لماذا يخاف بعض الناس المرتفعات؟
الكائن البشري معرض للآلام النفسية بالإضافة إلى الآلام الجسدية.
ويمكن لحالة ما أن تسبب لنا حزنا عظيما، في بعض الأحيان نواجه هذا الحزن أو الألم بشكل طبيعي بسيط.
يمكن مثلا أن نبكي أو نصرخ أو نحمر أو نتعرق.
لكن يحدث أحيانا أن يكون الألم النفسي أعظم مما يحتمل، أو تكون قدرتنا على المواجهة أضعف مما ينبغي، فنواجه هذا الألم بردود فعل مختلفة.
من ردود الفعل هذه ما يسمى بـ «الفوبيا» أو «الرهاب».
و«الرهاب» «الفوبيا» حالة يصبح فيها الألم النفسي أو القلق مرتبطا بشيء معين أو حالة محددة.
وإذ نتجنب هذا الشيء المعين أو هذه الحالة نبعد الألم أو القلق الذي صارت رمزا له.
من أشكال «الرهاب» الخوف من الأماكن الضيقة المقفلة، أو الخوف من الأماكن الفسيحة المنفتحة، أو من الزحام أو المرتفعات أو الظلام، أو الخوف من الحيوانات أو الجراثيم.
وبالطبع، فإن الشخص المصاب بالرهاب (كالخوف من المرتفعات مثلا) لا يعرف سبب إصابته به.
فهو لا يدرك تماما ما يجري في عقله الباطن.
كل ما يعرفه أنه يخاف من بعض الحالات فيعمل على تجنبها.
ويمكن له، مع ذلك، الاعتراف بأن خوفه في غير محله لكنه لا يملك له دفعا.
لإيضاح هذه النقطة، نضرب مثلا على ولد يعيش في أسرة عادية، يحب أسرته، لكنه أحيانا يخاف من بعض أفرادها.
وربما خاف من أبيه وإن كان يحبه.
وهو لا يريد أن يشعر نحو أبيه بالخوف فيخفي شعوره بشكل غير واع، وربما نقل خوفه من أبيه الى موضوع آخر أو شيء آخر وصار يخافه. لذلك يبدو خوفه بلا سبب ظاهر.
من كتاب: الموسوعة العلمية المبسطة