نجحت بريطانيا في الانتهاء من تطعيم أكثر من 15 مليون شخص بجرعة أولى من اللقاحات المضادة لكورونا، وتستعد للانتقال إلى المرحلة التالية من برنامج التطعيم اليوم حيث تبدأ بتطعيم من تراوح أعمارهم بين 65 و69 عاما ويعانون من ضعف، وقد دعت نحو 1.2 مليون شخص إلى حجز موعد لتلقي اللقاح، وفق ما أفادت هيئة الخدمات الصحية الوطنية (إن إتش اس).
وتأتي هذه الخطوة مع الانتهاء أمس من تطعيم المجموعات الأربع الأولى ذات الأولوية تشمل نحو 15 مليون شخص.
وقال رئيس الوزراء بوريس جونسون على تويتر «تخطينا عتبة مهمة في برنامج التطعيم الوطني في المملكة المتحدة».
بدوره، قال وزير الصحة مات هانكوك في تغريدة «خبر رائع: تلقى أكثر من 15 مليون شخص الجرعة الأولى من اللقاح ضد كوفيد».
وتتكون تلك الفئات من الذين تتجاوز أعمارهم 70 عاما، المقيمين في دور المسنين والعاملين فيها والأشخاص الأكثر هشاشة أمام الفيروس.
وقال وزير الخارجية دومينيك راب ان البلد سيركز الآن على تطعيم جميع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عاما بحلول مايو وجميع الراشدين بحلول سبتمبر.
وانخفضت في الأثناء معدلات الإصابة بشكل ملحوظ في جميع أنحاء البلاد خلال الأسابيع الأخيرة بفضل إجراءات الإغلاق الصارمة التي حدت من الإصابات وحالات الاستشفاء والوفيات المتصاعدة سابقا.
وأدى تحسن الوضع إلى دعوات لرفع قيود الإغلاق الصارمة مطلع مارس، رغم المخاوف بشأن انتشار النسخ المتحورة من الفيروس التي قد تكون أكثر مقاومة للقاحات.
وفي أوروبا، أغلقت برلين حدودها مع مقاطعة التيرول النمساوية ومع جمهورية تشيكيا في محاولة لاحتواء تفشي نسخ متحورة من الفيروس.
وحذر وزير الداخلية الألماني هورست سيهوفر من أن الأشخاص الذين لا تنطبق عليهم «بعض الاستثناءات المصرح بها، لن يتمكنوا من دخول الأراضي الألمانية، والمرور متاح فقط للألمان وللأشخاص المقيمين وكذلك للعمال الحدوديين والعاملين في مهن تعد استراتيجية على غرار نقل البضائع، وإنما بشرط تقديم فحص طبي بنتيجة سلبية لفيروس كورونا، وقد نشر نحو ألف شرطي لضمان تنفيذ الإجراءات».
وفي مبادرة من بريطانيا التي تتفاخر بتنفيذها حملة تطعيم فعالة، سيناقش مجلس الأمن الدولي بعد غد مسألة توزيع اللقاحات ضد فيروس كورونا المستجد، ويفترض ان يتطرق إلى عدد من القضايا التي يمكن أن تسبب انقساما بين أعضائه.
ومن الأسئلة المطروحة كيفية ضمان توزيع اللقاحات عالميا ومنع حصول أسبقية للدول الغنية في نصف الكرة الشمالي على حساب نصف الكرة الجنوبي؟ وهل ينبغي إعطاء الأولوية لتطعيم قوات حفظ السلام الذين ينتشرون في نحو 15 عملية وأعضاء من وكالات الأمم المتحدة، بما في ذلك في البلدان التي لا تصلها اللقاحات؟ ومن يجب أن يفعل ذلك: الأمم المتحدة، بلد المنشأ أم بلد الانتشار؟
وقال سفير أحد الدول الأعضاء في المجلس طالبا عدم الكشف عن هويته: «اللقاحات والتطعيم ليست في الواقع من مهام مجلس الأمن الدولي».
لكنه أضاف أن: «المجلس يمكنه أن يقدم مساهمة» مستبعدا أن يتم تبني قرار من الجلسة الوزارية التي تنظم هذا الأسبوع.
وفي يوليو 2020، تبنى بعد أكثر من 3 أشهر من المفاوضات الشاقة التي هيمنت عليها مواجهة أميركية - صينية، قراره الوحيد بشأن الوباء حتى اليوم.
وكان يهدف إلى التشجيع على وقف الأعمال العدائية في البلدان التي تشهد نزاعات من أجل تسهيل مكافحة انتشار المرض.
وقال ديبلوماسيون إن بريطانيا عرضت مؤخرا مشروع قرار بشأن إدارة اللقاحات على عدد قليل من الدول. وصرح أحدهم «هناك مشروع قرار والمفاوضات بدأت للتو وستستغرق بعض الوقت».
إلى ذلك، أعلنت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أردرن فرض الإغلاق لمدة ثلاثة أيام في أوكلاند أكبر مدينة في البلاد، بعد العثور على بؤرة جديدة لكورونا على أراضيها.
ويشمل الإجراء مليوني نسمة الذين طلب منهم البقاء في المنزل اعتبارا من منتصف ليل أمس وستبقى المدارس والمتاجر مغلقة اليوم، باستثناء الشركات التي تعتبر «أساسية».
وسجلت إصابة عائلة من 3 أفراد بالفيروس، مما أثار المخاوف في هذا البلد الذي أشيد بفاعلية إدارته للأزمة الصحية.
وأوضحت أردرن أن الإغلاق قد تقرر «كإجراء احترازي، في حال كانت نسخة الفيروس المكتشفة شديدة العدوى». كذلك سيتم عزل المدينة الشمالية الكبيرة عن باقي أنحاء البلاد وتقييد الحركة عند مداخلها ومخارجها.