Note: English translation is not 100% accurate
أصحاب الكفاءات.. إلى أين؟
الاثنين
2007/4/23
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : أمينة العلي
أمينة العلي
اضطررت للذهاب إلى إحدى وزارات الدولة لإنهاء معاملة تخصني بعد أن فشل المندوب في إنهائها، لففت حول نفسي سبع لفات، وكلما ذهبت لموظف قيل لي انه المختص، يتم تحويلي إلى آخر لأسمع نفس الجواب.
ولما ذهبت إلى مسؤولهم كان الجواب ليست من اختصاص الوزارة وانه علي أن أذهب إلى وزارة أخرى، فتوجهت إليها وقال لي الموظفون فيها أن ارجع حيث كنت، أي لنفس الوزارة الأولى لأنها صاحبة الاختصاص، وبعد أن تملكني اليأس من عدم إنهاء هذه المعاملة صممت أن أقابل وكيل الوزارة لعل وعسى أن ألاقي عنده الخبر اليقين، وبعد معاناة قابلته فعرف الموضوع ووجهني إلى جهة الاختصاص في نفس الوزارة وتم إنهاء معاملتي في أقل من 5 دقائق بعد أسبوع كامل من المعاناة بين أروقة الوزارة.
بعد هذه التجربة خرجت بنتيجة هي أن مجلس الخدمة المدنية يقوم بتوزيع الموظفين في الأماكن غير المناسبة لهم وغير المتعلقة باختصاصاتهم، فيصبح الموظف غير المناسب في المكان غير المناسب له.
بعكس المثل القائل «الرجل المناسب في المكان المناسب» والذي يسقط أمام مقولات أخرى تحتل مكانه في بلدنا وهي: «حب الخشوم» و«هذا ولد فلان» و«هذا ولدنا».. ولا نقول جديدا ولا نخترع العجائب حين نؤكد أن معظم دوائرنا الحكومية ومؤسساتنا الوطنية تعاني منذ سنوات طويلة من وجود الرجل غير المناسب أو المرأة غير المناسبة متربعين فوق المكاتب.
زيارة واحدة إلى إحدى هذه الدوائر والمؤسسات تكفي لاكتشاف هذه الحقيقة لأن بعض هؤلاء وصل إلى وظيفته بالأقدمية وكأن الحكومة تهتدي في تعاملها معه بمقولة «قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق» وهي لا تدري أن وجوده يعطل العمل ويعيقه ويعطل أرزاق الناس، وللأسف فإن فئة الموظفين الذين لا يتمتعون بالكفاءة تجد كل الدعم والتغطية من القياديين في إداراتهم الذين وصلوا إلى مراكزهم متسلحين بكمية وافرة من فيتامين «واو» ويعرفون في قرارة أنفسهم أنهم غير جديرين بالمركز الذي وصلوا إليه، فنراهم دوما وكأنهم يخوضون حربا لا هوادة فيها ضد أصحاب الكفاءات خوفا على مناصبهم وعلى الاسم والوجاهة واللوحة الفخمة التي تتقدم مكتب كل منهم معلنة اسم حضرته لزوم التصوير للصحف والشهرة.
وبما أن أمثال هؤلاء لا يعرفون أساسيات العمل فإنهم يشغلون أنفسهم بالكيد لهذا والحفر لذاك. دعونا نعترف بأن دوائرنا ومؤسساتنا الوطنية تعاني من ترهل وظيفي لا يطاق والسبب كثرة الموظفين الذين لا عمل لهم، فإذا كانت الحكومة متمسكة بمقولة «قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق» فلماذا لا تعطيهم رواتبهم وتبقيهم في بيوتهم بدلا من وجودهم الذي يعطل العمل، وعلى الأقل فالحكومة لن تخسر شيئا وإنما ستكسب دماء جديدة وعطاءات جديدة من شباب تسلح بالعلم، وتحدوه الرغبة في خدمة هذا الوطن الحبيب.
اقرأ أيضاً