- الملكة إليزابيث الثانية ترثي سندها: أنا وعائلته وكثير من الدول يدينون له بدين أعظم بكثير مما قد يستحق أو مما يمكننا معرفته على الإطلاق
من برج لندن على ضفاف نهر التايمز، ومن قصور إدنبره وبلفاست، إلى جبل طارق، وعلى متن سفن البحرية الملكية، أطلقت المدفعية في كل ارجاء المملكة المتحدة امس تكريما للأمير فيليب، زوج الملكة اليزبيت الثانية الذي رحل الجمعة، وقالت عنه إنه كان أكبر «سند» لها.
وأطلقت في سلسلة من 41 طلقة (واحدة في الدقيقة) تكريما للرجل الذي صار عميد العائلة الملكية البريطانية بعد ولادته أميرا يونانيا في كورفو وقضائه طفولة تنقل خلالها بين أرجاء اوروبا.
وقد بعث صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد ببرقية تعزية إلى صاحبة الجلالة الملكة إليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية الصديقة، عبر فيها سموه باسمه وباسم الحكومة والشعب الكويتي عن خالص تعازيه وصادق مواساته لجلالتها وللأسرة الملكية وللشعب البريطاني الصديق بوفاة صاحب السمو الملكي الأمير فيليب ـ دوق ادنبره، راجيا سموه له المغفرة ولجلالتها وللأسرة الملكية جميل الصبر وحسن العزاء.
وأشاد سموه، رعاه الله، بمواقف صاحب السمو الملكي الأمير فيليب تجاه الكويت ودعم قضاياها العادلة، ومشيرا سموه إلى أن المملكة المتحدة قد فقدت برحيله أحد شخصياتها العظام البارزة والمؤثرة سواء على الصعيد المحلي أو الدولي ولخدماته التي قدمها لوطنه عبر المسؤوليات الرفيعة التي تولاها سموه.
كذلك بعث سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد ببرقية تعزية إلى صاحبة الجلالة الملكة إليزابيث الثانية ـ ملكة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية الصديقة ضمنها سموه خالص تعازيه وصادق مواساته لجلالتها وللأسرة الملكية بوفاة صاحب السمو الملكي الأمير فيليب ـ دوق ادنبره، راجيا له الرحمة ولجلالتها وللأسرة الملكية جميل الصبر.
كما بعث سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد ببرقية تعزية مماثلة.
إلى ذلك، بعث صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد ببرقية تعزية إلى صاحب السمو الملكي الأمير تشالز أمير ويلز أعرب فيها سموه، رعاه الله، عن خالص تعازيه وصادق مواساته بوفاة والده صاحب السمو الملكي الأمير فيليب ـ دوق ادنبره، راجيا له المغفرة ولسموه وللأسرة الملكية جميل الصبر وحسن العزاء، مستذكرا سموه، رعاه الله، مواقف صاحب السمو الملكي الأمير فيليب النبيلة تجاه الكويت والمكانة الكبيرة التي احتلها على الصعيد المحلي أو على المستوى العالمي ولدوره الكبير وإسهاماته في خدمة وطنه.
كذلك بعث سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد ببرقية تعزية إلى صاحب السمو الملكي الأمير تشالز أمير ويلز ضمنها سموه خالص تعازيه وصادق مواساته لسموه وللأسرة الملكية بوفاة والده صاحب السمو الملكي الأمير فيليب دوق ادنبره، راجيا له الرحمة.
كما بعث سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد ببرقية تعزية مماثلة.
وفي لندن رثت الملكة إليزابيث الثانية، زوجها ووصفته بأنه كان قوتها وبقي كذلك كل هذه السنوات.
وقالت الملكة، في رسالة نشرها قصر باكنغهام الملكي مع صورة لهما، «أنا، وعائلته كلها، وهذه الدولة والعديد من الدول الأخرى، يدينون له بدين أعظم بكثير مما قد يستحق أو مما يمكننا معرفته على الإطلاق».
وكانت الملكة قد اقتبست وصفها لزوجها من خطاب قد ألقته في وقت سابق خلال شهر نوفمبر عام 1997، احتفالا بمرور 50 عاما على ذكرى زفافها الذهبي.
واستعرض أولادهما ذكرياتهم في برنامج مسجل مسبقا بثته هيئة الإذاعة البريطانية.
وتحدثوا عن حياة والدهم، حيث وصف أمير ويلز تركته بأنها «إنجاز مذهل».
وقالت ابنته آن إنه كان «موجودا دائما». واضافت «إذا كانت لديك أي مشاكل يمكنك دائما الذهاب إليه وأنت تعلم أنه سيستمع إليك ويحاول مساعدتك».
