراحل مهمة مسبار الأمل منذ إطلاق المشروع وحتى لحظة دخول المسبار لمدار المريخ. وكانت اعتبرت في تغريدة أن «27 دقيقة عمياء تحدد مصير 7 سنوات من العمل».
بدوره، قال مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ عمران شرف لوكالة فرانس برس إن «هذا المشروع يعني الكثير للدولة والمنطقة ومجتمع العلم والفضاء العالمي».
وأكد أن «الأمر لا يتعلق بالوصول إلى المريخ، إنه أداة لهدف أكبر بكثير. أرادت الحكومة رؤية تحول كبير في عقلية الشباب الإماراتي لتسريع إنشاء قطاع علوم متقدمة وتكنولوجيا في الإمارات».
وفي حين أن هدف المهمة تقديم صورة شاملة عن ديناميكيات الطقس في أجواء الكوكب وتمهيد الطريق لتحقيق اختراقات علمية، فإن المسبار جزء من هدف أكبر هو بناء مستوطنة بشرية على المريخ خلال مائة عام.
ويستخدم المسبار ثلاث وسائل علمية لمراقبة الغلاف الجوي للمريخ، ومن المتوقع أن يبدأ في إرسال المعلومات إلى الأرض في سبتمبر 2021.
وقبيل الموعد، أضاءت الإمارات معالمها باللون الأحمر، ووضعت الحسابات الحكومية على وسائل التواصل الاجتماعي صورة مسبار «الأمل». وحدها الولايات المتحدة والهند والاتحاد السوفييتي السابق ووكالة الفضاء الأوروبية نجحت في إرسال بعثات إلى مدار الكوكب الأحمر.
وعلى عكس مشروعي المريخ الآخرين، «تياونوين-1» الصيني و«المريخ 2020» الأميركي، لن يهبط المسبار الإماراتي على الكوكب الأحمر بل سيدور بدلا من ذلك حوله لمدة عام مريخي كامل أي ما يعادل 687 يوما.
واستغرقت رحلة «مسبار الأمل» سبعة أشهر قطعت خلالها 494 مليون كيلومتر.
وتحتفل دولة الإمارات هذا العام بمرور 50 عاما على استقلالها عن بريطانيا وتأسيسها.
وأطلقت كل من الإمارات والصين والولايات المتحدة مهمات إلى كوكب المريخ في يوليو الماضي، مستفيدة من تموضع فضائي مؤات لإرسال دفعة جديدة من آليات البحث إلى المدار أو إلى سطح الكوكب الأكثر استقطابا للاهتمام في المجموعة الشمسية.
وكانت رحلة مسبار الأمل الإماراتية الأولى من نوعها عربيا انطلقت مع إقلاع الصاروخ «إتش 2 إيه» حاملا مسبار الأمل على متنه عند الساعة 1:58 من صباح يوم 20 يوليو 2020 بتوقيت الإمارات، تلا ذلك انفصال المسبار عن صاروخ الإطلاق عقب إطلاقه الناجح إلى الفضاء.
الأمير هنّأ القيادة الإماراتية: إنجاز تاريخي وعلمي
بعث صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد ببرقيات تهان إلى أخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وإلى أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإلى أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أعرب فيها سموه عن خالص تهانيه بنجاح مهمة «مسبار الأمل» الإماراتي في الوصول إلى مداره حول كوكب المريخ، مشيدا سموه بهذا الإنجاز التاريخي والعلمي في مجال الفضاء والذي يضاف إلى الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة والذي يجسد ما وصلت إليه في المجالات العلمية والتقنية والفضاء من تقدم ورقي عال بفضل الرؤى الطموحة لقيادتها والجهود الحثيثة لأبنائها، مما عزز مكانتها لدى المجتمع الدولي على جميع الأصعدة، مؤكدا سموه أن هذا الإنجاز الإماراتي والعربي هو محل فخر واعتزاز الجميع، سائلا سموه المولى تعالى أن يديم على سموهم موفور الصحة والعافية وأن يحقق لدولة الإمارات العربية المتحدة وشعبها الشقيق كل ما تتطلع إليه من تقدم وازدهار في ظل القيادة الحكيمة لأخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
كما بعث سمو ولى العهد الشيخ مشعل الأحمد ببرقيات تهان إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، ضمنها سموه خالص تهانيه بنجاح مهمة «مسبار الأمل» الإماراتي في الوصول إلى مداره حول كوكب المريخ، مشيدا سموه بهذا الإنجاز الإماراتي الذي حققته دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في مجال الفضاء، متمنيا لسموهم دوام الصحة والعافية ولدولة الإمارات العربية المتحدة كل التقدم والازدهار.
