صدرت حديثا عن «دار بدائل» للنشر بالقاهرة، مجموعة قصصية جديدة بعنوان «غير المغضوب عليه» للكاتب علاء البربري، والتي تحمل الكثير من التجريب في عالم النثر، وفقا للناشر.
وقسم البربري نصوص مجموعته إلى قسمين، الأول تتضح فيه معالم القص، والآخر تهيمن عليه التعبيرات الشعرية واللغة الرومانسية، ليحاور فيهما الجمادات والكائنات غير العاقلة لربما تخبره حقيقة ما يدور حوله وقد عجز عن فهمه، حيث غادر الراوي كثيرا من الأحياء وركن إلى ركن بعيد متأملا.
الكتابة تأخد الكاتب إلى البعيد، فيشعر القارئ انه يعيش معه احساسه فيتألم مع ألمه ويعيش دور الفارس المتسلسل معه بأغلال الشر وبحبس نفسه مع الكاتب كي يجد مخرجا ثم يطير معه بخياله مثل الفراشات.
باختصار، يكتب علاء البربري بإحساس ينبض ألما متقنا توظيف مفردات لغة خاصة، ولديه بلاغة تؤهله إلى توصيل المعاني بعمق.
ومعظم القصص فيها إسقاط ونوع من الفانتازيا والكوميديا الساخرة وفيها مرارة لا تذهب بعيدا أبدا وكتابته مثل الرسم السريالى يستنهض قارئا له حس أدبي عال وخيال يرى به القصص قبل أي شيء، كما أن هناك ثمة براعة في نسج حوار بين كل شيء وأي شيء مع إسقاطات من الماضي والحاضر.
وفي بعض القصص ينفض الكاتب رداء الكهل فتختفي عبارات اليأس والقنوط ويرجع مراهقا يحلم ويبدع ويكتب كلمات تطير معها الأرواح والأبدان في عالم خنقت فيه كل المعان النبيلة فصرنا أصناما متحجرة القلوب والعقول، يغزل من ثلاثة أسطر أو أربعة حكاية وهذه براعته في التعبير.
والكاتب مناور محاور مشاكس غامض لا يكل ولا يمل يجد في الغموض لذة وفى الصمت كلاما بليغا وفي فنون الهروب هواية، وفي قصة أخرى يصور الموت ضيفا عزيزا كان ينتظر زيارته ويرسم سيناريوهات النهاية ببراعة ولهفة كأنها طوق نجاة فيشعر القاري كم ان الواقع مؤلم وكأنه سجن ينبغي الخلاص منه.