وتابعت إن الدوق «عامل الجميع بصفتهم أفرادا لهم اعتبارهم، وأعطاهم الاحترام الذي يستحقونه كأفراد».
وزار الأميران أندرو وإدوارد والدتهما إليزابيث الثانية في ويندسور امس. وقالت صوفي زوجة الأمير إدوارد: «لقد كانت الملكة مذهلة».
ووصف، أمير ويلز وولي عهد بريطانيا، حياة والده بأنها «إنجاز مذهل» وذلك في حديثه عن حياة الأمير فيليب لبرنامج من بي بي سي.
وقال الأمير تشالز: «طاقته كانت مذهلة في دعم والدتي (الملكة) وفي تقديم ذلك الدعم لفترة طويلة، وفي أن يكون قادرا، بصورة استثنائية، على الاستمرار في القيام بذلك لفترة طويلة جدا». وأضاف تشالز قائلا: «أعتقد أن ما قام به يرقى إلى مستوى الإنجاز المذهل».
ومن جهته، قال الجنرال السير نك كارتر، رئيس أركان الجيش البريطاني، أن الدوق كان «صديقا رائعا وملهما وقدوة» للقوات المسلحة.
وتابع السير نك: «يغادرنا سمو الأمير، الذي عـــاش حياته على أكمل وجه، بتركة من الروح التي لا تقهر والصمود وشعور لا يتزحزح بالواجب».
وقالت مؤسسة «كوليج اوف آرمز» الملكية في بيان أن الدوق طلب قبل وفاته ان لا تقام له جنازة رسمية ولا يسجى جثمانه لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه.
كما طُلب من كل المباني الحكومية في المملكة المتحدة تنكيس الأعلام إلى المنتصف حدادا على الدوق حتى الساعة الثامنة من صباح اليوم التالي لجنازته. وقـــرعــــت كنــــيسة ويستمنستر آبي جرسها الكبير 99 مرة بواقع مرة كل ستين ثانية بدءا من الساعة السادسة من مساء امس الاول، تكريما لكل عام من حياة الدوق.
وسيقوم البرلمان بتكريم الدوق يوم غد، بينما سيعقد مجلس العموم جلسة لتقديم التعازي في تمام الساعة 14:30.
وقال رئيس الوزراء، بوريس جونسون، إن الدوق «كسب حب الأجيال هنا في المملكة المتحدة وفي عموم دول الكومنولث وفي جميع انحاء العالم».
الأمير فيليب.. مصدر الدعم غير المشروط للملكة
كان الأمير فيليب زوج ابنة ملك، وزوجا لملكة بريطانيا، ووالد ملك المستقبل، لكن لم يكن له أي دور رسمي.
وفر هذا الزواج وطنا واستقرارا للأمير الأجنبي الذي عاش في المنفى، لكنه جعله يمشي خلف زوجته بخطوتين طوال حياته، وهو الذي كان يوصف بـ«الرجل الأوحد».
ويقول المقربون من الأمير إن إسهامه الأكبر كان الدعم المستمر وغير المشروط للملكة. وغالبا ما يركز المؤرخون على دوره بجانبها. وعندما كان الزوجان معا كانت لديه القدرة على تخفيف التوتر وخلق جو من المرح، وغالبا ما كان يحمل الأطفال فوق الحواجز ليتمكنوا من رؤية زوجته.
ويتفق من يعرفونهم عن قرب مع هذه المقولة. وتحدث أحد المساعدين السابقين عن الأمير فيليب، فقال إنه الرجل الوحيد في العالم الذي يتعامل مع الملكة ببساطة كإنسان آخر. وربما ارتدت الملكة التاج، لكن الأمير فيليب كان هو الرجل.
وتعــرض الـــزواج، الذي جمع امرأة حذرة ورجلا منطلقا، للعديد من الاختبارات واجتازها جميعا، في حين فشلت زيجات أخرى كثيرة، من بينها زيجات ثلاثة من أبنائهما الأربعة.
وذكر فيليب ذات مرة أمام جمع من الناس، أن التسامح هو أحد أهم مقومات الزواج السعيد. كما قال إن زوجته هي الأقدر على التسامح.
وساند الأمير فيليب العائلة في خضم الأزمة التي ضربت القصر في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.
وكانت علاقته بابنه الأكبر، الأمير تشالز، متوترة في بعض الأحيان، لكن الأمر تحسن بمرور الوقت. وقال ذات مرة عن الأمير تشالز إنه «رومانسي، وأنا عملي. ولأني لا أنظر إلى الأمور نظرة عاطفية أصبحت عديم الإحساس (في نظر تشالز)».
وخلال الأسبوع الأصعب في حكم الملكة بعد موت الأميرة ديانا، أميرة ويلز، كان الأمير فيليب بصحبة زوجته التي عادت إلى لندن بعد توجيه انتقادات بأنها غائبة عن المشهد، كما كان بصحبة حفيديه أثناء مشيهما خلف نعش والدتهما.