كما بعث سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد ببرقيات تهان مماثلة.
دبي تفاجئ زوارها بـ «ختم المريخ»
دبي - وام: اعتاد الملايين من زوار دولة الإمارات من مختلف أنحاء العالم على مشهد ابتسامة موظفي وموظفات مطاراتها وإجراءاتها الميسرة والذكية ومفاجآتها التي ترحب بهم من جهات العالم الأربع، لكن القادمين إلى الدولة عبر مطارات دبي امس حملوا معهم ذكرى جميلة تؤرخ وصول «مسبار الأمل» الذي أطلقته دولة الإمارات قبل حوالي 7 أشهر نحو كوكب المريخ، في أول مهمة فضائية علمية عربية لاستكشاف الكواكب.
ولدى وصولهم إلى بوابات دخول المسافرين تزامنا مع هذا الحدث الاستثنائي في تاريخ دولة الإمارات والمجتمع العلمي العالمي المعني باستكشاف الفضاء، وبالتزامن مع وصول مسبار الأمل إلى مداره حول الكوكب الأحمر وبدء مهامه العلمية التي ستثري المعرفة البشرية، وجد القادمون عبر مطارات دبي «ختم المريخ» الأول من نوعه في العالم يزين صفحات جوازات سفرهم بحبر خاص جدا هو «حبر المريخ» الفريد في فكرته وتكوينه والمصنوع من مزيج يحاكي التكوينات الجيولوجية لكوكب المريخ ولونها الأحمر.
وطبع موظفو الجوازات في مطارات دبي على صفحة تأشيرات دخول المسافرين إليها عبارة «لقد وصلت إلى الإمارات.. والإمارات تصل إلى المريخ في 09.02.2021» مع تصميم خاص لمسبار الأمل، أول مهمة فضائية عربية وعالمية ترصد معلومات علمية غير مسبوقة عن الكوكب الأحمر على مدى سنة مريخية كاملة.
وتجسد فكرة ختم وحبر المريخ، التي أطلقها المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع جوازات مطارات دبي التابعة للإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، احتفاء بالمناسبة التاريخية لوصول أول مسبار إماراتي عربي إلى كوكب المريخ في مدة قياسية وظروف استثنائية تؤكد شعار «لا شيء مستحيل» الذي يحمله معه المسبار في رحلته الفضائية التاريخية، معبرا عن الهوية الإعلامية لدولة الإمارات ومترجما استراتيجياتها الوطنية الطموحة للسنوات والعقود المقبلة.
وتعد الفكرة بتصميمها وآليات تنفيذها سابقة على مستوى العالم، حيث تم إنتاج حبر خاص أحمر أطلق عليه اسم «حبر المريخ» يحاكي في تركيبته الفريدة من صخور البازلت الصلبة المائلة إلى اللون الأحمر وغيرها من المواد الخاصة لون ومكونات تضاريس كوكب المريخ. ومرت عملية إنتاج الحبر الأحمر بعدة مراحل بدأت من جمع الصخور البازلتية البركانية من منطقة مليحة في إمارة الشارقة، وهي واحدة من بقاع العالم المحدودة التي يماثل سطحها إلى حد كبير سطح المريخ، حيث تنتشر بكثرة فيها صخور البازلت البركانية، تماما كتلك الموجودة على الكوكب الأحمر.
