من الأخبار المثيرة للانتباه والتي تسترعي انتباه المشاهد أو القارئ، خبر إقالة وزراء من مناصبهم، وهذه الكلمة «إقالة» بلا شك كبيرة في مفهوم الخدمة الحكومية التي تعني فداحة الخطأ المرتكب جراء استغلال المنصب الوزاري أو حدوث خطأ كبير!
وعندما تتمعن في الخبر بأن سبب الإقالة هو عدم التزام الوزير بالإجراءات الصحية لمواجهة «كورونا» يكون الخبر صادما، فهل إلى هذه الدرجة تصل العقوبة بالإقالة من المنصب؟! نعم، هذا ما حدث في الأردن الشقيق مؤخرا من إقالة وزيرين بعد مخالفتهما الإجراءات الاحترازية، فتمت إقالتهما من منصبيهما! هذا هو الواجب اتخاذه هنا في الكويت، فللأسف كثير من المسؤولين أبعد ما يكونون عن الالتزام بالإجراءات الحكومية الصحية! فكيف يتم إقناع المواطن العادي بها؟!
أشرنا في مقالات سابقة وآخرين إلى أهمية الالتزام بالتعليمات الصحية إذا أردنا فعلا تجاوز محنة الجائحة وتخفيف الضغط المتزايد على الخدمات الصحية، والتي بلا شك بدأت تئن الآن من زيادة أعداد المصابين، وأيضا في العناية المركزة، داعيا الله عز وجل أن يمن عليهم بالشفاء.
إن القدوة تأتي من التزام من بيدهم الأمر في كل شيء أمر مطلوب ومحمود، خاصة فيما يتعلق بالعمل الحكومي، التي تصدر التعليمات والتوجيهات للعامة وتفرض غرامات وعقوبات على من لم يلتزم بها! فإذا كانت من تصدر تلك التعليمات منهم لا يلتزمون بتنفيذها، فأين القدوة للآخرين؟! القدوة الآن أمر ضروري في كل أمور الحياة والأداء الحكومي بصفة خاصة لالتصاقها المباشر مع المواطنين وهي التصرفات التي تخرج من المسؤولين ويراها المواطنون والسلوك الذي يبدر منهم!
كيف نقنع العامة بالخطر الصحي المتمثل في الجائحة؟!
كم أتمنى الآن أن تصدر تعليمات واضحة بالالتزام بالتعليمات الصحية والجدية في تطبيقها بدلا من الاستعراضات الإعلامية التي لا طائل منها ولا فائدة، إن فقدت القدوة، وأن نرى إقالات لمن لا يلتزم بها حفاظا على الصحة العامة، وأرجو ألا نصل إلى بيت الشعر لأبي العلاء المعري:
وينشأ ناشئ الفتيان منا
على ما كان عوده أبوه
[email protected]