رحلة العمر قصيرة، تمر علينا غدا بعد 30 عاما ذكرى التحرير ليبدأ شريط الذكريات أمام رجال ونساء أحياء بيننا اليوم ليتذكروا أعزاء شاركوهم الفداء والكفاح المقدس واستشهدوا دفاعا عن هذه الأرض الطاهرة من نجس الغزاة ورفعوا راية الوطن دون رهبة من بطش المحتل لتبقى ذكرى استشهادهم ماثلة أمامنا اليوم من أجل أن نعيش نحن لحظات التمعن بذكراهم الخالدة ولمحات من الصور والذكريات، فهل علينا اليوم رغم كل الظروف أن نخلد ذكرى شهداء الوطن في كل مؤسسة لتبقى تضحياتهم ماثلة لأجيال اليوم وأجيال المستقبل على الدوام! نعم، الإخوة في مكتب الشهيد رغم جائحة كورونا قهروا كل شيء وأنتجوا لوحات فنية رائعة من أجل أن تبقى ذكراهم الطاهرة في ضمير كل بيت بالكويت.
فاليوم الأجيال الحاضر ومن سيأتي من بعدهم يجب علينا أن نذكرهم بالسجل الحافل ببطولات رجالنا ونسائنا الشهداء الذين سطروا بأحرف من نور ملاحم فدائهم وبسالتهم التي زعزعت أوكار الغزاة ومعسكراتهم وسيطرتهم وانتصروا عليهم رغم قلة عتادهم لكن بعزيمتهم الوطنية هزوا الأرض تحت أقدام الغازي بكل شجاعة!
اليوم علينا وعلى كل مؤسساتنا تخليد شهدائها بموقع بارز من أجل أن يكون شاهدا لكل منتسبي هذه المؤسسة أو تلك ورمزا خالدا في سجلات العطاء والفداء.. نعم كل مؤسساتنا المدنية والعسكرية والتعليمية مطالبة اليوم بتخليد تضحيات شهداء الكويت حتى لا ننسى هذه الحقبة الوطنية وتبقى احتفاليتنا بذكرى الاستقلال والتحرير دائمة في الأذهان والصورة وماثلة كشاهد على تاريخنا الوطني التليد لنغرس في نفوس النشء قيم التحرير ومعانيها وروح الفداء والجسارة والشجاعة في مقاومة المعتدي الظالم.
فهل وصلت رسالتنا بالذكرى الثلاثين للتحرير والذكرى الستين للاستقلال! نأمل أن تتحقق هذه الرسالة أمام كل المسؤولين بمؤسساتنا وهيئاتنا الوطنية، ونحن بالانتظار لتحقيق الصورة الخالدة بكل موقع في بلدنا.. وتبقى صرخة الشهيد مدوية في ربوعنا وفضائها للأبد.