تصاعدت حدة التهديد والوعيد بين إيران وإسرائيل، على خلفية الهجوم الذي تعرض له مفاعل نطنز النووي وسط إيران أمس الأول.
وتزامن اتهام طهران لإسرائيل بالوقوف خلف الهجوم ووعدها بالانتقام، مع تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعدم السماح لإيران بامتلاك السلاح النووي، وذلك في أوج الجهود الديبلوماسية لإحياء الاتفاق النووي المبرم بين ايران والقوى الغربية العام 2015.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده خلال مؤتمر صحافي في طهران امس، أنه «من المبكر جدا» تحديد «الأضرار المادية التي تسبب بها الهجوم»، مضيفا: «يجب تفقد كل جهاز من أجهزة الطرد المركزي لإعطاء حصيلة الأضرار».
وأضاف: «بهذا العمل، حاول الكيان الصهيوني بالتأكيد الانتقام من الشعب الإيراني لصبره وحكمته اللذين أثبتهما (بانتظاره) رفع العقوبات» الأميركية.
واتهم خطيب زاده بشكل غير مباشر إسرائيل بتقويض المحادثات الجارية في فيينا لمحاولة إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق الدولي المبرم العام 2015 حول البرنامج النووي الإيراني ورفع العقوبات التي تفرضها واشنطن على طهران منذ انسحابها من هذا الاتفاق العام 2018.
وبعد تقارير إسرائيلية عن أضرار كبيرة لحقت بأجهزة الطرد المركزي في المنشأة وان التخصيب قد يتعطل لـ 9 أشهر، قال زاده: «إذا كان (الهجوم) يهدف إلى الحد من القدرة النووية لإيران، فأقول في المقابل إن كافة أجهزة الطرد المركزي (التي تضررت) هي من نوع آي ار-1» أي من الجيل الأول. وكانت إيران أعلنت السبت تشغيل أجهزة طرد من أجيال أحدث.
وأضاف: «فليعرف الجميع أنها بالتأكيد ستستبدل بآلات أكثر تقدما»، مؤكدا أن «رد إيران سيكون الانتقام من الكيان الصهيوني في الوقت والمكان المناسبين».
من جهته، شدد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف «على ضرورة عدم الوقوع في الفخ الذي نصبه الصهاينة».
وأضاف وفق ما قال نواب أثناء اجتماع مغلق في البرلمان مخصص للبحث في هجوم نطنز، «لن نسمح» لإسرائيل بإفشال محادثات فيينا «وسننتقم من الصهاينة على ممارساتهم».
بدوره، قلل بهروز كمالوندي الناطق باسم الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية امس، من حجم الهجوم وقال في تسجيل مصور نشرته وكالة «تسنيم» الإيرانية إن «الحادث وقع في مركز توزيع الكهرباء. وقع انفجار صغير».
وأدلى كمالوندي بهذه التصريحات فيما كان ممددا على سرير في مستشفى أوضح أنه نقل اليه بعد سقوطه من مكان يرتفع بضعة أمتار خلال زيارة تقييم للوضع في منشأة نطنز النووية.
وأفاد مصدر مطلع في وزارة الأمن الإيرانية، بأنه تم التعرف على منفذ حادثة نطنز فجر أمس الأول.
وأكد المصدر المطلع لوكالة «نورنيوز» الإيرانية، أن فريق التحقيق في منشأة نطنز توصل إلى الطريقة التي تم بها إيجاد الخلل في قسم توزيع الكهرباء بالمفاعل.
وأضاف: «تم التعرف على هوية الشخص الذي تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن إحدى قاعات مفاعل نطنز للتخصيب واتخذنا الإجراءات اللازمة لاعتقاله».
وقال المصدر إنه تم اتخاذ سلسلة من الإجراءات اللازمة لإعادة المنشأة المتضررة إلى دائرة العمل من جديد.
في المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو امس، إن إيران لم تتخل قط عن سعيها لامتلاك أسلحة نووية وإن إسرائيل لن تسمح لها أبدا بصنعها.
وفي تصريحات أدلى بها للصحافيين، بينما كان وزير الدفاع الأميركي الزائر لويد أوستن يقف إلى جانبه، لم يعلق نتنياهو على اتهام إيران لإسرائيل بتخريب موقع نطنز النووي الإيراني.
وقال: «لم تتخل إيران قط عن سعيها لحيازة أسلحة نووية والصواريخ التي تطلقها».
وأضاف: «لن أسمح لإيران أبدا بامتلاك القدرة النووية لتنفيذ هدف الإبادة الجماعية والقضاء على إسرائيل».
على صعيد ردود الفعل الدولية، حذرت ألمانيا امس، من أن التطورات الأخيرة المرتبطة بمنشأة نطنز «غير إيجابية» بالنسبة لمحادثات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي.
وقالت وزارة الخارجية الروسية ان حادث نطنز، ينبغي ألا «يقوض» المحادثات حول الاتفاق النووي.
وأملت الخارجية الروسية في بيان «ألا يصبح ما حصل (هدية) لمعارضي الاتفاق المختلفين وألا يقوض المحادثات التي تزداد زخما»، موضحة أنها تتابع عن كثب «الحادث الخطر».
وإذ أعربت عن «قلقها»، رأت موسكو أنه «إذا كانت خطوات ضارة تقف وراء هذا الحادث، فإن نية مماثلة تستحق إدانة شديدة».