- الشركة ركزت خلال 2020 على إعادة الهيكلة وحكم محكمة التمييز.. والحفاظ على حقوق المساهمين
- الشطي: تحسين أداء الأصول التشغيلية.. كونها الأساس لتحقيق ما تصبو إليه الشركة بالمرحلة القادمة
طارق عرابي
أكد رئيس مجلس إدارة شركة «أعيان للاجارة والاستثمار» فهد علي الغانم أن «أعيان» قد تجاوزت عثرتها السابقة، وباتت اليوم أمام عهد جديد بالمستقبل القريب، ستسعى من خلاله إلى الحفاظ على استدامة الأرباح المستقبلية وتوزيع الارباح على المساهمين خلال السنة المالية الحالية والسنوات القادمة.
وأضاف الغانم، خلال اجتماع الجمعية العمومية العادية وغير العادية التي عقدت امس بنسبة حضور بلغت 76.7%، أن «أعيان» ركزت خلال العام 2020 على خطة إعادة الهيكلة وعلى حكم محكمة التمييز، وأنها لم تكن تملك السيولة النقدية الكافية التي تساعدها على الدخول في أي مشاريع جديدة خلال ذلك العام.
وقال انه وبعد مرور 13 سنة على الازمة المالية العالمية التي وقعت في العام 2008، وبعد مرور 10 سنوات على خطة إعادة الهيكلة التي بدأت في العام 2011، نجحت «أعيان» في الحفاظ على حقوق المساهمين والذي كان هدفا أساسيا ورئيسيا أمام مجلس إدارة الشركة، بدليل ان الشركة سجلت في العام 2011 خسائر متراكمة وصلت إلى 45 مليون دينار، بينما تحولت هذه الخسائر اليوم إلى أرباح بقيمة 130 ألف دينار، كما ان إجمالي مديونية الشركة كان بواقع 385 مليون دينار، حيث انخفض هذا الدين بنسبة 93% ليصبح إجمالي قيمة المديونية المتبقية ما بين 6 و 8 ملايين دينار، فيما يجري حاليا التواصل مع باقي الدائنين لتوقيع التسوية.
ولفت الغانم إلى أن حجم أصول الشركة قد انخفض بعد إجراءات التسوية التي تمت مع الدائنين، لكن الشركة مازالت تمتلك مجموعة من الاصول الممتازة، حيث يعمل مجلس الادارة بالتعاون مع الادارة التنفيذية على ضمان استدامة ارباح أعيان بالمستقبل، مؤكدا أن جل تركيز الشركة حاليا سينصب على تطوير الاصول وتحسين عوائدها.
وفي إطار ذلك كله، أوضح الغانم ان عام 2020 كان عاما استثنائيا بكل المقاييس بالنسبة لمجموعة أعيان، حيث جاء العام وهو يحمل في طياته الكثير من التحديات على جميع الأصعدة، فقد ألقت جائحة فيروس كورونا المستجد بظلالها على كل مناحي الحياة، وتأثرت العديد من القطاعات الاقتصادية لأسباب عديدة كان من أبرزها الإجراءات الاحترازية التي شهدتها الكويت وما صحبها من توقف للعديد من الأنشطة التجارية، تلك الإجراءات التي لم تكن بمعزل عن دول العالم الأخرى والتي اتخذت إجراءات مشابهة كذلك.
وتابع يقول انه وفي ظل تلك الظروف الاستثنائية عملت المجموعة جاهدة في سبيل تحقيق أهدافها والتعامل مع جميع المتعاملين معها كما كان وسيبقى عهدهم بالمجموعة بشكل مهني.
حكم «التمييز»
وذكر الغانم ان «أعيان» قامت خلال العام الماضي بتمييز الحكم الصادر من محكمة الاستقرار المالي بتاريخ 4 ديسمبر 2019 الرافض لطلب الشركة للتسوية النهائية لمديونيتها، وبفضل الجهود المخلصة من الشركة في إعداد الطعن في التمييز على ذلك الحكم، فقد صدر حكم محكمة التمييز بتاريخ 19 اغسطس 2020، وهو الحكم الذي قضى في منطوقه بقبول الطعن والتصديق على تعديل خطة السداد ووقف إجراءات التقاضي خلال الفترة الممتدة حتى عام 2024.
ولفت الى انه وفور صدور الحكم باشرت الشركة التواصل مع كل دائنيها في سبيل إنهاء هذا الملف الذي امتد لسنوات طويلة، حيث تمكنت خلال فترة وجيزة من استكمال أعمال التسوية النهائية مع معظم الدائنين الأمر، الذي نتج عنه تسوية ما يقارب 93% من مديونيتها تجاه الدائنين، موضحا ان العمل لا زال مستمرا في سبيل استكمال تسوية المتبقي من المديونية مع باقي الدائنين بأقرب وقت ممكن.
وإثر ذلك، تمكنت المجموعة من تعزيز مركزها المالي وتغطية كافة الخسائر المرحلة والمتراكمة على مدى سنوات مضت، حيث بلغ دائنو التمويل الاسلامي في نهاية 31 ديسمبر 2011، مبلغ 384.5 مليون دينار، فيما بلغ في نهاية 31 ديسمبر 2020 مبلغ وقدره 11.7 مليون دينار.
وتابع بقوله ان خسائر الشركة كانت تقدر في نهاية السنة المالية من العام 2011 بمبلغ 42.7 مليون دينار، فيما حققت الشركة ارباحا بلغت قيمتها 130 الف دينار، في نهاية السنة المالية من العام 2020.
