محمود عيسى
قال معهد صناديق الثروة السيادية في تقرير حديثه له، ان صناديق الثروة الرئيسية الكبرى في العالم ومنها صندوق الثروة الكويتي تبني ثرواتها من عائدات الهيدروكربونات، برغم المنطق المغاير الذي يتحدث عن الاستثمار في الطاقة المتجددة.
واضاف المعهد ان عددا قليلا فقط من صناديق الثروة السيادية وجه جزء كبير من أصولها نحو الاستراتيجيات المتعلقة بالمناخ، حيث ان العديد من هذه الصناديق الكبرى في العالم تستمد تمويلها من الوقود الأحفوري مثل النفط والغاز الطبيعي، وعلى رأسها صندوق المعاشات الحكومي النرويجي، والهيئة العامة للاستثمار الكويتية، وهيئة أبوظبي للاستثمار، وجهاز قطر للاستثمار، وصندوق ألاسكا الدائم.
وهي بعض صناديق الثروة السيادية التي تحصل على تمويل من مصادر الوقود الأحفوري، وقد شارك عدد من صناديق الثروة السيادية في إنشاء إطار صناديق الثروة السيادية لتسريع دمج تحليل تغير المناخ في إدارة الاستثمارات، فيما انضم خمسة عشر صندوقا للثروة السيادية إلى هذا الكيان الإطاري.
وللتدليل على ضآلة استثمارات الصناديق السيادية في الطاقة الخضراء قال المعهد ان الصناديق في عام 2020 استثمرت على سبيل المثال وبشكل مباشر 10.26 مليارات دولار في مجموعة صناعة الوقود الأحفوري المختارة، بينما استثمرت 1.17 مليار دولار فقط في مجموعة مصادر الطاقة المتجددة، مقارنة مع عام 2019 الذي شهد استثمارات مباشرة قدرها 6.18 مليارات دولار في النفط والغاز مقارنة بمبلغ 2.89 مليار دولار في مجموعة مصادر الطاقة المتجددة.
ومضى المعهد الى القول ان ثروة أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم تكونت بشكل كبير من الوقود الأحفوري كالنفط والغاز، واذا اخذنا المنطق القائل بأن تلوث النفط والغاز يسهم في الاحتباس العالمي لكوكب الارض، فإنه يمكن اعتبار صناديق الثروة السيادية مساهما ماليا في تغير المناخ، على غرار الشركات النفطية الكبرى مثل ايكسون موبيل وبي وشيفرون.
وقد دأب صناع السياسة وأساتذة الجامعات الغربيون منذ عام 2008 على حث صناديق الثروة السيادية على استخدام ثرواتهم من النفط والغاز لتمويل مشروعات الطاقة المتجددة وتقنياتها، حيث يرى العديد من الأكاديميين والمنظمات مثل مركز التنمية التابع لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ـ الاويسد ـ أن صناديق الثروة السيادية نظرا لحجمها الهائل وقوتها السوقية، تمتلك القدرة على تحفيز التبني الأسرع للطاقة المتجددة لتحل محل الوقود الأحفوري.
وعلى الرغم من اللغة الخطابية القائلة ان صناديق الثروة السيادية تخصص مبالغ كبيرة من رؤوس أموالها في مصادر الطاقة المتجددة، فإن بيانات الاستثمار المباشر تروي قصصا مختلفة، ناهيك عن أن هذا التحليل يستثني أموال المديرين التي تستثمر في مصادر الطاقة المتجددة وشركات السيارات الكهربائية مثل شركة تسلا وشركة لوسيد موتورز، فضلا عن استثمارات السندات الخضراء.
وختم المعهد بالقول انه من وجهة نظر التنويع في الاستثمار، يمكن لمصادر الطاقة المتجددة ان تمثل عامل تحوط جزئيا لرأسمال هذه الصناديق السيادية من انخفاض أسعار النفط أو استمرار هذا الانخفاض.