وكان الأمير فيليب، بجانب الملكة إليزابيث الأم والأميرة مارغريت شقيقة الملكة، هو من يتفهم الصعوبات التي تواجه الملكة. وخلفت وفاته ملكة تشعر بالمزيد من الوحدة وهي مستمرة في سدة العرش.
الجنازة «الاحتفالية» السبت المقبل بحضور الأمير هاري وغياب زوجته ماركل
لندن ـ وكالات: أعلن قصر باكينغهام أن جنازة الأمير فيليب ستقام السبت المقبل الموافق 17 ابريل في كنيسة سانت جورج في ويندسور، وستكون جنازة احتفالية وليست رسمية.
وقالت وسائل الاعلام البريطانية انه سيتم الإعلان عن قائمة المعزين المشاركين في جنازة دوق إدنبرة يوم الخميس. ومن المتوقع أن يقتصر الحضور على أبناء وأحفاد الدوق.
وسيحضرها حفيده الأمير هاري المقيم حاليا في كاليفورنيا، ولكن من دون زوجته الحامل ميغان ماركل، بناء على نصيحة طبية.
وستُعلن دقيقة صمت حدادا على الفقيد في البلاد في الساعة الثالثة بتوقيت غرينيتش قبل بدء مراسم الدفن، حيث سيُوارى جثمانه في القبو الملكي في كنيسة سانت جورج في قلعة ويندسور، ومن المتوقع أن يُعلن المزيد من التفاصيل لاحقا.
وطلبت العائلة الملكية من الناس التفكير في تقديم تبرع لجمعية خيرية بدلا من وضع الزهور، وتم إطلاق كتاب تعزية عبر الإنترنت على الموقع الملكي الرسمي لأولئك الذين يرغبون في إرسال رسائل.
يُذكر أن الجنازة الرسمية تقام للملك فقط، وأحيانا تمنح لرئيس الوزراء، لكن هذا يحتاج إلى موافقة برلمانية.
بينما الجنازة الاحتفالية تُقام لكبار أفراد العائلة المالكة، كولي العهد ومن يحملون الرتب العسكرية وقرين الملكة.
زعماء العالم يرثون مناقب «الشخصية التاريخية»
عواصم ـ وكالات: اشاد زعماء العالم بمناقب الأمير فيليب زوج ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية وأرسلوا تعازيهم إلى الملكة.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن وزوجته السيدة الأولى جيل بايدن في بيان إن الدوق «كرس نفسه بكل سرور لشعب بريطانيا والكومنولث وعائلته». وأضاف بايدن في بيان مكتوب أمس الاول إن الأمير سوف يستمر إرثه ليس فقط من خلال عائلته، ولكن أيضا من خلال العديد من القضايا الخيرية التي دافع عنها. كما أشاد الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون وزوجته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون بالتزام الأمير فيليب، وأعربا عن تعازيهما للملكة والعائلة المالكة والشعب البريطاني.
وقال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون امس، إن «الأمير فيليب كان يعرف بلدنا لكونه عاش فيه خلال شبابه وكثيرا ما زاره حتى عام 2014 لمناسبة الذكرى السبعين للإنزال في النورماندي».
وكان الأمير فيليب شارك في أكثر من 22 ألف مناسبة رسمية عامة منذ اعتلاء زوجته العرش في 1952. وفي موسكو أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في برقية تعزية موجهة للملكة إليزابيث الثانية باعتباره شخصية تاريخية. وكتب بوتين وفقا لما أعلنه مكتبه قائلا: «ترتبط العديد من الأحداث المهمة في التاريخ الحديث باسم صاحب السمو الملكي، لقد كان البريطانيون محقين في تقديره وقد تمتع بمكانة دولية مرموقة».
وأعرب بوتين عن أمله للملكة وجميع أفراد أسرتها في التحلي بروح الشجاعة و«القوة الروحية في مواجهة الخسارة الفادحة». هذا وتقدم البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، امس، عبر تطبيق التليغرام، بالتعازي للملكة إليزابيث الثانية. ونقلت صحيفة (فاتيكان نيوز) المتخصصة في أخبار الفاتيكان عن وزير خارجية الفاتيكان بيترو بارولين قوله في خطاب، «حزنت عندما علمت بوفاة زوجك الأمير فيليب دوق إدنبره، والبابا فرانسيس يقدم أحر تعازيه لجلالتك وأفراد العائلة الملكية».. مشيرا إلى تفاني الأمير فيليب لعائلته، وكذلك سجله الحافل في الخدمات العامة والتزامه بالتعليم ونمو الأجيال.