صلاح الساير
في الـرمل حــــفــــر الكويتــيــون الأوائل آبارا لصق بيــوتهم فـي المدينة القديمة، فكانت أول مصادر الميــاه.
وبعــد ان تكاثرت البيوت حولها، حفروا آبارا جديدة في «الشامية» فكان الماء يـجلب علـى ظهـــور الحـمـيــر والجـمـال، ثم تحــولوا عنـهــا إلى آبار «العديلية» و«النقرة».
لـم يركـنـوا لـلكـسـل، فـتـوجـهـوا بعـد ذلك إلى مــوقع قـرب «الشــعب» وحــفــروا الأرض هناك، حتى تفجـر ماؤها عـــذبا، فـاسـتـحـسن الـنـــاس «حـلاوته» وأطلقوا على تلك الآبار اسم «حولي».
ومع تنامي عــبـقـرية القـــلاليف الـكويتـــيين اســتطاعت البــلاد جلب الميـــاه من شط العـــرب بواسطة سـفن خـشـبيـة «التـشـالـة» وقـد حـاول الشيخ مبارك التغلب على مـشكلة الميـاه باسـتيـراد مـاكـينة لتــحليـة الميـاه «الكنـديسـة» غــيــر أن المحاولة لم تنجح.
وفـي منـتــــــصـف الخمسينيات قررت الكويت بناء مـحطة لتقطيـر ميـاه البحر، ثم تم اكـتشاف الماء في منـطقــة الروضــتين، ودخلنا بعـد ذلك في دوامة الهدر، هدر الماء والذاكرة.