وأضاف الغانم ان الشركة طوت حقبة صعبة من تاريخها امتدت لسنوات التزمت خلالها بخطة إعادة الهيكلة، واضطرت للتخارج من العديد من أصولها في سبيل الوفاء بالتزاماتها، مؤكدا ان الشركة تفتح اليوم صفحة جديدة بمركز مالي قوي، وسياسة مالية متزنة تحدد استراتيجيتها خلال المرحلة القادمة لتقدم بذلك شركة «أعيان للإجارة والاستثمار» نموذجا ناجحا في تجاوز الأزمات ولتمضي قدما نحو نجاحات مستقبلية جديدة لمساهمي الشركة.
الأصول التشغيلية
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي للشركة عبدالله الشطي ان الادارة التنفيذية عملت خلال عام 2020 على تحقيق الأهداف والتطلعات التي تم رسمها بالتعاون مع مجلس إدارة الشركة، بما يعود بالاستفادة القصوى لكافة مساهمي الشركة.
وتابع الشطي بقوله: لا شك أن تسوية مديونية الشركة كانت الشغل الشاغل والهدف الرئيسي في سلم أولويات الإدارة التنفيذية، ولا يعني الاهتمام بتسوية المديونية إغفال متابعة باقي قطاعات الشركة لتحقيق الأهداف المرصودة أمامهم، بل على العكس من ذلك، فقد تم العمل على تحسين أداء كل الأصول التشغيلية للشركة ومتابعتها بشكل مكثف كون أن تلك الأصول ستكون أساسا لتحقيق ما تصبو إليه الشركة في المرحلة القادمة من توسعات وتطلعات.
وتابع يقول: لا يخفى على الجميع أن بعضا من استثمارات الشركة قد تأثرت بسبب الأوضاع الاستثنائية التي نواجهها جميعا، فعلى سبيل المثال انخفض صافي الدخل من عمليات التأجير للأشهر الأولى من عام 2020 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019 بنسبة 15% نتيجة لضرورة إغلاق المعارض، كما انخفض دخل الإيجار من العقارات الاستثمارية والعقارات المستأجرة للأشهر الستة الأولى من عام 2020 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019 بنسبة 16%، وقد تحسنت هذه المؤشرات لاحقا مع اقتراب نهاية العام بعد أن تم تخفيف بعض القيود الاحترازية على الأنشطة الاقتصادية المختلفة.
الجمعية العمومية
وكانت عمومية «أعيان» قد وافقت على كل البنود الواردة في جدول الاعمال، وابرزها المصادقة على تقريري مجلس الادارة ومراقبي الحسابات، واعتماد البيانات المالية والحسابات الختامية للشركة، وذلك عن السنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2020، كما وافقت على عدم توزيع ارباح عن السنة المالية المذكورة، فيما وافقت العمومية غير العادية على تخفيض رأسمال الشركة من 81.4 مليونا الى 71.4 مليون دينار، أي بمقدار 10 ملايين دينار، وذلك بسبب زيادته عن حاجة الشركة.
مؤشرات مالية جيدة
بين الشطي أن قطاع الإجارة حقق خلال 2020 معدلات أداء جيدة على الرغم من الظروف المحيطة، حيث شهد 2020 انخفاضا في الإيرادات التشغيلية بنسبة 15% لتبلغ 30.3 مليون دينار لعام 2020، مقارنة بـ 35.6 مليون دينار لعام 2019، وكذلك انخفض مجمل الربح بنسبة 13% ليبلغ 7.6 مليون دينار لعام 2020، مقارنة بـ 8.7 مليون دينار لعام 2019، ولكن في المقابل ارتفعت نسبة هامش مجمل الريح لتصل إلى 25 لعام 2020 مقارنة بنسبة 24% لعام 2019.
وأفاد بأن الشركة حققت ارتفاعا بحقوق الملكية بنسبة 15% حيث بلغت 45.3 مليون دينار لعام 2020 مقارنة بـ 39.5 مليون دينار لعام 2019.
تقديم إعفاءات للمستثمرين
قال الشطي إنه خلال عام 2020 تعرض سوق العقار الاستثماري لانخفاض بالقيم الإيجارية في العقارات الاستثمارية والعزوف عن الطلب على الوحدات السكنية في العقارات الاستثمارية، وذلك منذ بداية الربع الثاني على وجه التحديد، الأمر الذي أثر على القطاع العقاري بشكل عام وأدى إلى زيادة المرض وضعف الطلب على تلك الوحدات.
أما بالنسبة للقسائم الحرفية التي تمتلكها الشركة في منطقة أبوفطيرة، فقد أكد الشطي على تأثر مستوى التأجير بسبب إغلاق الكثير من الأنشطة من جراء جائحة كورنا وتعثر المستثمرين في سداد القيم الإيجارية المتراكمة عليهم وإخلاء بعضهم، موضحا لقد قام العديد من أصحاب العقارات في المنطقة بمبادرة إعفاء المستثمرين من القيمة الإيجارية خلال فترات الحظر الكلي والجزئي وقد قامت الشركة بالتعامل مع مستثمريها بنفس النمط، ومع ذلك، لايزال الإقبال ملحوظا على طلب التأجير المنطقة خلال الفترة ما بعد الحظر وخلال الربع الأخير من السنة.