هل تغير المناخ أكثر أهمية من السلام العالمي وفض الصراعات بالطرق السلمية ومحاربة الفساد والجرائم الدولية؟ فقد ارتفعت وتيرة الحديث عن تغير المناخ، خاصة بعد أن أصبح له موقع ضمن الأهداف والغايات العالمية للتنمية المستدامة حتى عام 2030 أي أن جميع دول العالم أصبحت ملتزمة حتى عام 2030 بعدة التزامات وخطط وبرامج تتعلق بالتصدي لتغير المناخ وتداعياته المختلفة وأهمها تداعياته على الاقتصاد والبيئة والصحة والأمن الغذائي.
وعند متابعة ما ينشر حول هذا التحدي من آن لآخر، فإنه من حقنا أن نعرف موقعنا وسط هذا التحدي العالمي، وما الجهة المسؤولة عن التوعية وإجراء الدراسات العلمية عن تداعيات تغير المناخ وتأثيره على حياتنا، وهل تغير المناخ حقيقة أم أنه شأن سياسي لأغراض لم تظهر بعد؟ ولماذا انسحبت دول كبرى من التزاماتها الدولية في هذا المجال ثم أعلنت عودتها بعد تغير قياداتها؟
أوليس من حق كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة أن يسأل كل تلك الأسئلة المشروعة والتي أعتقد أنها تحتاج إلى إنشاء مركز علمي متخصص لدراسات تغير المناخ ووضع الخطط والبرامج ومشاركة جميع القطاعات بما فيها جامعة الكويت والوزارات ذات الصلة والمجتمع المدني وجمعيات النفع العام وممثلين عن هيئات الأمم المتحدة بالكويت، حيث إن ذلك أجدى من مجرد إطفاء الأنوار في يوم الأرض التي تحتاج إلى تبريدها وتنفيذ الالتزامات حيالها وحيال من يعيشون عليها لأن الأرض ومن عليها يحتاجون إلى أضواء العلم والمعرفة.
إن التصدي لتغير المناخ يقع بالعديد من غايات الأهداف العالمية للتنمية المستدامة السبعة عشرة بما يعني ضرورة الوفاء بالالتزامات أمام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ليس فقط بالخطاب البروتوكولي البليغ في الاجتماعات الدولية ولكن بعرض المبادرات والبرامج والدراسات العلمية التي بعون الله وتوفيقه لن نعجز عن القيام بها على أكمل وجه ومن خلال مؤسساتنا العلمية وفي مقدمتها مؤسسة الكويت للتقدم العلمي التي ننتظر منها الكثير في المرحلة القادمة لنشر أضواء العلم والمعرفة التي تليق بمكانة الكويت في المجتمع الدولي وضمن رؤية كويت المستقبل 2035 ذات المكانة المرموقة المتميزة والمرتكزة على العلم والمعرفة.