وتم إنتاج حبر المريخ بدرجات لونية عديدة تتراوح بين الأحمر الفاتح الأقرب للون البرتقالي والأحمر القاني القاتم، ليستخدمه موظفو الجوازات عبر تمرير ختم الدخول المطاطي على سطح المحبرة ومن ثم التأشير على صفحات جوازات سفر القادمين إلى مطارات دبي.
أرقام ومعلومات حول مسبار «الأمل»
دبي - أ.ف.پ: يعد مسبار «الأمل» الإماراتي أول مهمة عربية لاستكشاف الكواكب وواحدة من 3 تستهدف كوكب المريخ هذا الشهر لاستكشاف مناخه وأسراره الأخرى.
وأطلقت هذه المركبة الفضائية غير المأهولة في يوليو من مركز تانيغاشيما الفضائي (جنوب غرب اليابان) بعد تأجيل عملية الإطلاق مرتين بسبب سوء الأحوال الجوية.
وتمثل هذه الخطوة تقدما كبيرا في برنامج الإمارات الطموح بشأن الفضاء. وهو أول مهمة عربية استكشافية لمدار الكوكب الأحمر.
فيما يأتي بعض الحقائق والأرقام حول مشروع الدولة الغنية بالنفط:
تملك الإمارات 12 قمرا اصطناعيا في الفضاء للاتصالات وجمع المعلومات ولديها خطط لإطلاق أقمار أخرى في السنوات المقبلة.
في سبتمبر الماضي، أصبح هزاع المنصوري أول رائد فضاء إماراتي يقوم برحلة الى الفضاء، وكان ضمن فريق مكون من 3 أفراد انطلقوا في صاروخ «سويوز» من كازاخستان نحو محطة الفضاء الدولية. والمنصوري أول عربي يزور محطة الفضاء الدولية.
لكن طموح الإمارات الأكبر يقوم على بناء مستوطنة بشرية على المريخ خلال 100 عام بحلول سنة 2117.
وبموجب استراتيجية الفضاء الوطنية التي تم إطلاقها العام الماضي، تتطلع الإمارات أيضا إلى تنفيذ مشاريع أخرى بينها سياحة الفضاء، ووقعت مذكرة تفاهم في هذا الإطار مع شركة «فيرجين غالاكتيك» التي يملكها الملياردير ريتشارد برانسون.
انطلقت رحلة مسبار «الأمل» من مركز تانيغاشيما الياباني في 20 من يوليو 2020.
ويبلغ وزن المسبار الآلي 1350 كيلوغراما، وهو بحجم سيارة رباعية الدفع تقريبا. وقد استخدم منصة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة للإطلاق من مركز تانيغاشيما الفضائي الياباني.
وتستغرق دورة واحدة حول الكوكب الأحمر 40 ساعة. وسيبقى مسبار «الأمل» في هذه المرحلة لمدة شهرين تقريبا، وسيتم خلالها إجراء مزيد من الاختبارات حتى يصبح جاهزا لدخول مدار «العلوم» مع بدء عملية جمع البيانات.
وسيظل المسبار في المدار لمدة سنة مريخية كاملة أي 687 يوما.
وخلال المرحلة العلمية، سيدور المسبار حول الكوكب الأحمر دورة كل 55 ساعة في مدار بيضوي يراوح ما بين 20 ألفا و43 ألف كيلومتر، كما سيكون تواصل فريق العمل مع المسبار عبر محطة التحكم الأرضية مرتين إلى 3 مرات أسبوعيا.
وستنقل 3 وسائل تقنية مثبتة على المسبار صورة كاملة عن أجواء الكوكب الأحمر طوال السنة المريخية.
وسيحلل جهاز لقياس الأطياف الحرارية يعمل بالأشعة تحت الحمراء الغلاف الجوي السفلي وهيكلة الحرارة، بينما يوفر جهاز تصوير عالي الدقة معلومات حول مستويات الأوزون. وأخيرا، يقيس جهاز بالأشعة فوق البنفسجية مستويات الأكسيجين والهيدروجين من مسافة تصل إلى 43 ألف كيلومتر من السطح.
ويقول المسؤولون عن المشروع إن فهم أجواء الكواكب الأخرى سيسمح بفهم أفضل لمناخ الأرض.